القاتل الخفي (الحلقة الاولى)
أسعد أسعد
القاتل الخفي (الحلقة الاولى)
أسعد أسعد
تستعد ميادة للاحتفال
بعيد رأس السنة وبدأت ترتب صالة البيت وتضع الورود واشجار الزينة الضوئية لكي يظهر بيتها بابهى صورة عندما يحضر ضيوفها من صديقات واصدقاء فبعد ساعات
يرحل عام ٧٧ ويأتي عام ٧٨
جلست ميادة في الصالون للاستراحة
وبدأت تستعيد حياتها كل هذه السنين
فعمرها الان ٢٥ سنة ومضت سنة على زواجها من كمال صائغ الذهب المعروف في بغداد عندما شاهدها في محله واعجب بها وبعد عدة محاولات من كمال رضخ قلب ميادة لجبروت كمال فكان الحب وايام الغرام ومن ثم الخطوبة والزواج وشهر العسل في باريس واسكنها في بيت اشتراه في المنصور وسجله باسمها مع سيارة مارسيدس هديتها في عيد ميلادها
ميادة فتاة رائعة الجمال والدها استاذ جامعي وامها خريجة صيدلة لكنها فضلت الجلوس بالبيت وتربية ابنتها ميادة وشقيقها الاصغر لؤي وهكذا كبرت ميادة المدللة في احضان امها وابيها وبعد الزواج كان الدلال اكثر واكثر من زوجها كمال
الساعة العاشرة مساءُ اخر ليلة من عام ١٩٧٧
بدأ ضيوف ميادة وكمال بالمجيء الى البيت
وهم اصدقاء وصديقاتهم منذ سنين وكان من ضمن الضيوف رجل لم تعرفه ميادة ولم تلتقيه سابقا فسألت زوجها عنه الذي بدوره سأل دكتور حامد الذي قال له انه من اقربائي واراد الاحتفال معنا ومعذرة لاني لم اخبرك مسبقا
لا تهتم للامر ضيفك ضيفي
وجاء عقرب الساعة ووضع نفسه على الرقم ١٢ ايذانا برحيل عام ٧٧ ومجي عام ٧٨ واطفات الانوار وعلت الاغاني والفرح والتهاني بين الحضور بوداع عام واستقبال عام جديد.
وبعد ان دخلوا العام الجديد
جلست النساء في الصالون
والرجال تجمعوا حول طاولة الشراب والطعام واحتفلوا الى الساعة الثالثة فجرا وودعت ميادة وكمال ضيفوهم ولم يعرفوا ان هذا الوداع الاخير لهم
الساعة الثالثة فجرا من يوم ٧٨/١/١
عندما ودعت ميادة وكمال ضيوفهم بعد الاحتفال بعيد رأس السنة وطلبت ميادة من جميل الخادم الذي يعمل في بيتهم بتنظيف قاعة الاستقبال وترتيبها ووضع بقايا الطعام وقناني الشرب الذي تركه الضيوف في برميل النفايات الموجود بالقرب من البيت
ذهبت ميادة وكمال الى فراشهم وخلال دقائق كانوا الاثنين في سابع نومة من التعب والارهاق والرقص والشرب . اما جميل فلم ينفذ اوامر سيدته ميادة وذهب هو الاخر الى النوم في غرفته المتواضعة في حديقة البيت
بزغت شمس اول يوم من ايام عام ٧٨ وان كان بزوغها خجول فما زال برد شتاء يظهر قوته في هذا اليوم مما جعل جميل يبحث عن غطاء اخر يلتحف بيه من البرد بعد ان نسي اصلاح مدفأته الكهربائية بسبب انشغاله في ترتيب حفلة رأس السنة في بيت سيدته ميادة
في الساعة الثانية عشر ظهرا نهض جميل من فراشه وفتح باب الصالة وبدأ يلملم ما خلفته حفلة الامس من بقايا طعام بسرعة خشية ان تأتي ميادة وترى الفوضى والطعام والشراب واعقاب السكاير مازالت في مكانها
فتنهره بغضب رغم جمالها وانوثتها لكنها تتغير الى امراة حديدية عندما تغضب وتذهب عذوبة صوتها حتى تتخيل انها نائب ضابط جواد في معسكر المحاويل عندما يلقي خطبته العصماء على الجنود الجدد الذين يلتحقون بمعسكر التدريب
مرت اكثر من ساعة وجميل مازال ينظف قاعة الاستقبال واعادة كل شي لمكانه من كراسي زائدة الى الصحون اعادها الى المطبخ وبدأ بترتيب الصالون حتى انتهى من عمله والساعة تشير الى الثالثة عصرا وميادة وكمال مازالوا نائمين فذهب الى المطبخ لاعداد فطور لهم فهو متاكد انهم نهضوا من النوم لكنهم مازالوا في الفراش كعادتهم مثل كل يوم جمعة يتحدثوا فيما بينهم وبعدها يسمع جميل صوت ميادة فجاة
جيب القهوة للاستقبال
اما بقية الايام
فجميل يعرف موعد افطارهم الساعة العاشرة صباحا وبعدها يذهب كمال الى محله وميادة تأخذ سيارتها المارسيدس وتخرج لقضاء حاجاتها
منذ ستة اشهر وجميل يعمل في خدمة ميادة وكمال ووجد كل الراحة والرعاية منهم من غير الاكراميات والهدايا التي يحصل عليها دائما فالزوجان كرماء لحد البذخ وهو ايضا صادق في عمله وامين كما يبدوا على البيت ومنذ اول يوم عمل في بيت ميادة قالت له
كل البيت مسموح لك بالدخول له وتنظيفه باستثناء غرفة النوم فلا يحق لك دخولها او تنظيفها فهذا خط احمر بالنسبة لي
ولهذا اصبحت الساعة الخامسة عصرا
ولم يتجرأ جميل في الذهاب الى غرفتهم وايقاضهم من النوم. لكن مع مرور الوقت بدأ الخوف يدب في نفوس جميل عندما اقترب من غرفة نومهم ووضع اذنيه على الباب فلم يسمع اي صوت يوحي بانهم نهضوا من النوم
فوضع عينه من فتحة الباب
وصرخ صرخة كبيرا عندما رأى ميادة وكمال ممددين على الارض وغارقين في الدم . فتح الباب بسرعة وهو غير مصدق ماتراه عينه . اغلق الباب بسرعة واتصل بشرطة النجدة التي جاءت خلال دقائق وعملت تحري اولي على موقع الجريمة وبعدها كلف مدير شرطة بغداد احد اشهر ضباط التحقيق في ذلك الوقت وامره بالقاء القبض على الجاني خلال مدة اقصاها لا تتجاوز اسبوع
القاتل الخفي
وللقصة احداث ابقوا معي