الصّديق حفتر يؤكد على دور الشباب الليبي في إعادة الإعمار
تشكل قضية “إعادة إعمار ليبيا”، خصوصاً بعد إعصار”دانيال” الذي إجتاح مناطق بشرق البلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي، وألحق أضراراً واسعة بمدينة درنة أحد أهم التحديات أمام المسؤولين عن شؤون البلاد وأمام الشباب الذين يمثلون مستقبل ليبيا الواعد.
وفي وقت، يرصد بعض خبراء الإقتصاد إهتماماً بالغاً من المجتمع الدولي بإعمار ليبيا بشكل عام ، ودرنة على وجه الخصوص ، يجري التحضيرللمؤتمرالدولي لإعادة الإعمار الذي تم تأجيله ، كما يجري الحديث عن الحاجة إلى الكثير من الجهود الأهلية والتكاتف والتعاون والإستفادة من كل الخبرات وفي مقدمها خبرات الشباب ، سيما وأن فاتورة إعادة الإعمارفي سائرأنحاء ليبيا قدرها تقريرللبنك الدولي منذ 7 سنوات بنحو 200 مليار دولار.
وبينما يقترح بعض الخبراء آليات محلية، مثل تأسيس مجلس إعمار، وتقليل التدخل الدولي ليقتصرعلى الجانب الفني، يُطالب آخرون بضرورة إنشاء هيئة تتولى الإشراف الكامل على عملية إعادة إعمار درنة ، والمدن المتضررة الأخرى من الإعصار”دانيال”، سيما وأن هذا المشروع يحتاج إلى وقت طويل قد يستغرق 3 إلى 5 سنوات كمشروع وطني شامل لإعادة الإعمار، وربما تتجاوزتكلفته 5 مليارات دولار بشكل مبدئي.
ويرى الدكتور الصّديق خليفة حفتر أن الشباب الليبي يجب أن يكون صاحب الكلمة الفصل في هذه العملية ، خصوصاً وأنهم الأكثرنشاطاً وحيوية وأكثر فئات المجتمع رغبة في التغيير والتجديد.
ويعتبر الدكتور الصّديق أن الطاقات المتنوعة والمختلفة التي يتمتع بها الشباب الليبي المغترب، ستُشكل عنصر تحول كبير في عملية إعادة الإعمارالمرتقبة ، ولا سيما منهم أصحاب الإختصاص في مجالات الهندسة والتخطيط والتطوير .
ويؤكد الصديق على عدم تجاهل متطلبات هؤلاء الشباب وتأمين البيئة المناسبة لهم وإشراكهم في المخططات التنموية الوطنية تمهيداً لمشاركتهم في المنظومة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية للبلاد.
فالشباب برأي الدكتور الصديق، هم من سيحملون راية التغيير والتنمية في البلاد، وسيشكلون المنارة للأجيال القادمة ، فهم يعرفون كيف يستغلون الفرص الإقتصادية والمساهمة برفع نسبة النمو في البلاد ، وتحسين نوعية حياة الأسرة في ليبيا.
إن مشاركة الشباب في ورشة إعادة الإعمار، لا شك بأنها ستُشكل فرصة للتنمية والنهضة، كما تؤمن إستدامة لفرص العمل على المديين القريب والمتوسط ، بما ينسجم مع الإلتزامات بتنفيذ جهود الأمم المتحدة للشباب الليبي بشأن التمكين الإقتصادي في سياق حقوق العمل ، وضمان تكوين الأسرة والعدالة الإجتماعية والتنمية المستدامة الشاملة ،التي تشمل الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويرى الدكتور الصّديق حفتر أن الشباب الليبي الواعي والمثقف والمتعلم،هو من سيبني ليبيا المستقبل وسيكون أكثرفعالية على جميع المستويات وفي جميع القطاعات، وهو من يستطيع أن يضع حداً للصراعات ويدفع نحوتحقيق المصالحة الوطنية التي تؤمن البيئة المطلوبة على صعيد الأمن والأمان في ليبيا ومن أجل مستقبل أبنائها وشبابها.