الخيانة الزوجية وعلاقتها بالتربية والدين

بقلم جمال ابراهيم القاضي

الخيانة الزوجية وعلاقتها بالتربية والدين
بقلم جمال ابراهيم القاضي
يمتلك كل إنسان جسدا وروح ، جسد يضج بالشهوات التي تبحث عن إشباع ، وروح تبحث عن السمو والرقي ، ومابين الجسد والروح نفس هي مزيج مابين هذا الجسد وهذه الروح ، وهي التي تجعل لكل إنسان صفة مميزة عن غيره وتجعلنا نصفه بالسيء أو حسن الخلق والطباع .
ولكي يعيش الجسد في توافق مع الروح خلق الله بداخلنا الضمير ، هذا الضمير هو من يضبط عمليات الإشباع لتلك الرغبات وفق مايتناسب مع أخلاق المجتمع والدين وتعاليمه ، فيقف بالمرصاد دائما أمام شهوات لاتعترف بدين ولاتربية ولا أخلاق وبين روح تبحث عن الرفعة والسمو بعيدا عن التدني وفعل الرزيلة التي لاتتوافق مع أخلاق المجتمع أو تعاليم الدين ، ليبحث هذا الضمير جاهداً عن سبل عديدة لإشباع هذه الشهوات والرغبات الجسدية الملحة إلحاحاً دائما لاتكل ولاتمل الأعضاء المسئولة عنها من إصدار رسائلها الملحة إلى المخ ثم إلى الواقع مرة آخرى في صورة هوى النفس ووسوسات داخلية ، وهذه الشهوات لايقصد بها فقط شهوات جنسية ، فكل رغبة تستوجب إشباع هي شهوة مثل شهوة الطعام والإخراج والنوم والشراب والأمان والجنس وغيرها .
ومانتحدث عنه اليوم هو واحدة مما ذكرنا ألا وهي شهوة الجنس ، هذه الشهوة يعظمها ويكملها الإهتمام ، فلا شعور بإكتمال إشباعها إلا إذا كان معها أهتماماً .
لكن هناك عدة أسئلة جاءت لتطرح نفسها حين نتحدث عن الخيانة الزوجية وهي :
1- ماهي أسباب الخيانة الزوجية ؟
2-ّمن هو المسؤل عن الخيانة الزوجية الرجل أم المرأة ؟
3- هل للدين والتربية دور فيها ؟
4- ماهي الحلول المقترحة لمنع وقوع الخيانة الزوجية ؟
وعن أسباب الخيانة الزوجية فهي كثيرة ، نذكر منها :
أولا : غياب الإهتمام
نعلم أن إحساس أي إنسان في هذه الحياه يبنى على تقدير مايقوم به من أعمال والتي معها يشعر غيره بمايقدمه من أجله حتى وإن كان مايقدمه الشخص واجباً عليه .
ثانيا : فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر تجاه من تحب أي بين أطراف العلاقة الزوجية ، فقد يحب الرجل زوجته وقد تحب الزوجة زوجها ، إلا أن كلاهما يفقد القدرة على التعبير عن هذا الحب ويكتفي بالإبتسامة التي تظهر الرضا عن الطرف الآخر ، لكننا نعلم جيد أن المرأة ترغب دائما في أن يظهر من يحبها مشاعره لها قولا وفعلا وعند فقدانها لهذا القول أو لهذا الفعل تبحث عنه بعيداً عن الطرف الآخر في أطراف العلاقة الزوجية وحينها تصبح فريسة سهلة المنال والنيل منها وتقع في شباك الخيانة والرزيلة .
ثالثا : غياب الضمير وفقدان التربية قد ينشأ الإنسان في مجتمع فاسد يدعوا إلى الفجور والفسق دون خوف من الله أو عتاب من ضمير ، حيث كانت النشأة لشخص وحيد ليس معه من يعاتبه عن خيانة أومخالفة لطريق صحيح في إشباع شهوة من شهوات الجسد ، فهو يرى نفسه حراً لا أحد من المجتمع له سلطة محاسبته ، ولا دين تعلمه توقفه أحد تعاليمه عن جريمة وخيانة يرتكبها فهو يرى أن كل شيء مباح حتى بعد الزواج وارتباطه بزوج يعطيه حقه بطرق شرعها الدين .
لكن من المسؤل عن الخيانة الزوجية الرجل أم المرأة ؟
عندما تقع الخيانة الزوجية لأحد الأطراف فإننا نرى أصابع الأتهام مرفوعة في وقت واحد لكل من الطرفين تجاه الآخر ، فهذه المرأة تتهم الرجل بالتقصير في واجباته الزوجية وكذلك إهتمامه المعنوي والشعور بمشاعر زوجته فكان فقدانها لهذا الإهتمام مبررا للخيانة ، وكذلك الرجل جعل من مرض زوجته وكثرة أعمالها المنزلية وضياع وقتها في تربية أبنائه وعدم التفرغ لهذا الزوج زريعة وسبباً يجعل الخيانة شيئا مباحاً له لتقصيرها في إشباع رغبات زوجها ، لكن كان من هذه وهذا مبررا غير مقنعاً للوقوع في بئر الرزيلة .
وماهو دور الدين والتربية في الخيانة الزوجية ؟
نعلم جيدا أن جميع الأديان السماوية حرمت الزنا وجعل الله له عقوبة رادعة لمن يقترف هذه الجريمة ، ومنع أيضا أي مقدمات تجعل من يسلك في طريقها يقع حتما في جريمته ، فكانت الدين وقاية تكتمل بالزواج المشروع عند المقدرة ، أو بالصوم عند عدم المقدرة لمن أراد أن يبتعد عن تلك الجريمة التي كانت من الأهواء الشيطانية وتوافق هوى النفس ،
كما أن للتربية دور أصيل في منع وقوع الخيانة الزوجية ، والشخص الذي يتمتع بتربية وأخلاق تمنعه عن المعصية وضمير يأخذ به بعيداً عن طريقها ، فهو يعاتبه دائما إذا ماحاول الإقتراب منها .
وأخيرا : ماهي الحلول المقترحة حتى لانقع في الخيانة الزوجية ؟
على الزوج دائما أن يشعر زوجته بمدى حبه لها ولايتكبر في أن يعترف لها بحبه قولاً وفعلاً ، فالكثير من الرجال يرى أن هذا الإعتراف بالقول لزوجته أحبك ضعفاً منه ولايليق به ، وهذا خطأ كبيراً يقع فيه الكثير من الرجال ، كما أن على الزوجة أن تعترف لزوجها بحبها وتبدي له إهتماماً ، وأن يجعل الرجل وقتاً يخلو فيه بأسرته مستمعا لهم وعن مشاكلهم اليومية ، وكذلك الخروج في نزهة بعيد عن أجواء الروتين والعمل .
علينا أن نراقب الله ونستحضر تواجده دائما أمامنا حتى ولو لم نراها فمن يخاف الله جعل الله دائما يراه في أفعاله ، فلايخطئ ولايخون ، ولايقع في الرزيلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *