أنصاب عصريّة نحتيّة تبتكرها الفنّانة التّشكيليّة النّحّاتة فاطمة حسين سليم النّمر

أنصاب عصريّة نحتيّة تبتكرها

الفنّانة التّشكيليّة النّحّاتة فاطمة حسين سليم النّمر

بقلم: الدّكتورحسين أحمد سليم
كاتب باحث و مهندس فنّان تّشكيلي عربي لبناني من بلاد بعلبك

نائب رئيس مجلس إدارة و رئيس تحرير القسم العربي للجريدة الأروبّيّة العربيّة الدّوليّة

 تشكيلة منوّعة من الأنصاب و المنحوتات الجماليّة، و بعض الرّؤوس لشخصيّات دينيّة و مدنيّة، و تماثيل رمزيّة روحيّة لبعض رجال الدّين، إضافة لمجموعة من تشكيلات حجريّة طبيعيّة… تتماهى أمام سور بيت التّواصل اللبناني و مرسم و متحف النّقطة الإشراقيّة لفنون الماضي و الحاضر و المستقبل، في بلدة دورس البقاعيّة اللبنانيّة، عند المدخل الجنوبي لمدينة الشّمس بعلبك، للفنّانة التّشكيليّة النّحاتة فاطمة حسين سليم النّمر…

تتجلّى في هذا الفن النّحتي, معزوفات سمفونيّة تشكيليّة فنّيّة أبديّة صادحة, خالدة, و أغنية نحتيّة جميلة مملوءة بالأشواق, عميقة الحنان, بعيدة المودّة, تنضح بالسّحر و الجمال… و هذا الفن النّحتي, هو الرّغبة الصّادقة في امتلاك السّعادة, و هو سلامة النّفس في أعماق الأبديّة, و هو العلم الوحيد الذي كلّما أبحرنا فيه نزداد جهلا… حيث الفنّ النّحتي أقدس حقوق النّفس البشريّة, و أقرب الأشياء إلى الرّوح الإنسانيّة, و هو الحلقة الذّهبيّة التي تربطنا بالحقّ, بالله, و بالحياة, و بالأيمان, و بالوجود, و بالجمال, وبالواجب عند الفنّانة التّشكيليّة فاطمة حسين سليم النّمر…

        الفنّانة التّشكيليّة فاطمة حسين سليم النّمر, لا تختلف عن غيرها من الفنّانين, إلاّ بكيفيّة مشاهدة الحدث, و كيفية مشاركتها فيه, و كيفية تحليلها له, بطريقة خاصّة, و صياغتها له بشاعريتها الفنّيّة الخاصّة و أسلوبها الخاصّ, و بالتّالي نقل الصّور المتعدّدة, إنّما بأسلوب فنّي تشكيلي نحتي خاصّ, و إحساس فنّي مرهف, مع ما يضفي عليها من واقع موهبتها الفنية التّشكيليّة, و خبرتها الحياتية, و ثقافتها الفنّيّة الشّاملة, و سرعة خاطرها, لتزيد على العمل الفنّي بعضا من روحها, فإذا عناصر القطعة النّحتيّة, تعكس صدق النّفس, و صدق الرّأي و الموقف, بإرادة واعية, و جرأة واضحة للوجود و الحياة و الحب و الإنسان و الأنسنة…

        فالفن النّحتي ذلك القوّة الخلاّقة, هو القادر على أن يشكّل لوحة الكينونة, و هو الفاعل على أن يرسم لوحة الصّيرورة, على مدى اتّساع مساحة الحبّ, و فضاءات الزّمن الإبداعي… و انّ الفنّ النّحتي الذي ترسمه و تشكّله و تطرّزه الفنّانة التّشكيليّة فاطمة حسين سليم النّمر, لا بدّ مغامرة خطرة, إنّما فيه المتعة كونه من نمط فنّي تشكيلي آخر… حيث معالم الأحاسيس و المشاعر, تسمو في حنايا الفنّانة التّشكيليّة فاطمة حسين سليم النّمر, فتتجلّى الشّفافيّة الفكريّة, في ومضات التّشكيل الفنّية, و تتجسّد المعاني النّحتيّة, في صور تزدهي بكلّ وضوحها, و تتألّق بكلّ نبلها و جمالها…

        الفنّانة التّشكيليّة النّحّاتة فاطمة حسين سليم النّمر, تلجّ عالم النّحت و التّشكيل بقوّة, لتكتحل العين بالجمال النّحتي الفنّي التّشكيلي, و هي تنقر على أوتار الفن بألوان طيفيّة تشكيليّة صارخة أشبه بالجمرات, و تسكب أنفاسها في لوحات فنّية نحتيّة تشكيليّة, و تلد تأوّهاتها إبداعا, و تسجّل نبراتها و نبضاتها فعل مشهد نحتيّ ساحر, و ترتّل بعضًا ممّا تنحت و ترسم و تشكّل, و تغنّي إبداعاتها الفنّيّة في كلّ متناغم…

 الفنّانة النّحّاتة فاطمة حسين سليم النّمر, تشرب من معين العذوبة الفنّيّة, و تعزف من منابع الخلق و الإبداع, حيث تستغني بقلبها النّقيّ, تبتغي حقّ الوجود, تروم إثبات الذّات, تطمح لتأكيد المناقب, ترنو لمساحة واسعة من الأمل الفنّي المرتجى, من خلال التّطلّع و الطّموح الفنّي النّحتي, و الذي تتعاطى مع عوالمه كنسغ الحياة, تصنع منه انتفاضة الفكرة في رحم التّكوين العقلي لوحة نحتيّة فنّية ساحرة…

        الفنّانة التّشكيليّة النّحّاتة فاطمة حسين سليم النّمر, شاءت في مجموعة منحوتاتها, أن ترود خيمة الفنون النّحتيّة المتعدّدة الأوجه, من مضارب الفعل الفنّي الحر, لترتدي عباءة الخلق و الإبداع و التّمييز, و هي تجوس الفكرة تلو الفكرة, في سرادقات الأحلام للغد المأمول… لتصل في محاكاتها الفنّيّة التّشكيليّة النّحتيّة, إلى أبعد ممّا تحمل الصّور الفنّية في مضامينها, و ما تحوي في طيّات عناصرها الحالمة… المبحرة في فضاءات الرّؤى النّحتيّة…

        الفنّانة التّشكيليّة النّحّاتة فاطمة سليم النّمر, تحملنا في أعمالها الفنّيّة النّحتيّة و أفكارها التّشكيليّة إلى عالم الفنون التّشكيليّة النّحتيّة السّاحرة, بقلم فنّي نابض, فيه قوّة التّصوير, و منطق السّحر… بحيث تؤرّخ للفنّ النّحتي, و تبادر في سجالها ونضالها و وصالها, و تحدّق من خلال لوحاتها و منحوتاتها في الأقاصي لأجل رؤية جديدة, و لأجل أمل مرتجى, تحاكيه و يحاكيها من وحي المنحوتات… فإذا بها تسجّل خلجات النّفس في معالم البوح الحالمة, و ترصّع الأيّام بنغمات المنحوتات, في إبداعات فنّيّة تشكيليّة جماليّة عابقات بالحبّ و الحياة, و تعزف على أوتار القلب جنونها الإبداعي النّحتي, فإذا الذّات الإنسانيّة في حالة اهتزاز طربا, لمشهدية المنحوتات التي تجسّد شفافيّة الروح عند الفنّانة النّحّاتة فاطمة سليم النّمر, و تؤكّد صدق الذّات في عبقها, راسمة حقيقة النّفس في رومانسيّة معيّنة, تأتلق مع عمق المشاعر الكامنة في خفايا الحنايا, الممزوجة بخلجات الفؤاد, الرّاقصة بزهوّ على إيقاعات المنحوتات, التي تغنّي فيها للحبّ و العشق و الحياة, تترجم صور الأحلام إلى واقع ملموس, و تحقّق الرّؤى و الآمال في حقيقة تحاكي الآفاق البعيدة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *