الدبلوماسية الثقافية
حسين أحمد سليم / رئيس تحرير القسم الثقافي
الدبلوماسية الثقافية
حسين أحمد سليم / رئيس تحرير القسم الثقافي
الدبلوماسية الثقافية، التي هي جزء من عناصر الدبلوماسية العامة، لتبادل الأفكار والمعلومات والفنون وغيرها، لتعزيز التفاهم المتبادل، وتشكل عنصراً هاما في الجهود الدبلوماسية الأوسع نطاقا، وتحتوي ببساطة على كل ما تفعله الأمة لتعريف نفسها بالعالم.
وجوهر الدبلوماسية الثقافية تسمح للدول أن تتقاسم أشكال التعبير الإبداعي الخاصة بها، فهي مرنة بشكل طبيعي، ويمكن أن تكون واحدة من أكثر الأدوات الدبلوماسية فعالية، ومثال حقيقي لما يسمى اليوم بالقوة الناعمة، أي القدرة على الإقناع والتأثير عبر الثقافة والقيم والأفكار، بدلاً من القوة الصلبة، التي يتم اكتسابها وتنفيذها من خلال العمليات العسكرية.
فالدبلوماسية الثقافية هي أفضل مثال على القوة الناعمة، وإمكانية التواصل عبر القيم الثقافية والأفكار. وإنها القدرة على تحقيق ما هو مرغوب فيه بدلاً من الجاذبية أو الإكراه.
والدبلوماسية الثقافية تشمل برامج التبادل الأكاديمي والمهني والثقافي وبرامج الطلاب، والمؤتمرات والمحاضرات حول المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والأدب، وصناعة الأفلام، والفنون المسرحية، والمعارض الفنية والعروض، بالإضافة إلى حفلات الرقص والموسيقى.
ويعتبر الإعلام الحديث أي وسائل التواصل الاجتماعي، هو عنصر أساسي في الاتصال السياسي، ودوره لا يقتصر على البعد الداخلي للسياسة، بل يشمل مجال العلاقات الدولية، ويمكن اعتبار وسائل الإعلام ككيان يقوم بتشكيل السياسة الخارجية للدول وأداتها.. وترتبط الأهمية المتزايدة لوسائل الإعلام في العلاقات الدولية بشكل خاص بتطوير وسائل الإعلام.
والفنون كأداة للدبلوماسية الثقافية أثبتت فعاليتها حيث كانت الموسيقى والرقص أدوات قوية بشكل ملحوظ للدخول إلى قلوب وعقول الناس في جميع أنحاء العالم بفضل تفوقها على اللغة العادية وقدرتها على لمس مشاعر الإنسان العميقة.
والحوار هو عنصر أساسي للنجاح لحل النزاع بين جهتين. ويمكن للمشاريع الثقافية العامة التي يفهمها الجميع أن تكون طرقًا فعالة للتعاون بين البلدان وحل النزاعات.
وبرامج التبادل الدولي أو الأكاديمي بين الدول والشعوب لها تأثيرها . فعندما يسافر الفرد إلى دولة أخرى يمثل منظمته أو مشروعه أو للدراسة، فهو بالفعل دبلوماسي ثقافي، ويشكل المجتمع الجديد الذي يعيش فيه رأيًا في بلده واستخلاص استنتاجات بناءً على تصرفاته وأفعاله.
وتعتبر الدبلوماسية الثقافية، في عصرنا الراهن، واحدة من أهم مكونات الدبلوماسية العامة وأكثرها تأثيراً، وعند فهمها بشكل أفضل، يمكن أن تصبح أداة أقوى بكثير لتحسين صورة البلد وعلاقاته مع البلدان الأخرى. وتساهم في بناء الدولة المحلية.