فاتنةُ العُملاء
على أوتارِ الإثارة والجمال ، إمرأةٌ لا تُقاوم قُنبلة الجنس والإثارة .
جاسوسَةٌ فاتنةٌ ليست كأيِ جاسوسة، ساحِرةٌ مُثيرةٌ رشيقةٌ وجميلة ناشطةٌ في مجالِ المجوهرات وتُجيدُ ستَ لُغات ،إستطاعت بالجنس والمال إختراقَ أعماق الناتو وأمريكا ،أسقطت بسحرِها ونعومةِ أظافرها أقوى الأعضاء والسياسيين والجنرالات .
شيطانةُ بوتين الأخطر على الإطلاق التي أعمت عُيون الناتو بجمالِها وفتنتها 《 أولغا كولوبوفا 》 جاسُوسةُ الإستخبارات العسكرية الروسية .
في الجَنوبِ الإيطالي وتحديداً مدينة نابولي نجحَت فاتِنةٌ روسية بإنتحالِ شخصِيةٍ مؤثرةٍ مُجتمعية وناشِطةٍ في مجالِ المجوهرات لتضعَ قدماً في الدوائر الإجتماعية في قاعدةٍ مُهمة لحلف الناتو ولجمالِها وإثارتِهاَ وإجادَتها ست لغات كونت على مدارِ ١٠ سنوات صداقات مع عاملين في قيادة القوات المشتركة للحلفاء والأسطول الأمريكي السادس .
إستَخدمت أولغا كولوبوفا إسم ماريا أديلا كوهفيلدت ريفيرا وأدَعت أنها إبنة من أب ألماني وأم بيروفية وفي عام ٢٠٠٦ بدأت بإستخدام إسم ماريا ريفيرا وفي السنوات التالية سافرت بين روما ومالطا وباريس حتى إستقرت عام ٢٠١٣ في نابولي حيثُ يقعُ مقرُ الناتو .
إستخدمت عضوية نادي أسود نابولي مونتو – نويفو لبناء علاقات مع عسكريي قاعدة لاجو باتريا وساعدها عضو بارز في النادي بالدخول إليه ،ظناً منه أن علاقاتها الدولية ستُعطي بريقاً ونشاطاً للنادي .
ولتلعب الدور بشكلٍ إحترافي إفتتحت ريفيرا في نابولي مَتجراً للمجوهرات وإمتلكت ملهى ليلي وقادت حياةً إجتماعيةً مُفعمةً بالحيوية ونجحت في الحصول على وظيفة سكرتيرة للفرع المحلي لمُنظمة ليونز الدولية التي تَعملُ على تحسين نوعيةِ الحياةِ في المجتمع مِما سَهَل عليها الإتصال بأفراد الناتو والتَغلغُلَ فيهم بشكلٍ أعمق فتواصلت مع مسؤوليه بعد أن أقامت علاقاتِ مع أغلبهم وأخذت معلوماتٍ خطيرة لم يستطع أحد الوصُول إليها وقال ضابطٌ ألماني ،إن ماريا أديلا نشطت جداً في عام ٢٠١٨ وإستعدت لدفعِ رسوم العضويةِ للجميع حينَ بدأ مردودُ المداخيلِ بالإنخفاض ،فإستغربَ وقالَ لم أفهَم لماذا ستفعل ذلك .
روايَةُ ماريا أديلا عن حياتها كانت مُمَوهة وغيرَ واضحة صعُبَ على الجميع فهم مصدر أموالها، كان لها متجرٌ وتُغير سكنها بين أرقى شقق المدينة من دُونِ مصادر دخل موثُوقة لكِنها إستطاعت بجمالِها وإغرائِها الإيقاعَ بضباطِ من إيطاليا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة ،إن أولغا الحقيقية الروسية سكَنت وتعلَمت ما بين عام ٢٠٠٩ وعام ٢٠١١ في مالطا وصادقت أشخاصاً متل مارشيلي سميث رئيس تحرير طباعة مجلة كوزموبوليتان Cosmopolitan في بريطانيا سابقاً وإلتَقت به في صيف عام ٢٠١٠ بالجزيرة وهو ما ذكرتهُ صحيفة مالطا اليوم في تَقريرٍ قالت فيه إن ماريا أديلا كانت أرملةً دون ذكرِ شيئ عن زوجها الميت أما القِصةُ التي روتهاَ أديلا للأخرينَ عن حياتِها أنها سافرت في صِغرِها برفقة والدتها عام ١٩٨٠ إلى الإتحاد السوفييتي لحضُورِ الألعاب الأولومبية في موسكو وتَلقت الأم رسالةً طارئةً من بيرو تسألها العودة بسرعة فتركتها لدى عائلة سوفييتيةِ صديقةِ لترعاها ولم تَعد مُطلقاً فنشأت أديلا في روسيا وسط علاقةِ صعبَةٍ مع والدتها بالتبني ووالدها ولكن بالطبع كل هذهِ القصص كانت أكاذيب إخترعتها أديلا لتُوقعَ أعضاء الناتو والسياسيين في شبابها .
إختِفاءٌ مُفاجئ.
يبدو أن شيطانةَ بوتين لم يَطل بها الأمرُ كثيراً ليتضحَ أمرُها وشِحرُها الماكر فبعد يومٍ من نشر تحقيقٍ تم فيه الكشفُ عن تفاصيل مشبوهةِ حولَ جواز السفر الذي إستخدَمهُ أحد عُملاء الإستخبارات الروسية الذي قامَ بتسميم العميل الروسي سيرجي سكريبال تم الربطُ يينَ العميل وماريا وتمَ التوصل أن الإثنان ينتميانِ إلى المُخابراتِ الروسيةِ عندها قامت ريفيرا بِشراءِ تذكرة طائرة من نابولي إلى موسكو لأنَ مُشغليها أمروها بالعودةِ خوفاً من الكشفِ عن هويتها بسبب التشابه بين رقمِ جواز سفَرها ورقم جواز سفر المشتبه به بالتسميم وبعد شهرينِ من مُغادرتها إيطاليا نَشرت ريفيرا تدوين باللغة الإيطاليةِ على Facebook زَعمت فيها أنها إختفَتْ بسببِ إصابتها بالسرطان وقالت حانَ الوقتُ لكشف الحقيقة الشعرُ ينمو الآن بعدَ العلاج الكيميائي ،قصيرٌ جداً لكِنه موجود ،أفتقد كل شيئ لكني قادرةٌ على التنفس .
في السنوات التي زُعمَ أنها عمِلت فيها كعميلٍ سري عاشَت ريفيرا حياة نشطَة على الشبكات الإجتماعيةِ سافرت إلى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإلتقطت صوراً مع الزعماء وكانت تُبرر رحلاتها أنها مُرتبطةٌ بعمَلها كمصممة مجوهرات لكن المُجوهرات التي كانت تتاجر بها كانت مجوهرات صينيةً ذات نوعِيةٍ رديئةٍ وكان معروفاً أيضاً أنها تَزوجت في عام ٢٠١٢ في إيطاليا برجل مُزدوج الجنسية من روسيا والإكوادور لكنهما إنفصلا بعد فترةٍ وجيزةٍ وفقاً للتحقيق ، توفيَّ في ظروفٍ غامضة بعد عام .
وبقي سؤالٍ ثلاثي .
أين ذهبت الجاسوسة أولغا كولوبوفا الآن ؟
هل ظفَرت بمعلومات سريةٍ مُهمةٍ ؟
وما مدى خطورتِها ؟
خفايا حربُ التجسس البوتينية.
ريفيرا واحدةٌ من مئات الجواسيس الذين وظفهم بوتين ليضرِبَ بهم أعماق الغرب وأمريكا إذ انه لم يكتفي بجاسوساته الفاتنات ليُوقع الغرب وأمريكا بشباكه بل إنهُ يستخدم اليوم رِجال الظلام وأصحاب القُبعات السوداء ، جواسيسٌ خطيرون يظهرون على طريقة دراما نيتفلكس Drama Netflex ويختفون كالأشباح.
إنهُم ضباطُ المخابرات الروسية السريون عاشوا مُتخفين في الغرب لسنوات بسِيَرٍ ذاتيةٍ مبنيةٍ بشكل مُتقن ومُندمجين بقوة في مُجتمعات البُلدان التي يتجسسونَ عليها وكان العشراتُ من هؤلاء الجواسيس نُشطاء أيضاً في العهد السوفياتي السابق ويَلعبُ هؤلاء الجواسيس، جنود الظلام في الوقت الحالي أدوارٌ مختلفة في الغرب ،منها إختراق الأحزاب السياسية والتلاعُبُ بالإنتخابات والتسَلل إلى شبكات الكومبيوتر للحكومات الغربية وإختراق أنظمة حساسة للغاية وجمع المعلومات والخطط والمشاريع لتلك الدول.
فهل إستطاعت نابولي من جمع معلومات قيمةٍ ومُهمةٍ عن الغرب وحلف الناتو ؟
وهل تلك المعلومات ستؤثر في تغييرِ موازين القوى بين الغرب وروسيا؟!!!
خالد زين الدين.
رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية.
عضو إتحاد الصحفيين الدوليين في بروكسل.