المحلل السياسي العارف بالله طلعت : إسرائيل حولت قطاع غزة إلى منطقة مجاعة وإخضاع الشعب الفلسطيني لظروف قاتلة

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت:
ما يجري في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية بل جريمة ممنهجة يستخدم فيها الكيان الإسرائيلي الغذاء كسلاح حرب وتمارس فيها سياسة الإبادة البطيئة تحت أنظار العالم إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية مطالبون اليوم بتحرك حقيقي وفوري لا يقتصر على الإدانات بل يشمل ضغوطا سياسية واقتصادية على الكيان الإسرائيلي وفتح ممرات آمنة للمساعدات ومحاكمة من تورطوا في هذه الجرائم أمام محكمة الجنايات الدولية.
والمجاعة الحالية وسوء التغذية المزمن في غزة يمثلان تهديدا خطيرا ومباشرا لصحة الأطفال خصوصا من هم دون سن الخامسة والمواليد الجدد  ونقص العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى التقزم إضافة إلى تأخر التطور العقلي واللغوى والحركي.

وأشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت:  بأن التجويع في غزة لم يكن نتيجة ثانوية للحرب بل استراتيجية واضحة أعلنتها شخصيات إسرائيلية في أكثر من مناسبة ففي تصريح شهير لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في أكتوبر 2023 قال بوضوح: “لن يدخل كهرباء، ولا طعام ولا ماء إلى غزة، نقاتل حيوانات بشرية وسنتعامل معهم على هذا الأساس”، هذا التصريح ليس مجرد انفعال لحظة بل يعكس سياسة عامة تهدف إلى سحق البنية المجتمعية في غزة ودفع السكان إلى الانهيار الكامل.

كما استهدفت القوات الإسرائيلية مستودعات المساعدات في شمال غزة وجنوبها، ما تسبب في تدمير آلاف الأطنان من الأغذية والأدوية، وتكررت مشاهد إطلاق النار على سكان غزاويين كانوا يحاولون الوصول إلى شاحنات مساعدات محدودة، في مناطق مثل “الكوستل” و”نقطة نيتساريم”، وسقط العشرات قتلى في ما عرف بمجزرة طابور الخبز.

وحذرت الأمم المتحدة في الأيام الماضية من أن عدم إدخال المواد والمساعدات إلى القطاع ينذر بكارثة إنسانية جديدة ومجاعة ستطول هذه المرة كل مناطق قطاع غزة.

وعلى كل المؤسسات الأممية والدولية بالتحرك الجاد لإنقاذ حياة آلاف الجرحى والمرضى الذين يواجهون خطر الموت في حال توقفت هذه المستشفيات عن العمل، وفي ظل تهديدات الاحتلال المتكررة باستهدافها على غرار ما جرى في مستشفيات أخرى.

واضاف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت قائلا : سجلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم طفل.

وأعلنت الوزارة في بيان ارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 251 شهيدا، من بينهم 108 أطفال.
بدوره دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف هجماته فورا على الفلسطينيين الذين يحاولون تأمين قوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات في ظل حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال المكتب -في بيان – إن هذه الهجمات “ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة”، مبينا أنه وثق منذ بداية أغسطس الجاري 11 هجوما على فلسطينيين خلال عملهم في تأمين المساعدات بشمال قطاع غزة ووسطه.

وأضافت المكتب الأممي، أن تلك الهجمات التي استهدفت عناصر التأمين خلال عملهم في حماية القوافل، أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 46 فلسطينيا.
وأفاد بأن معظم من قتلوا كانوا من “أفراد الأمن المرافقين لقوافل المساعدات والإمدادات، إلى جانب بعض من طالبي المساعدة، فضلا عن تسجيل عدد من الإصابات”.

وتأتي هذه الهجمات وفق الأمم المتحدة، في سياق “نمط مماثل من الهجمات على أجهزة تنفيذ القانون المدنية”. وأوضح البيان أن مكتب حقوق الإنسان وثق ارتكاب إسرائيل عشرات الحوادث باستهداف غير قانوني للشرطة المدنية بغزة منذ بداية الحرب، ما ساهم في “انهيار النظام العام حول قوافل الإمدادات”.
وأكد أن “أفراد الشرطة المدنية والأمن يتمتعون، بموجب القانون الدولي، بالحماية من الهجمات ما لم يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية، وهو ما لا يشمله تأمين قوافل المساعدات الغذائية المخصصة للمدنيين”.
وأفاد مكتب حقوق الإنسان بأن إسرائيل قتلت منذ 27 مايو وحتى 13 من الشهر الجاري ما لا يقل عن ألف و760 فلسطينيا بينهم 994 في محيط مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية” و766 على طول مسارات شاحنات المساعدات الواصل للقطاع.

وقد حذرت أكثر من 30 منظمة دولية من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى مجاعة شاملة وانهيار النظام الصحي بالكامل ما قد يرقى إلى “إبادة جماعية صامتة”

وأدان مجلس جامعة الدول العربية تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى “منطقة مجاعة وإخضاع الشعب الفلسطيني لظروف قاتلة واستخدام سياسة التجويع كسلاح حرب وأكد المجلس في بيان “ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع” مع دعوته المجتمع الدولي والولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً لإنقاذ آلاف الأطفال”، في حين ندد بـ”عمل مؤسسة غزة الإنسانية”.
واعتبر البيان، سياسيات إسرائيل المستهدِفة تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم و”خلق ظروف معيشية طاردة والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء…
وحسب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة فإن 100% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 500 ألف شخص – أي ربع سكان غزة – يعانون من مجاعة حقيقية، وهناك مؤشرات قوية على ارتفاع معدلات الوفاة بسبب الجوع وخصوصا بين الأطفال وكبار السن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *