شَفَقٌ بينَ لَحْظَيكِ يَنتَحِرُ
جورج عازار ستوكهولم-السويد
شَفَقٌ بينَ لَحْظَيكِ يَنتَحِرُ
مَشرِقٌ ومَغرِبٌ
بين جَفْنيكِ
إشراقَةٌ في الرُّوحِ
وبوحُ الهَمسِ رَهيفٌ
وفي غَسقِ الأيامِ
شُموسُ عينيكِ تُنيرُ
لا تُثقلي الوَطءَ
فوقَ شغِافِ الفؤادِ
ففي بَحرِ المُقلِ
يستغيثُ الغَريقُ
والمعاني النَّبيلَةُ
فوقَ الشِّفَاهِ
حَيرَةٌ وأُحجيَةٌ
ولُغْزٌ عسيرٌ
بلى يا معشوقتي
أنا هو ذاكَ الذبيحُ
ومن يَسفُكُ ويُهرقُ
ويَحِلُ دَمي
غيرَ تلكَ العيونُ
ما عَشِقتُ الغُروبَ
إلا لأنَّهُ
لقُربِ انبلاجِ
فجرَ وجهكِ الوضاءُ
يَستَهِلُّ ويُبشِّرُ
يتكشَّفُ علانيةً
بالأسرارِ خدَّاكِ
عن ليلِ التشبيبِ
تَجْهَرُوتبوحُ
شَفَقٌ بينَ لَحْظَيكِ يَنتَحِرُ
ولُونُ السَّحَرِ
فوق وجنتيكِ ينتَشِرُ
أنا البَعيدُ القَريبُ
ما غَفَلْتُ ولا سَهَوتُ
عن دِفءِ أنفاسِكِ يوماً
ولا تاهَت عن تَهَلُّلِ شفتيكِ
لبُرهةٍ أبصارُ
صَبراً على لَهِجٍ
في بَوحِ الحُلُمِ
جُلَّ الأماني
طَيفٌ وأخيلَةٌ
وقَصائدَ من دُخانٍ
إليها يَتوقُ ويترقَّبُ
تَمَهَّلي يا مُهجَةَ الجَنَانِ
حِبالَ الوِدِّ
وأشجارَ الشَّوقِ
بفأسِ الهَجرِ لا تَبتُري
والرُّوحَ بالقَطيعةِ لا تُزهِقي
فهيهات أن يحيا قتيلٌ
بعد اجتثاثِ العُنُقِ
جورج عازار ستوكهولم-السويد