آهٍ كم بكيت
د. أنور مغنية / مراسلنا من الجنوب اللبناني
آهٍ كم بكيت
وليلٌ كأطفال الرَّحمةِ
أتوسلَّهُ فتشتعلين تارةً
وتنطفئين تارةً وأنا ما انطفيت .
جئتُ أستجديك شوقاً يا قريني
كلما شوقي رأيت .
وحيداً خلف نافذتي
مثل حبَّة زيت وقعت من مصباحٍ
ولا زالت تحترقُ بي وما شكيت.
فمن أخبرك بأن الإنتظار يأتي بأحدٍ ؟
أو حتى الذهاب إليه
ورغماً عني إليك مشيت .
أنا ما بكيت،
كم على ضلعي مشيت ؟
وكم بجمر نارك وحرمانك اكتويت؟
كم حملت قهري وكم من بلوى ابتليت ؟
غير أني مهما حاولت،
مهما حاربت ومهما هربت وتجاهلت
غير جرحي ما جنيت .
أثقلتني همومي وأحزاني
وسياطٌ تجلدُ ضهري
هوى قلبي وما هويت .
الأيام تصبِّرُني وهذا الصبرُ ينكرني
وعندما ثار دمعي
حاربتُ دمعي وعصيت.
شيمتي وفائي بحبي ،
شيمتي السخاء بدمي ،
ولكن يا حبيبتي
برغم كبريائي وغروري
أمام جلالِ عينيك انحنيت.
كنتِ في عمق حزني دمعة حيرى
ودمي يداوي لسيفك جرحَهُ
غزالة تبكي لها الضواري وما بكيت.
يا أيها الضمان تعال إلى بحري
إنك لم تزل فتنتي فماذا لديك؟
مكرٌ ونكرانٌ ، صدٌّ وهجرانٌ،
زيفٌ وبهتانٌ فهلاَّ اكتفيت ؟.
إيمانٌ أعلنَ كفرهُ بإيمانٍ
ووصالٌ أعلن كفرهُ بهجرانٍ
حتى هوى خافقي وما هويت.
ومن البحر إليك مدٌّ
ينبيكِ بأني حزينٌ تعِبُ
ينبيك بأني رجلٌ يصفحُ الغفَّار عني
إذا لمثلك اهتديت.
بعد اغترابي عن نفسي
أسير بما تبقى مني
مثل غصنٍ مكسورٍ
وكلما لاح لي فجرٌ جديدٌ
سحبتني يدُ الليالي إليها
سحبتني يدُ الليالي إليها وما شفيت.
متعبٌ حبيبتي ،
أقسمُ بكلِّ عيونك متعبٌ
مدِّي يديكِ قبل أن يلتهمني هذا التعب،
تستبيح قلبي بعدك آمالٌ وآمالٌ
فيا قلب لا تعبأ بما مضى
لقد شيَّعتُ الحنينَ بداخلي
وعلى عهدي بقيت.
آهٍ يا غاليتي ، كم طأطأت رأسي
عندما رأيتُ دموعكِ
آهٍ يا حبيبتي ، آهٍ كم بكيت.
د.أنور مغنية 2023 10 04