نحّاتون من بلادي

إعداد وتنسيق: الكاتبة الصّحفيّة الفنّانة التّشكيليّة وضحة سعيد شعيب

نحّاتون من بلادي

مختارات ومختصرات من قاموس الفنّ التّشكيلي اللبناني، من مختلف الأجيال في باب النّحت.

إعداد وتنسيق: الكاتبة الصّحفيّة الفنّانة التّشكيليّة وضحة سعيد شعيب

سلوى روضة شقير

 

الرسامة والنحاتة اللبنانية سلوى روضة شقير التي برزت من خلال عملها التجريدي المميّز.

كانت شقير التحقت بالكلية الأميركية للبنات (حالياً الجامعة اللبنانية الأميركية) في بيروت عام 1934، وتركزت دراستها على العلوم الطبيعية. في تلك الفترة التقت الفنان مصطفى فروخ وترددت إلى محترف الرسام عمر الأنسي.

وبعد فترة من التدريس في كركوك، والتجوال في الإسكندرية والقاهرة، عملت شقير سنة 1944 أمينة مكتبة في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنشأت أول معهد للفن التجريدي في 1947، ثم سافرت إلى باريس في 1948 والتحقت بالمعهد الوطني للفنون الجميلة ودرست الرسم لدى أستاذ التكعيبية، الفنان فرنان ليجيه .

في العام 1951، عادت شقير إلى بيروت على أمل أن تؤسس معهداً للفن الحديث فيها، ودرّست النحت في الجامعة اللبنانية وفي الجامعة الأميركية في بيروت.

ولدت سنة 1916 في بيروت لبنان. درست في مدرسة البنات الأهليّة، ثمّ في كلّيّة بيروت الجامعيّة. درست الفنّ في باريس سنة 1948 ، و أقامت في القاهرة و في مدن إيطاليّة و في باريس التي أمضت فيها ثلاث سنوات و نصف تدرس و تجرّب و تعرض. عرضت منحوتاتها في باريس و في بيروت بقاعة الأونيسكو و القاعة الزّجاجيّة التّابعة لوزارة السّياحة و غاليري كونتكت و صالة المنتدى و دار النّدوة. صوّر لها أفلام تلفزيونيّة عديدة من سنة 1964 و حتّى سنة 1994 ، و نالت جوائز تقديريّة عديدة، من قصر العدل، مديريّة المباني و المجلس الوطني للسّياحة و بينال الإسكندريّة، و حائزة على كلّ جوائز متحف سرسق في السّنوات التي شاركت فيها. و هي أوّل من نال من الفنّانين اللبنانيين جائزة تقديريّة من وزارة التّربية الوطنيّة و الفنون الجميلة. و نالت تكريما لفنّان من لبنان من قبل الإتّحاد العام للتّشكيليين العرب. و منحت وسام الأرز من رتبة ضابط من فخامة الرّئيس إلياس الهراوي. و منحت درعا تقديريّا من النّادي الثّقافي العربي.

اشتهرت باعمالها الموجودة في اكبر متاحف العالم. وكانت ايقونة هذا الفن باعتراف جميع النقاد، وهي التي قيل عنها بأنها من نقلت الشعر العربي من حالته الشفوية السمعية الى البصرية باستعارات حركة الشكل الهندسي ونموه التصاعدي الارتقائي في الفضاء.

سلوى روضة شقير اول من انشأت معهدا للفن التجريدي في لبنان كانت وستبقى لها بصمتها في عطاءاتها وكفاحها وابتكاراتها.

نشأت سلوى في لبنان في اسرة ميسورة الحال، وكان والدها صيدلياً ووالدتها سيدة مثقفة شاركت في تحركات تحرير المرأة والتيارات القومية. ورغم وفاة الأب بعد عام من ولادة سلوى، إلا أن الأم تمكنّت من الحفاظ على مستوى معيشي جيد للأسرة.
التحقت شقير بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتركزت دراستها في مجال العلوم الطبيعية، لكنها مالت إلى الفنون والتقت بالفنان مصطفى فروخ وترددت إلى النادي الفني الذي أسسه. ورغم مُغادرة عائلتها لبنان، واصلت الفتاة تدريبها الفني مع عمر الأنسي، الفنان في مجال المناظر الطبيعية والرسوم الشخصية. وآمنت شقير بأن الفن يجب أن يكون وسيلة للارتقاء بالشعوب، وعملت بالتدريس لفترة في كركوك، كما تجولت بين القاهرة والإسكندرية، وظلت حتى الثلاثينيات من عمرها ممتنعة عن ممارسة الفن بشكل احترافي. خلال تلك الفترة، كتبت مجموعة من المقالات وضعت فيها أساسيات نهج يتسم بالخصوصية والتقدمية واعتبرت أن المعنى الفني ملازم لإطاره الاجتماعي والبيئوي والسياسي والاجتماعي، وقالت إن أفضل الأعمال الفنية هي تلك الأشكال النبيلة التي تُدمج إيمان الناس وعلومهم وفلسفاتهم.

معرضها في المتحف الثقافي العربي في بيروت سنة ١٩٤٨ يعتبر أول معرض في العالم العربي في مجال الفني التجريدي. بعد ذلك، غادرت شقير لبنان متجهة إلى باريس حيث درست في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، وأقامت معرضا فرديا لقى إقبالا في باريس أكثر منه في بيروت.
منذ عام ١٩٥١ عادت شقير إلى بيروت، واستقرت فيها طيلة حياتها لكنها قامت برحلات عديدة. وفي سنة ١٩٥٩ اتجهت إلى مجال النحت. أثناء الحرب الأهلية غابت عن المشهد تقريباً، ونفّذت العديد من القطع الثنائية، تبدو كما لو كانت شيئاً واحداً لكن أمراً طرأ ومزقه إلى نصفين، هذه القطع تظهر في حالة توق إلى الاندماج من جديد والتلاحم في بنية واحدة لكن شيئاً ما يحول دون ذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *