التطبيع خيانة.. كيف تحولت أموال الخليج إلى رئة يتنفس منها اقتصاد إسرائيل؟   

صابر سكر يكتب

أصدر مجلس الأمن الدولي بيانًا بشأن الهجمات الأخيرة التي استهدفت قطر وأودت بحياة خمسة من وفد حركة حماس، لكنه — في مشهد يفضح ازدواجية المعايير — تجنّب تسمية إسرائيل بصفتها الجهة التي ارتكبت العدوان. بدا وكأن “الشيطان” هو المنفذ، في خطوة لم تحمل سوى معنى واحد: ترضية لقطر من جانب، وإرضاء لإسرائيل من جانب آخر.

لكن السؤال الجوهري يظل مطروحًا: لماذا نلوم مجلس الأمن بينما الحل الحقيقي بأيدي العرب؟

  • مليارات العرب في خزائن تل أبيب

منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، فُتحت أبواب الاستثمارات الخليجية على مصراعيها أمام الاقتصاد الإسرائيلي، لتتدفق مليارات الدولارات التي أصبحت رئة يتنفس منها الكيان، وأحد أبرز دعائم استمراره.

10 مليارات دولار: أعلنت الإمارات عن إنشاء صندوق استثماري بهذا الحجم لتمويل مشروعات استراتيجية داخل إسرائيل.

1 مليار دولار: قيمة استحواذ شركة مبادلة الإماراتية على 22% من حقل الغاز “تمار”.

3.2 مليار دولار: حجم التجارة بين الإمارات وإسرائيل في 2024، مع خطط لرفعه إلى 10 مليارات خلال خمس سنوات.

1.34 مليار دولار: حجم استثمارات خليجية — بينها إماراتية وقطرية وسعودية — في شركات تكنولوجية إسرائيلية منذ 2020 وحتى منتصف 2025.

اتفاقيات البحرين: تعاون مصرفي وتجاري شمل قطاعات التكنولوجيا المالية والطيران.

السؤال الصادم: هل تحولت أموال العرب إلى وقود مباشر لآلة الاحتلال؟

قطر.. علاقات غير معلنة وروابط سرية

ورغم أن الدوحة لا تعلن رسميًا عن علاقات اقتصادية واسعة مع إسرائيل، إلا أن تقارير إسرائيلية وغربية كشفت عن:

صفقات دفاعية مع شركات إسرائيلية مثل Elbit وRafael تجاوزت قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

استثمارات غير مباشرة عبر صناديق إقليمية في شركات تكنولوجية إسرائيلية أو إسرائيلية-أمريكية، خصوصًا في مجالات الأمن السيبراني والبرمجيات.

فهل يمكن إنكار هذه الروابط بعد أن صارت الأرقام والصفقات شاهدة على حضورها؟

  • ما المطلوب اليوم؟

الإجراءات واضحة وبسيطة، لكنها تحتاج إلى شجاعة سياسية:

1. قطع العلاقات الاقتصادية فورًا وإيقاف المشروعات المشتركة التي تمثل شريان حياة لاقتصاد الاحتلال.

2. سحب الاستثمارات الخليجية والعربية من الشركات المتداخلة مع إسرائيل.

3. إلغاء التطبيع نهائيًا بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

السؤال الحاسم: هل تملك العواصم العربية شجاعة اتخاذ القرار؟

  • كلمة للشعوب العربية

يا شعوب العرب: لا تنتظروا من مجلس الأمن أن ينصفكم، ولا من القوى الكبرى أن تدافع عن قضاياكم. الضغط الحقيقي يبدأ منكم؛ من أصواتكم، من مقاطعتكم، ومن مطالبكم لحكوماتكم بوقف التطبيع وقطع شريان المال الذي يغذي الاحتلال.هه

إسرائيل لن تحترم العرب إلا إذا رأت شعوبهم تنتفض، وحكوماتهم تخضع لإرادتهم. عندها فقط سيتغيّر ميزان القوى، وتُفرض الكرامة قبل المصالح.

التطبيع ليس قدرًا.. والقرار بأيدينا: إمّا أن نمول الاحتلال، أو نمول مستقبل أوطاننا وكرامة شعوبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *