ألون مزراحي – كاتب ومحلل إسرائيلي: لماذا يتجاهل العالم هزائم إسرائيل المتتالية؟  

من اللافت أن معظم وسائل الإعلام الغربية لا تزال تركز على تفاصيل ثانوية مرتبطة بالسياسة الأميركية، بينما تغض الطرف عن التحولات الجذرية التي يشهدها الشرق الأوسط والعالم في مواجهة إسرائيل. ففي الأسابيع الأخيرة، تعرضت إسرائيل لسلسلة من الانتكاسات السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي تؤشر إلى مرحلة جديدة من العزلة والتراجع.

  •  فشل أمني مدوٍّ في قطر

الهجوم الإسرائيلي السري في قطر، الذي كان يستهدف اغتيال قادة من حركة حماس، انتهى بفشل ذريع. لم تحقق العملية أهدافها، بل جاءت بنتائج عكسية؛ إذ تحولت قطر إلى منصة إدانة قوية لإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. والأسوأ من ذلك أن مصر، الشريك الاستراتيجي السابق لإسرائيل في ملفات عدة، وجهت تهديدات مباشرة، وهو ما يعكس تراجع قدرة إسرائيل على فرض أجندتها الأمنية حتى بين الدول التي كانت تميل إلى الحياد أو التعاون معها.

  •  عزلة دبلوماسية غير مسبوقة

الجلسة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة أظهرت بوضوح حجم العزلة التي تعيشها إسرائيل. لقد بدا أن العالم بأسره يصطف في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، في وقت تعلن فيه دول أوروبية وازنة ـ مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج ـ اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. هذه الخطوة ليست مجرد إعلان رمزي، بل تمثل شرخاً في جدار الدعم الغربي لإسرائيل، وتعني أن مشروع الدولة الفلسطينية بات واقعاً سياسياً متنامياً على الساحة الدولية.

  •  المقاطعة الاقتصادية والتسليحية

إلى جانب الخسائر الدبلوماسية، تواجه إسرائيل ضغوطاً اقتصادية غير مسبوقة:

* شركات عالمية بدأت بالفعل بسحب استثماراتها من السوق الإسرائيلي، نتيجة الضغوط الشعبية والقانونية.

* دول أوروبية أعلنت وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، خشية استخدامها في جرائم حرب بحق المدنيين.

* حركات المقاطعة الدولية (BDS) حققت زخماً إضافياً، حيث تتوسع حملاتها في الجامعات والشركات الغربية، ما يهدد الاقتصاد الإسرائيلي على المدى المتوسط والطويل.

 

أزمة ثقة داخلية

 

حتى داخل مؤسسات الدولة العبرية، تتكشف أزمة ثقة عميقة. فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول إشراك جهاز الموساد في العملية الفاشلة في قطر، لكن الجهاز رفض تنفيذ المهمة. هذه الواقعة تعكس حجم الانقس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *