
بوزبون: العاهل المعظم أرسى بقمة البحرين مرحلة خليجية جديدة
في بيان أصدره رئيس جمعية البحرين للتعايش والتسامح الديني “تعايش” بمملكة البحرين يوسف بوزبون بمناسبة اختتام قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية (قمة البحرين 46).
رفع بوزبون أسمى آيات الشكر والتقدير والاعتزاز إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، على الدور التاريخي الذي قام به جلالته في إنجاح هذه القمة الاستثنائية، وترسيخ روح الوحدة الخليجية، وتثبيت مكانة البحرين كمنبر راسخ للحكمة، وبوصلة تهدي العمل الخليجي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة.
وقال بوزبون إن ما شهدته المنامة بالقمة الخليجية السادسة والأربعين ليس مجرد حدث سياسي دوري، بل هو تحوّل مفصلي في طبيعة العمل الخليجي، ورسالة واضحة بأن دول الخليج قادرة على تجاوز التحديات، وصناعة المستقبل بثقة، وتقديم نموذج عصري للدول المتعايشة والمتلاحمة.
وأكد بوزبون أن الفضل في هذا النجاح يعود أولاً إلى رؤية جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى لحظة التوافق العميق التي جمعته مع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.
وأضاف بوزبون أن القمة — في مضمونها ورسائلها ومخرجاتها — حملت بصمات بحرينية واضحة، تجلت في روح الضيافة الرفيعة، والدقة في تنظيم الملفات، والقيادة الهادئة الواثقة التي أعطت الحوار الخليجي طابعاً جديداً عنوانه «الانتقال من التنسيق إلى صناعة القرار الجماعي».
وأشار إلى أن العلاقات بين دول الخليج ليست علاقات مصالح فقط، بل روابط تاريخ وأخوة ومصير، وهذا ما أكده جلالة الملك المعظم في كلماته ومواقفه، وما انعكس على أجواء القمة التي سادها التكامل والانفتاح والاحترام المتبادل.
وأكد رئيس جمعية “تعايش” أن العمل الخليجي اليوم، كما برز في قمة البحرين، يقوم على ثلاث ركائز مركزية: وحدة الأمن الخليجي، تعزيز التكامل الاقتصادي، والبناء على الهوية الخليجية الجامعة.
موضحاً أن البيان الختامي وما صدر عن القادة حمل رسائل طمأنة بالغة الأهمية لمواطني دول المجلس، بأن الخليج سيبقى مساحة أمان واستقرار، وأن التحديات — مهما عظمت — لن تؤثر على مسيرة الاتحاد، بل تزيد من تماسكه وصلابته.
وقال بوزبون إن الإجماع الخليجي على أهمية الأمن المشترك لم يأتِ من فراغ، بل من قراءة واعية للتحديات الإقليمية التي تتطلب موقفاً موحداً، وتنسيقاً دائماً، وعملاً مؤسسياً يفوق الحوارات التقليدية.
مشيراً إلى أن البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم لطالما رفعت شعار «الأمن الخليجي كلٌ لا يتجزأ»، وأن هذا المفهوم هو اليوم ركن أساسي في السياسات الدفاعية والأمنية لدول المجلس.
وأضاف بوزبون أن القمة شكلت محطة مهمة لإعادة تأكيد هذا المفهوم وتفعيله عبر مبادرات مشتركة، وتطوير آليات المواجهة الأمنية، وتعزيز القدرات الدفاعية الجماعية.
وأوضح أن المضي قدماً نحو تكامل اقتصادي أوسع يمثل خطوة حتمية لضمان تنمية شاملة ومستدامة، لافتاً إلى أن البحرين — بما تمتلكه من خبرات في التوازن المالي، وتطوير التشريعات، وخلق بيئة اقتصادية مرنة — قدمت نموذجاً يُحتذى، وأسهمت في توجيه النقاشات نحو حلول عملية لتنويع مصادر الدخل، وتسهيل الاستثمار، وتحرير حركة السلع والأفراد ورؤوس الأموال.
وأكد أن جلالة الملك المعظم لطالما شدد على أن «المواطن الخليجي هو محور التنمية»، وأن كل مشروع اقتصادي مشترك هو مشروع لرفع المستوى المعيشي لمواطني دول الخليج.
وفي السياق نفسه، أشاد بوزبون بالروح القيادية التي تحلى بها أصحاب الجلالة والسمو خلال القمة، وهي روح تعكس إدراكاً عميقاً لضرورة الانتقال من العمل التقليدي إلى العمل المبادر والموجّه نحو المستقبل.
مبيناً أن القمة في نسختها البحرينية لم تكتفِ بإطلاق توصيات، بل وضعت أطر تنفيذية ومتابعة مستمرة، وهو ما يعبّر عن مرحلة نضج جديدة في مجلس التعاون.
وأضاف بوزبون أن الانسجام السياسي الذي ظهر بين القادة هو انعكاس مباشر لثقة متبادلة، ولإيمان مشترك بأن مصير الخليج واحد، وأن وحدة القرار هي السبيل الأهم للحفاظ على مكتسبات العقود الماضية.
وأشار بوزبون إلى أن قمة البحرين شكلت كذلك منصة لتأكيد القيم الخليجية الأصيلة؛ قيم الانفتاح، والتعايش، والاعتدال، واحترام الإنسان، وهي قيم تتصدر رؤية البحرين الوطنية بقيادة جلالة الملك المعظم، وهو ما جعل المملكة خلال السنوات الماضية نموذجاً عالمياً للتسامح الديني والتنوع الحضاري.
وبيّن أن هذه القيم كانت حاضرة في كل تفاصيل القمة، سواء في استقبال الوفود، أو في مضامين النقاشات، أو في الرسائل التي قدمتها البحرين للعالم، مؤكداً أن مجلس التعاون اليوم ليس فقط تجمعاً سياسياً، بل فضاء ثقافياً وحضارياً يقدم نموذجاً فريداً في العيش المشترك.
وقال إن جمعية تعايش — بما تحمله من رسالة وطنية وإنسانية — ترى في مخرجات هذه القمة امتداداً لمشروع البحرين في تكريس التآخي الإنساني، وإبراز صورة المملكة كبيت مفتوح للجميع.
وأضاف بوزبون أن ما تحققه البحرين من تقدم في مجالات حرية المعتقد، واحترام التنوع، وحماية الحقوق، ليس نتاج عمل مؤسسات فقط، بل ثمرة رؤية قيادية لجلالة الملك المعظم ترسخ مبدأ «التعايش حياة».
مشيراً إلى أن هذا النهج يتناغم تماماً مع روح مجلس التعاون، ويعكس عمق الإرث الخليجي القائم على حسن الجوار، وقيم الأسرة الواحدة، ورفض كل أشكال الانقسام.
وأكد أن المستقبل الخليجي — كما تبلور في قمة البحرين — بات مرهوناً بالمزيد من التكامل بين الشباب، وبناء منظومة تعليم متطورة، واستثمار روح الابتكار، وتعزيز الهوية الخليجية المشتركة، قائلاً إن دول الخليج اليوم تقف على أعتاب تحول تاريخي يجعل من الإنسان محوراً لكل سياسات التنمية.
وأضاف أن البحرين لطالما قادت هذا التوجه من خلال تمكين الشباب، ودعم المبادرات التطوعية، ورعاية المشاريع الريادية، وهو ما يشكل امتداداً لرؤية جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
ولفت بوزبون إلى أن البيان الختامي للقمة حمل رسائل سياسية وأمنية وإنسانية مهمة، أبرزها التأكيد الصريح على وحدة الصف، وتنسيق الجهود تجاه القضايا الإقليمية، ودعم الاستقرار، وتحقيق التنمية الشاملة.
مشيراً إلى أن هذا البيان يعد من أقوى البيانات التي صدرت عن قمم الخليج خلال السنوات الأخيرة لما تضمنه من وضوح في الرؤية، ودقة في تحديد الأولويات، والتزام صادق بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وتوجه رئيس جمعية تعايش في ختام بيانه ببالغ الشكر والامتنان إلى جلالة الملك المعظم، مؤكداً أن ما قدمته البحرين في هذه القمة لم يكن مجرد واجب استضافة، بل كان أداءً وطنياً باهراً يعكس مكانة المملكة، ويؤكد دورها المحوري في العمل الخليجي.
وأضاف بوزبون أن جمعية تعايش ستواصل دعمها لكل السياسات التي تعزز الوحدة الخليجية، وستعمل على إطلاق مبادرات شبابية وثقافية للتقريب بين المجتمعات الخليجية، وإبراز القيم المشتركة التي توحد شعوب المنطقة.



