أم البدايات
أسماء الحاج مبارك
أم البدايات
أعشق الهدوء
فيستبد بي الصمت الرهيب
يعانقني درب الخيال
أطلق العنان نحو المجهول
أتخطى حدود المعقول
أغدو أسيرة اللا معقول
كل الذكريات يمزقها الأفول
كل القلوب واجفة و النبض راجف
الجرح نازف و الوتر عازف
لألحان الوجود المعدوم
أتوقف هنيهة تنشطر الروح
أسائل النفس أي حال نحن نتأبط
اختناق العبرات و دمع الحدقات
موصدة سبل الأبجديات
عناق الذكريات
أين نخيل العروبة و السامقات
و ينفجر البركان
أمهات تائهات بين الصيحات و السكنات
يا كبدي نصب عينيك الصلوات
و اكتب شهادة لتحتضنها ذراعي المخيمات
ترسمها جذوع الشجيرات
أغصان الزيتون و براءة الوريقات
شموخ الجبال الشاهقات
رغم الوجع الساكن فالجذر صامد
فحذار أيها الظالم
لا تحسبن الضعف فينا كامن
ففوهة البركان دخانها صاعد
و الشبل منا جيل صاعد
و بجسر العودة لواعد
و الوعد وعيد
فلترحل أيها المارد
فالأرض أرضنا و البيدر شاهد
لتوقيع أصل المالك
و بصمة الإنتماء الخالد
فالمسرى عقيدتنا
و الأقصى قدسيتنا
و القدس الشريف في عهدتنا
مهما تعددت الأسماء
و تعاقبت الحضارات
فمعالمها التاريخية عنوان عراقتها
و جغرافية مرتفعاتها
رمز الشموخ والصمود
و الفتوحات الإسلامية
تليها انتصارات
صلاح الدين على الصليبيين
في معركة حطين
و تعاقب الحكم من المماليك و العثمانيين
إلى المستعمرين ثم نحو فترات التهجير
عند الثامن بعد الأربعين
سجل يا تاريخ اثنين وخمسين عدد الهجمات
دون يا تاريخ أربع وأربعين مرات الإحتلال
ثلاث وعشرون مرات الحصار
اثنان دمار
سجل على مدى العصور
عروبة القدس الشريف
دون فلسطين ما لا نهاية إلى يوم القيامة
فلسطين أم البدايات تأبى النهايات
أسماء الحاج مبارك