شخصيّات إضطّرابيّة

دراسة وتجارب: حسين أحمد سليم الحاجّ يونس رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة

شخصيّات إضطّرابيّة

دراسة وتجارب: حسين أحمد سليم الحاجّ يونس

رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة

خلال حركة التّواصل الإجتماعي الواقعي أو الإفتراضي، تعرّفتُ على أنواع عديدة من الشّخصيّات المضطّربة، التي تُمارس التّلاعب بالآخرين، ومعاملة الآخرين بلامبالاة، وعدم إظهار أيّ إحساس بالذّنب أو النّدم على سلوكهم، والإصرار على الكذب أو الخداع لإستغلال الآخرين، وإستخدام النّفاق والبِغاء الثّقافي والتّذاكي والمَكْر والدّهاء والغشّ من أجل تحقيق المكاسب الشّخصيّة، والسُّلوك الإجرامي...

 وظهرت لي أعراض الإضطّرابات الشّخصيّة النّاتجة من التّصرّفات الغريبة العجيبة، من خلال عدم الثّقة بالآخرين ودوافعهم، الإعتقاد غير المبرّر بأنّ الآخرين يحاولون خداعهم، والشّكّ غير المبرّر في ولاء الآخرين أو مصداقيّتهم، تصوّر الملاحظات البريئة أو المواقف التي لا تنطوي على تهديد على أنّها إهانات شخصيّة أو إعتداءات...

 البعض مصاب بتعدّد الشّخصيّات، لديهم شعور غير واضح بالهويّة، وجود ضغوطات كبيرة أو مشكلات في علاقات العمل، أو المجالات المهمّة الأخرى،عدم القدرة على التّعامل بشكل جيّد مع الإجهاد العاطفي أو المهني، مشكلات الصّحّة العقليّة، مثل: الإكتئاب، والقلق، والأفكار والسّلوكيّات الإنتحاريّة...

 ومن أشكال الإضطّرابات الشّخصيّة:

 الشّخصيّة الفصاميّة (المفصومة) وشبه الفصاميّة: ويغلب عليها الإنطواء أو تكون شخصيّة غريبة الأطوار لحدٍّ كبير، وهي شخصيّة تحبّ العزلة عن المجتمع ولا ترغب بأيّ علاقة مع الآخرين بأيّ شكل من الأشكال…

 الشّخصيّة المرتابة: شخصيّة كثيرة الشّكّ بالآخرين ودائمة الشّكّ والرّيبة، وشخصيّة لا تثق بالآخرين أبداً، وتلاحق تصرّفات المعارف وربّما تؤذيهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بعد الشّكّ بخيانتهم…

 الشّخصيّة الحدّيّة: شخصيّة متقلّبة المزاج؛ حيث يتغيّر المزاج فجأةً، والسّلوك ينقلب ويضطّرب دون مبّرر أو سبب مؤثّر ومقنع…

 الشّخصيّة العدائيّة (معادية للمجتمع ككلّ): شخصيّة تحبّ الإبتزاز، وتعارض أيّ قانون ونظام، لا تحترم أحد، والمبدأ الرّئيسي لها هو المخالفة (خالف تعرف)…

 الشّخصيّة النّرجسيّة: شخصيّة متعالية ومغرورة، لا يهمّها إلاّ نفسها، وتحاول كسب القيمة والأهمّيّة المطلقة دون النّظر حولها ودون الإكتراث بمشاعر الاخرين…

 الشّخصيّة الهستيريّة: شخصيّة تبحث عن الإهتمام، همّها الأوّل والأخير لفت نظر النّاس والتّفاخر بما لديها سواء كان موجود أو فقط للتّباهي بما هو غير موجود…

 الشّخصيّة الإعتماديّة: شخصيّة تعتمد على الآخرين، لا تشعر بالأمان دون وجود علاقة عاطفيّة مع أحد الأشخاص..

 الشّخصيّة الوسواسيّة: شخصيّة تملك حبّ الكمال، تهتمّ بأدقّ التّفاصيل وتكون صارمة جداً في المواعيد…

 الشّخصيّة المضطّربة: شخصيّة دائماً مضطّربة، وتشعر بالتّدهور في العمل والوظيفة…

 الشّخصيّة الإكتئابيّة: شخصيّة ترفض كلّ شيء يُوجّه لها، سواء نشاطات أو أعمال أو حتّى الكلام، لشعورها دائماً بالإكتئاب غير المبرّر…

 الشّخصيّة شديدة الحساسيّة: وهي شخصيّة تتألّم من كلّ شيء، تشعر بأنّ الجميع يطعنونها ويخونونها، شخصيّة دائمة التّفكير بمواقفها مع الآخرين وتعيش في جوّ الآلم من تلك المواقف البسيطة أو الشّديدة…

 الشّخصيّة د: يطلق علماء النّفس هذا الإسم على الشّخصيّة السّلبيّة والكئيبة، التي تشعر دائماً بالقلق وتبثّ القلق في المجتمع ومن حولها...

 الشّخصيّة الجنونيّة: شخصيّة إضطّرابيّة فارغة ومتنافخة، موبوءة بجنون العظمة والشّهرة والبروز الإجتماعي، تنتحل الصّفات والألقاب الإفتراضيّة لنقص في وعيها وشخصيّتها، دائمة التّوتّر الصّدامي مع الآخرين لتجاهلها وعدم مناداتها بألقابها المُنتحلة…

 الشّخصيّة المُتذاكية: تُمارس لعبة التّذاكي مُستغبية الآخرين للحصول على ما يروي جنون جشعها ونزواتها الشّخصيّة بممارستها شتّى الألاعيب الشّيطانيّة…

 الشّخصيّة الإستعباديّة: شخصيّة تسلّطيّة تبني علاقاتها على حركة فعل إستعباد الآخرين لها فقط، وتمارس معهم سياسة الرّقّ والخدم والتّعنيف…

 الشّخصيّة الإستكباريّة: شخصيّة مُتعجرفة تتعامل مع الآخرين بحركة فوقيّة، تُصدر أوامرها العشائريّة المزاجيّة وعلى الآخرين تنفيذها دون تردّد حتّى ولو كانت خاطئة…

  وعلّمتني التّجارب أن لا أبني أيّ علاقة مع الشّخصيّات التّالية:

 الشّخصيّة السّيكوبّاتيّة و هي أخطر الشّخصيّات، السّيكوپّاتي شخص ضدّ المجتمع، ملآن بكلّ أنواع الشّرور من كره و حقد و إستغلال الآخرين و مصّهم كالليمونة حتّى آخر قطرة، لديه الرّغبة في الإيذاء، لا يتعاطف مع القريب منه و لا يكنّ له أيّ شعور وإن أظهر العكس فهو من باب المسرحة و التّمثيل الدّرامي الكاذب وهو يحلف أغلظ الإيمان في كلّ الأمور و معظمها مايطلق عليه بالسّيكوبّاتي المبدع لما يتميّز بضحاياه المتعدّدة، أمّا علاقته الجنسيّة مضطّربة لا يصبر على علاقة شرعيّة بل يعدّد العلاقات المحرّمة مع التّستّر الشّديد...

الشّخصيّة النّرجسيّة: العابد لذاته و يؤلّهها، ذاته متورّمة و متضخّمة و هو يعيش في عالم من المرايا كلّما يلتفت لا يرى إلاّ نفسه، كلّ النّاس بالنّسبة له أصفار ولا يعترف لأحد لا بقدر و لا بقيمة و إذا أظهر عكس ذلك فمن باب التّمثيل إذا كان مضطّرًا، شخصيّة خبيثة ليس لديه مساحة حتّى يُحبّ، و لمثل هذا التّشخيص نوصي بالحذر التّامّ من هذه الشّخصيّة لما يترتّب وراء هذه العلاقة من ويلات نهايتها الفشل لأنّ النّرجسي في الأصل لا يحب إلاّ نفسه و من لا يحِب لا يحَب، مع النّرجسي الويل لك إذا إنتقصت من ثقته بنفسه أو من صورته المتضخّمة ستخضع للجلد الشّديد بلسانه...

الشّخصيّة الهستيريّة: شخص زائف مفرغ، يحبّ الشّهرة و التّميّز في مظهره في كلامه في مواقفه، إذا أحبّ يظهر أنّه يحبّ بعنف شديد جدّا، يمكن أن يذوب فيك لكن لمرحلة قصيرة جدّا و لا يلبث إلاّ أن ينقلب عليك و كأنّ شيئًا لم يكن، الهستيري لا يرضى أن يكون في المكان الثّانية هو دائمًا في المكان الأوّل معنويّا و مادّيّا، من أعراضه إذا ضيقت عليه الدّائرة تتفكّك شخصيّته و يصاب بتعطّل وظيفي لبعض الحواسّ كالسّمع و البصر و الكلام ( العمى أو الصّمم الهستيري) و تحت إيحاء طبيب نفساني يعود له الحسّ كما كان و هو من الشّخصيّات غير القادرة على العطاء...

الشّخصيّة الإضطّهاديّة: البّارانويد شخص بالغ التّوجّس بالغ التّخوّف و سوء الظّنّ بالآخرين و الإنطواء و قد يبلغ هذا الإنطواء مرحلة مرضيّة من الزّهوّ و الكبرياء و كأنّ مطبعة الخالق لم تخلق مثله، إذا نصحت له بالخير تصبح أيضًا من أولائك المتآمرين عليه وهو شخصيّة صعبة جدّا...

 الشّخصيّة الفصاميّة: غريبة الأطوار، ولديها القليل من العلاقات الوثيقة عادةً، إن وُجدت. بشكل عام، هي لا تفهم كيف تتشكَّل العلاقات، أو كيف يؤثّر سلوكها على الآخرين. قد تسيئ فهم دوافع الآخرين وسلوكيّاتهم، وينشأ لديها إحساس كبير بعدم الثّقة بالآخرين...

 الشّخصيّة السّامّة: تهدّد وتخرّب علينا لذّة ومتعة الحياة، فبينما تجد بعض الشّخصيّات التي تلهمك وتساعدك على المضيّ في حياتك وأن تكون شخصًا أفضل، هناك من يستنزفك ويمتصّ منك طاقتك…

الشّخصيّات السّامّة تسمّم علينا الحياة وتزيدها أعباءً وتعكّر صفو حياتنا ومزاجنا لأنّها شخصيّات سالبة للسّعادة…

 الشّخصيّة الأنانيّة: الشّخص الأناني هو من يركّز على نفسه فقط، مصلحته الشّخصيّة فوق أيّ إعتبار تجده دائماً يستعرض مغامراته وإنجازاته، ينتظر دائماً التّمجيد لأعماله وماضيه وحاضره، لذلك صفة الأنانيّة عادة ما تكون مصحوبة بصفة الغرور، فالشّخص الأناني تجده دائمًا مايحبّ العمل بمفرده و الحياة الإجتماعيّة تتطلّب صداقات كثيرة ولكن لإستمرار هذه الصّداقات يجب أن يتوفّر الحبّ والتّعاون لكن بظهور الشّخصيّة الأنانيّة يكون كلّ همّها تحقيق مصالحها الشّخصيّة متجاوزة رغبات ومشاعر من حولها.

ولأنّ الشّخص الأناني يحبّ أن يكون مميّز فهو يريد أن يتفرّغ الجميع لخدمته وبعد أن يحصل على مصلحته ينظر للأشخاص بنظرة إحتقار ودائمًا ما يكره العمل الجماعي لأنّه صعب أن يشارك أيّ معلومات أو أفكار لمن يعمل معه أو حوله إذًا نجده يحاول زرع الإحباط في نفوسهم كما أنّه لا يشكر النّاس علي حسن تعاونهم لذا التّعاون مع تلك الشّخصية خطيرة جدّا…

  الشّخصيّة اللوّامة: هذا الشّخص الذي من المستحيل أن تقدر على التّعامل معه طوال الوقت، فالشّخصيّه اللوّامة التي دائمًا ماتكون متذمّرة من كلّ شيء شكاية لأقلّ تفاصيل حياتها فإذا وقع كوب من الشّاي تجدها تقلب الحياة رأسًا على عقب مع اللوم المستمرّ لكلّ شيء وعلى أقلّ شئ…

ودائما ما تتصف الشّخصيّة اللوّامة بالعصبيّة الشّديدة مع إفتقار للرّحمة كما أنّه يعيش دور الضّحيّة دائمًا فهو شخص لا يريد أن تحلّ مشاكله لأنّه يستخدم تلك المشاكل كاسلوب حياة يتغذّى عليها يوميا، كما يبدو مزعج الآخرين فهو ينتظر وقوع أيّ خطأ ليمارس هواية اللوم وإسقاط أيّ خطأ على الاخر وعادة م ايحاول أن يظهر بدور الضّحيّة كيّ يتعاطف معه الآخرين، فتجد الشّخص اللوّام يترصّد لأيّ خطأ لأنّ متعته إصطياد أخطاء الآخرين…

 الشّخصيّة الحاقدة: تظهر من نظرات عينيها لك مع كلّ إنجاز تقوم به، حتّى مهما يحاول أن يخفي شعوره الدّفين بالحقد، كما أنّ للشّخص الحاقد كثير من العلامات أهمّهم أنّه لا يحاول الثّناء على أيّ إنجاز تقوم به، بل ويمكنه أن يُتفّه أيّ تقدّم يحدث لك، ويحاول تقليدك في كلّ خطواتك التي تخطوها وهذا النّوع يكون خطراً جداً في التّعامل على المستوى المهني لأنّه قد يسبّب الكثير من الأذى…

 التّعامل مع الشّخصيّات السّامّة 

حزمتُ أمري على مواجهة مثل هذه النّماذج حتّى ترى صورتها الحقيقيّة لكيّ تتراجع عن مثل هذه التّصرّفات أمّا إذا لم تُجدِ معها المواجهة والنّصائح فالإبتعاد عنها هو الحلّ الأمثل، وإتّخاذ قرار داخلي للإبتعاد وإنشاء مساحة خاصّة بنا، فالتّعامل معهم  إهدار للوقت والطّاقة والكثير من الصّراعات والتّعقيدات والتّوتّر فأنا أستحقّ الحياة الأفضل وأستحقّ السّلام النّفسي، والسّلام الدّاخلي ولا أدين بالشّرح لأحد فقط أخلّص منهم ببطء حتّى لا أتأثّر بسمومهم… 

 عجائب وغرائب الشّخصيّات الإضطّرابيّة:

 شخصيّة سياسيّة حزبيّة معروفة، تتنافخ وتدّعي ما ليس فيها ولها، وصوليّة إنتهازيّة إستغلاليّة نفاقيّة بغائيّة… لتبقى تستفيد من قدراتي الفكريّة والفنّيّة والإعلاميّة والتّواصليّة… كانت تُمارس معي سياسة التّذاكي تغابيّا، تقطع لي الوعود والعهود الإفتراضيّة بالأرطال، وتكنث وتنكث وعودها وعهودها، لأقطف الخيبات بالقناطير… ولمّا رفضت الإنتساب لسياستها وحزبها، وواجهتها بحقيقة شخصيّتها الإضطّرابيّة، نعتتني بالخيانة والغدر ونكران الجميل، وراحت تُمارس تشويه شخصيّتي أمام من هم على شاكلتها من الأرازل والأنجاس، الذين مثلهم كالخنازير والقردة تقمّصتهم الأرواح الشّيطانيّة؟!…   

 شخصيّة عربيّة معروفة بنشاطها البارز عبر برمجيّات التّواصل الإجتماعي، بالشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات… نسّبتني لمنظوماتها وأغدقت بتكاليفها الإفتراضيّة لي لأمثّلها في بلادي، نظرًا لقدراتي الفكريّة والإداريّة والفنّيّة والإعلاميّة، ومارست إستنذاف قدراتي الفنّيّة لفترة ما… تجربة إمتحانيّة، طلبت منها مساعدتي بالحصول على إعتماد دولي لمنظومتي الثّقافيّة، من جهات دوليّة فاعلة تتعامل معها وتُساعدها وتُغطّيها في منظوماتها… قطعت لي الوعود بالأرطال، فحنثت ونكست، وقطفت الخيبات بالقناطير، ولمّا طالبتها لمرّات عديدة وواجهتها بالحقيقة، حذفتني وحظرتني من جميع منظوماتها؟!…

 شخصيّة عربيّة معروفة بنشاطها البارز عبر برمجيّات التّواصل الإجتماعي، بالشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات… نسّبتني لمنظومتها وأغدقت بتكليفها الإفتراضي لي لأمثّلها في بلادي، نظرًا لقدراتي الفكريّة والإداريّة والفنّيّة والإعلاميّة، وبعد إستصدار التّكليف لي، إشترطت عليّ وقف جميع نشاطاتي الثّقافيّة مع الغير والتّفرّغ كلّيّا لمنظومتها، وراحت تقطع لي الوعود الإفتراضبّة بالأرطال، ولمّا رفضت شرطها الإستعبادي وواجهتها بالحقيقة، حذفتني وحظرتني من منظومتها، وراحت تشي بي لمن هم على شاكلتها لحذفي وحظري من منظوماتهم وهو ما حدث؟!…

 شخصيّات ثقافيّة معروفة وعديدة، مددتُ لهم يد العون، وساعدتهم وأضأتُ عليهم وعلى مسيرتهم الثّقافيّة إعلاميّا، عبر الوسائل الصّحفيّة اللبنانيّة والعربيّة والرّقميّة، وكتبتُ لبعضهم ما كتبت، ومنحتهم الكثير من وقتي، وكرّمتهم بشهادات تقديريّة من منظوماتي المُجازة رسميّا، وأهديتهم الكثير من مؤلّفاتي الفكريّة، ولوحات من إبداعاتي الفنّيّة التّشكيليّة… للأسف الشّديد، يتجاهلونني عنوةً ويُحاربونني سِرّا، ولا يُبالون بي ولا يتذكّرونني إلاّ إذا احتاجونني، يغتابونني غيابيّا إنتقادًا وليس نقدًا، ويطعونني غدرًا ويُشوّهون شخصيّتي زورًا وبهتانًا، ويتملّقونني حضوريّا ويتودّدون، شخصيّاتهم إضطّرابيّة، يُمارسون النّفاق والبِغاء الثّقافي؟!…

 شخصيّات إضطّرابيّة موبوءة بالأمراض النّفسيّة، أمكر من الثّعالب وبنات آوى، وأنجس من القردة والخنازير، يتلبّسون ويتقمّصون ثياب النّعاج ظاهريّا، وهم أغدر من الذّئاب والضّباع باطنيّا… يتواصلون معي رقميّا بأسماء وهميّة وصفات وألقاب إفتراضيّة ما أنزل الله بها من سلطان، دون معرفة بهم، ويُخاطبونني استعلاءً واستكبارًا ويفرضون عليّ تكريمهم بالقوّة وبالتّهديد المُبطّن، ويطالبونني منحهم شهادات جامعيّة ومهنيّة وتقديريّة رفيعة المستوى ليست باقتداري؟!…

 شخصيّة أنويّة نرجسيّة، يسكنها جنون العظمة وجنون الشّهرة وجنون البروز، كانت ظاهريّا تدّعي الأخوّة والصّداقة تكافلا وتكاملا، وضمنيّا كانت وصوليّة إنتهازيّة إستغلاليّة، هدفها الحصول على شهادات تقديريّة على كلّ المستويات، لتقديمها لمن هم على شاكلتها من رفاقها، مُنتحلة صفات ما أنزل الله بها من سلطان، مُدّعيةً أنّها هي من تمنحهم هذه الشّهادات بمسعى خاصّ منها… وهو ما تكشّف لي كلّما تعرّفت على أحد منهم وزرته، حيثُ كان يُفاجئني بالقول عندما أسأله كيف وصلتك هذه الشّهادة الرّفيعة المستوى؟: أنّ فلان هو من كرّمني بها شخصيّا ومنحني هذه الشّهادة التّقديريّة، مقابل مبلغ من المال بالعملة الصّعبة؟!…

 زارتني شخصيّة معيّنة ذات يوم مضى، لتتعرّف إلى شخصيّتي الفكريّة والفنّيّة، وقدّمت لي أحد كتبها التي تحتوي ناحية من بعض الفنون الأدبيّة، هذه الشّخصيّة أطنبت في توصيف ذاتيّتها الإبداعيّة… تصفّحت الكتاب وقرأت محتوياته، وجالست الشّخصيّة ذات يوم أحاورها حول كتابها، فتكشّف لي أنّها لا تعرف من كتابها إلاّ عنوانه وعنواين بعض فصوله ولمحات محدودة وضعيفة مليئة بالأخطاء وفق لفظها… كنت أخاطبها بالفصحى وتخاطبني بالعامّيّة المحكيّة هروبًا من جهلها بالفصحى، وكانت تتجاهل الإجابة على أسئلتي الإستضاحيّة حول العديد ممّا ورد في كتابها، فرسمت علامات إستفهام تعجّبيّة حولها وحول كتابها، وما صدر لها لاحقًا من مؤلّفات كتبيّة… حالفني الحظّ ذات يوم، لأكتشف أنّها ليست الكاتبة للكتاب ولا لغيره ممّا صدر لها فيما بعد، وهناك شخصيّة بعيدة عن الأضواء هي من تكتب لها؟!…  

 شخصيّة تتّسم بالنّمط العشائري، تعرّفتُ إليها من خلال صديق لي كان معي في ممارسة عمل سياسي معيّن… بفعل الإحتكاك المباشر، إكتشفت أنّها شخصيّة موبوءة بالجنون العشائري وجنون الشّهرة وجنون العظمة… تُقحم نفسها بكلّ شاردة وواردة تعنيه أو لا تعنيه، يُمارس قراءة الصّحف السّياسيّة ويستخلص منها ما يحلو له وينسبه لجهله ضاربًا عرض الحائط جميع قوانين حفظ الملكيّة الفكريّة… وعندما يقرأ ما سطا عليه بغير وجه حقّ أو يتشدّق به على المنابر، كان المُستمعون إليه يهزؤون منه ويُصفّقون له بأقدامهم وأحذيتهم، ويترحّمون على روّاد اللغة والنّطق الصّحيح، لأنّه كان يرفع المنصوب ويُنصب المرفوع، فيضيع المتلقّي بين ما يتناهى لسمعه من تداخل المعاني المتضادّة؟!…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *