رأي حر / حول أفكار ثقافية / الدكتور محمد احمد سليمان شيخي

حاوره: د. حسين أحمد سليم الحاج يونس رئيس تحرير القسم الثقافي

سؤال:

الشعر إحساس الحياة والشعراء يتحسسون معاناة الأيام فيجسدون ويرسمون بالكلمة الموسيقية مايشعرون إلى أي مستوى يتم التفاعل مع شرائح المجتمع بفئاته المختلفة؟

جواب:

الشعر يا اخواني قال قوم:الهام من الله.وقال قوم: نفث من الشيطان. وأقول: كم من شاعر صلى بك يا قدسُ!وما زادك الشعر حسنا بقدر ما زدت للشعر وزنا. للشعر القوافي.للشعر القوافي,وللفكرة المعاني,وللغة المباني,في زمن تكسير الأواني,نسينا القوافي,ونحن نجوب في الفيافي بحثا عن المورد الصافي,أين نحن من ملوك البديع والبيان والمعاني؟!الشاعر ابن وقته كالصوفي,علاقته بالمجتمع علاقة طردية,الشاعر عدد حقيقي والمجتمع والنظام متغيران بالمفهوم الرياضي,وجدانيا لم تعد الكلمة مؤثرة في المجتمع لطغيان الصورة,وتوجيه الذوق الجمعي بواسطة الانظمة نحو التفاهة كالاستمتاع بمقابلة رياضية ,أو مهرجانات التعري والسباحة في الرمال,لم تعد القوافي في حوافر الجمال,فلجأ معظم الشعراء الى الدندنة التي تناسب موسيقى العصر بما يحتويه من التناقضات. في بلدتي ما أكثر المهرجانات الكروية,والرياضية بصفة عامة,وتنعدم التجمعات الثقافية والامسيات الشعرية,كمن يعيش في الفراغ,وهذا ما دفعني الى اللجوء الى هذا العالم الافتراضي العجيب والغريب.وان كانت بعض التجمعات الفنية لتهريج الاطفال وليس لصقل ذوقهم الفني. فالشاعر في زمننا يكتب لنفسه ليخفف الامه حتى النخبة أصابتها التخمة وغرقت في بحر طوفان الصورة.والمجتمع الاكثرية همهم فروجهم وبطونهم,عجيب أمر هذا الزمن!حتى القطيع يتحسس العشب الجيد من الرديء.أرى أن كمياء الشعر بين أيدي النقاد متى نشط النقد حدث التفاعل بين الشاعر والقارئ.والنقد في زماننا كليل عليل أصابته لعنة المدح في الزمن العباسي.فأصبح يقتصر على المجاملات وتوزيع الشهادات.الله يجعل خير ان شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *