أضواء على تاريخ الفن التشكيلي اللبناني

دراسة مختصرة / بقلم حسين أحمد سليم / عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين / فنان تشكيلي

أضواء على تاريخ الفن التشكيلي اللبناني

دراسة مختصرة / بقلم حسين أحمد سليم / عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
فنان تشكيلي

الانبعاث
أواخر القرن الثامن عشر , ولدت مقدمات أولية لنهضة فنية في لبنان , من جراء احتكاك حضارة الشرق بالغرب . حيث برزت في مجموعة متنبهة من الفنانين اللبنانيين , الذين درسوا الفن على أنفسهم , واستوحوه من جمال الطبيعة اللبنانية , أكثر ما استوحوه , واحتكوا بالصورة المستوردة من الغرب . وكانت بداية طور الانبعاث الفني , على يد ثلة أولى … ( نجيب يوسف شكري , من دير القمر . نجيب فياض , من بيروت . عبد الله مطر , من لحفد . ابراهيم نجار , من دير القمر . سعيد مرعي , الذي كان له ولع بتصوير الأشخاص . سليم حداد , من عبيه . نجيب بخعازي ) . حيث تجلى في رسومهم , الإيمان الصافي , والإحساس الرقيق , والملاحظة البريئة . فاقتصر بعضهم على تصوير المواضيع الدينية , ووجد بعضهم مجالا في تصوير الأشخاص وتزيين القصور , وانصرف بعضهم إلى تصوير الطبيعة …

هذا , وقد برزت تلك الظاهرة الفنية , التي ميزت تلك الحقبة , ودلت على تنبه الفكر , والسير في طريق طليقة , تشكل تربة خصبة لانطلاق الفن , فامتازت بالدقة وقوة الملاحظة والأنوار , استلهمت تشكيل لوحاتها من طبيعة الساحل اللبناني , على يد … ( ابراهيم سربيه , من بيروت . دمشقية … ) هذا الفن , هو فن أولي تعلم أصحابه التصوير ومارسوه من غير علم بأصوله وبجماليته , وان انطوت لوحاتهم على أكثر مقومات الفن . فلاقت نجاحا , حصيلة العزيمة والكد , ودقة الملاحظة . وهو ما كان تثبيتا للشخصية الفنية اللبنانية …

التمهيد
في أواخر القرن التاسع عشر , وبداية القرن العشرين , ظهر مجموعة من الفنانين المحدثين , الذين مهدوا لقيامة الفن التشكيلي اللبناني , درسوا الفن التشكيلي على أساتذته الكبار , واطلعوا على أساليب الفن , وتبينوا حقيقة المدارس الفنية المختلفة . وعادوا يحملون فنا ناضجا فيه الكثير من خبرة الغرب وعلمه وتقنيته . وفيه قبسات من احساس الشرق ووميض نوره … وبرزت محاولاتهم في الرسم , وانحصرت بتصوير الشخصيات , والمشاهد الطبيعية , فتحققت ضمن تقاليد كلاسيكية وواقعية وطبيعية … فنانون من الرعيل الأول قاموا في أساس فن النهضة , وشقوا الطريق لحركة فنية جديرة بالبقاء خرجت بالفن اللبناني من دائرة الهواة الفطريين إلى آفاق الأساتذة الأصوليين . ومن رواد هذه الفترة , نعمة الله المعادي ورئيف شدودي وعلي جمال ومكاروف فاضل …

النهضة
ولمعت في سماء فجر النهضة الفنية اللبنانية أسماء عاشت للفن , ولم يشتغلوا بالفن ليعيشوا … حبيب سرور ( 1860 – 1927 ) الذي برز بتقنيته الفريدة , ورسم مواضيع لوحاته من صميم الحياة اللبنانية , تعكس ميزة الرسم المتين , واللمسة الواثقة . وداود القرم (1854 – 1930 ) الذي لمع في تصوير الهيئات , وتصاويره تعبير عن الرقة , والإحساس الصافي , والأيمان العميق , وترك سجلا ضخما لشخصيات مدنية بارزة , تبرز فيه معالم الطهر والحب والتقى والأيمان . وخليل صليبي ( 1870 – 1928 ) صاحب الأسلوب الكلاسيكي , الذي ترك لنا آثارا فنية متينة الرسم , هادئة الألوان , كان متحررا في تصويره , وثائرا في مجتمعه على مجتمعه , وفي حياته كان جريئا ثائرا . وشكري المصور , الذي اشتهر فنه بطابع إقليمي لبناني يعكس الأجواء اللبنانية , وبحساسية وخيال شرقيين . وفيليب موراني , الكلاسيكي الرسم , الشرقي الخيال والحساسية والروح …

هذا وبرز من الرعيل الفني الثاني يوسف الحويك في النحت , الذي أنشأ مرسما يلتقي فيه الكثير من الفنانين والمثقفين , منه انطلقت شرارة نهضة النحت في لبنان … وبرز كذلك جبران خليل جبران في الرسم , الذي عني بمتانته , وتأنق في رسم خطوطه , مظهرا مدى اتقانه مهنة التصوير …

وآخرون
وبرز من الرعيل الثالث في الرسم , كل من مصطفى فروخ , الذي برزت في هيئاته قوة الرسم والمعرفة العميقة بأصولية فن التصوير وتأليف الموضوعات . وقيصر الجميل , الذي غنى الفرح في لوحاته , كشاعر وجداني يتبع صوت وجدانه في تصوير الطبيعة . وعمر الأنسي , مصور الطبيعة , اللبنانية بالألوان الزيتية , بتقنية مغايرة عن تقنيته في لوحاته المائية . وصليبا الدويهي , الذي أبدع لوحاته الريفية بأناة وروية في قلب الطبيعة . ورشيد وهبي , مصور الإنسان في لبنان , ومصور الطبيعة والهيئات … وتميزت نتاجات الفترة الفنية تلك بانتمائها إلى الطبيعة موضوعا ومادة وشكلا … وبرز في النحت ميشال بصبوص وحليم الحاج وناظم إيراني …
تأسيس الألبا
في بداية الأربعينات تأسست الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ( ألبا ) وفي العام 1943 اعترفت الحكومة اللبنانية بالأكاديمية التي أنشأها ألكسي بطرس , والتي تشكل أول مؤسسة وطنية للتعليم الفني العالي . ففي كنفها تكون في تلك الفترة المناخ اللائم لنشوء الحركة الفنية المعاصرة . وفي أروقة الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة , أدرك الفنانون بالواقع , دعوتهم الفنية , وانصرفوا كل وفقا لمؤهلاته ومعطياته إلى التفتيش عن شخصيته الفنية النابعة من صميم الشخصية اللبنانية . في ظل استقلال غمر لبنان , مما أوجد تيارا تحرريا , اندفع إلى ممارسة التعبير الفني بكل وسائله تجاوبا مع حالة نفسية متيقظة … والحقيقة أن الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة كانت المؤسسة الأولى لتدريس الفنون , وتضم عدة مدارس : رسم , حفر , نحت , موسيقى , تمثيل , أدب , عمارة , زخرفة , الخ … وهي تضم عددا من الأساتذة اللبنانيين والأجانب . وقد برز من بين الفنانين الذين تخرجوا من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة , شفيق عبود وجان خليفة وسعيد عقل وفريد عواد وايلي كنعان , وميشال بصبوص , وعارف الريس , ونقولا النمار وبول غيراغوسيان … هؤلاء الفنانون الذين بالرغم من الصعوبات التي كان يقيمها في وجههم , اختلاط المقاييس وضغط التيارات المتضاربة , والانفتاح المتواصل على العالم , لم ينحرفوا عن الطريق المؤدي إلى الأصالة والحرية الخلاقة … وتوجه خريجوا الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة إلى أوروبا لدراسة الفنون التشكيلية …

إن الحركة الفنية التشكيلية لم تتوقف عند هذا الحد . فأجيال الفنانين كانت تتوالى مولدة مناخات فنية جديدة تتلاقى فيها النوعية الأصيلة بالمناسب العالمية … فبرز الكثير من الفنانين التشكيليين اللبنانيين , منير نجم وعادل الصغير وايفيت أشقر وسركولوكو وجوليانا ساروفيم وميشال المير والياس أبو رزق وحليم جرداق وأمين صفير ورفيق شرف وأمين الباشا وابراهيم مرزوق ومحمد درويش صقر والفرد بصبوص وغيرهم ممن أصبح لهم جمهورهم ومؤيديهم …

تأسيس جمعية الفنانين
شهدت فترة عودة الرعيل الثاني في الخمسينات , ازدياد نشاطهم وتحمسهم إلى إغناء الحركة الفنية وتبلور خصائصها , فأسسوا جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت بدعم من فناني الرعيل الأول في سنة 1953 , ( عمر الأنسي , مصطفى فروخ , يوسف غصوب , رشيد وهبي , صليبا الدويهي , قيصر الجميل , إبلي كنعان , نقولا النمار , حليم الحاج , سميح العطار , ميشال بصبوص , شفيق عبود , فريد عواد , ناديا بيضون , منير عيدو , عارف الريس , جان خليفة , سعيد عقل , ايفيت أشقر , أمين صفير … والتي حصلت في سنة 1957 على العلم والخبر . وبدأ نشاط المعارض السنوية الخاصة والمشتركة , وأعيد تنظيم معرض الربيع في قاعات قصر الأونيسكو , وتنظيم المعارض في الخارج , وإنشاء مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في ملاك وزارة التربية , ونظمت المنح الدراسية الفنية على أساس المبادرة , والعمل على انشاء معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية …

هذا وقد عملت جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت مع المراجع المختصة على تنفيذ وصية نقولا سرسق الذي كان قد وهب قصره إلى مدينة بيروت ليكون متحفا للتراث وللفن اللبناني , والذي غدا من أبرز المؤسسات الفنية شبه الرسمية , وهذا المتحف يضم صالة عرض لاستقبال أهم الآثار الفنية . وتقوم إدارته باقتناء المعروضات ونشر الأدلة الممتازة , ويضم المتحف أيضا صالة دائمة للعرض تعتبر بمثابة متحف للفن الحديث , هذا ودأبت إدارة المتحف على إقامة معرض الخريف السنوي . وهناك مشروع توسعة جاهز الدراسات , ينتظر تأمين ورصد المبالغ الكافية لتنفيذه .
إلى هذا , فقد توالى على رئاسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت كل من قيصر الجميل , نقولا النمار , رشيد وهبي , يوسف غصوب , جان خليفة , منير نجم , منير عيدو , عارف الريس , حسين ماضي , ايفيت أشقر , عبد الحميد بعلبكي , عدنان خوجة , مارون حكيم , بسام كيريللس , ويرأس مجلس إدارتها حاليا الدكتور عادل قديح إلى جانب ثلة من الفنانين تتمثل بكل من عزت مزهر وعدنان حقاني وحسن يتيم وبيار كرم وعدنان المصري وبسام كيريللس …

الرعاية الفنية
إلى هذا , تعود رعاية الفنون في لبنان لمديرية الفنون الجميلة التي تتبع وزارة التربية والفنون الجميلة , على أنه تبعا للنظام الحر في لبنان , فان المؤسسات الشعبية هي التي ترعى بالفعل النشاط الشعبي , ويبقى من أهم نشاطات الوزارة إقامة معرض الربيع السنوي , في قصر الأونيسكو .

صالات العرض
على أن بيروت أصبحت موئل الفنانين العرب يقيمون فيها معارضهم ويتصلون فيها بالصحافة العالمية . فلقد قام عدد من صالات العرض التي ساهمت في دعم الحركة الفنية … ونشأت تلك الصالات لعرض النتاج الفني , الواحدة تلو الأخرى , ( زمان , شاهين , وان , ماغوس , صادر , أجيال , ألوان , الفنون , أرت دي زارت , بخعازي وغيرها … ) ومقاه عديدة منتشرة في العاصمة بيروت والضواحي , أمها الفنانون المحترفون والهواة والمثقفون . هذا الاندماج والتلاقي جعل تيار الحداثة في الفن التشكيلي يتفاعل مع الحركة الثقافية بشكل عام . وأصبحت العاصمة اللبنانية بيروت محط أنظار العالم وعاصمة العالم العربي للفنون التشكيلية والأدب , يؤمها الفنانون من كل حدب وصوب , لإقامة معارضهم الفنية في صالاتها المنتشرة , سيما صالة قصر الأونيسكو التي استضافة معارض لفنانين يبانيين وعراقيين وسعوديين وسوريين وفرنسيين وكوريين وايرانيين وكوبيين وغيرهم …

وأقيمت المعارض المتعددة للفن التشكيلي اللبناني في الخارج عن طريق وزارة التربية والفنون الجميلة وجمعية الفنانين اللبنانين للرسم والنحت , وشارك الفنانون اللبنانيون في معارض عدة في كل من باريس وروما ومدريد وساون باولو والجزائر وتونس والمغرب وواشنطون وفيينا ومصر والسعودية والكويت وسوريا …

إنشاء معهد الفنون الجميلة
في العام 1960 بدأ بعض الفنانين تحركهم ومراجعتهم لأركان الدولة اللبنانية بهدف إنشاء معهد فني عالي في الجامعة اللبنانية لتعليم الرسم والنحت , وأنشيء معهد الفنون الجميلة بموجب المرسوم رقم 3107 , الصادر في 10 تشرين الثاني سنة 1965 . وحددت مهامه … وفي ربيع العام 1966 , وبعد مراجعات كثيفة من قبل الفنانين اللبنانيين , فتحت أبواب معهد الفنون في الجامعة اللبنانية , وعين نقولا النمار عميدا لها , يعاونه في إدارة المعهد والتعليم بعض الفنانين الذين كانوا نواة الحركة الفنية . هذا وأصبح للمعهد عدة فروع في بيروت الروشة وفرن الشباك ودير القمر وطرابلس . إلى جانب الألبا وفرع الفنون الجميلة في جامعة الروح القدس في الكسليك , وقسم الفنون الجميلة التابع للجامعة الأميريكية في بيروت , إضافة إلى مراسم ومعاهد أخرى لتعليم الفن مثل مرسم غوفدير سابقا , ومرسم حيدر حموي , ووجيه نحلة وغيرهم . على أنه لا بد من القول , أن أكثر الفنانين اللبنانيين يتابعون دراساتهم الفنية العالية خارج لبنان مستفيدين من المنح التي تقدم لهم بوفرة …

بروتوكول فني ثقافي
إلى هذا فقد تم إنجاز هام , إلا وهو توقيع بروتوكول تبادل النشاطات الثقافية والفنية مع الشقيقة سوريا . وقد حصل هذا التوقيع عبر نقابة الفنون الجميلة في دمشق وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت . تكمن أهمية هذا البرتوكول في تنظيم وتنسيق التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة الفنية والثقافية , كذلك فتح آفاق جديدة أمام فناني البلدين …

انتشار الفن التشكيلي
الدول الراقية في حضارتها , تقدس الفنون في قاموسها , وتعتبرها أهم الركائز الأساسية لرقي الأوطان وخلودها …

لبنان الفن التشكيلي , يتعملق نحتا قي ربى مدنه , ويزدان رسما في دروب بلداته وقراه … التي تحتضن الأزاميل والريش في عملية الخلق والإبداع لروائع فنية مختلفة المعالم , تصنعها الأنامل الفنية , لشيب وشباب … من رواد ومحترفبن , مخضرمين وصاعدين , رسامين ونحاتين , قدامى وجدد … ينتمون لمدارس فنية عديدة , من الكلاسيكية القديمة مرورا بالانطباعية فالتجريدية والسريالية , وصولا إلى الحداثة العصرية … يمثلون الأصالة والخصوصية والجمال …

مواهب فنية تتجلى في كل لبنان من أدناه إلى أقصاه , في قراه والمدن , في ساحله والجبل , في العاصمة والضواحي , في الشمال والجنوب , في البقاع … فنانون كما النساك يبدعون رسما ونحتا هنا وهناك … يجسدون فكرة تراود خيالهم , وتحاكي آمالهم … إيجاد متاحف للفن التشكيلي رسما ونحتا , من القرية إلى البلدة والمدينة فالقضاء والمحافظة وصولا إلى العاصمة بيروت …

فنانون لبنانيون من كل حدب وصوب , يضيئون في الوطن شعلة فنية تشكيلية حضارية للرسم والنحت , بدأت مع الثلة الأولى بأصالتهم وواقعيتهم : ( نجيب يوسف شكري , نجيب فياض , عبد الله مطر , إبراهيم نجار , سعيد مرعي , ونجيب بخعازي … ) , لتتبلور مع الماهدين للفن التشكيلي اللبناني ( منذ القرن التاسع عشر حتى مصطفى فروخ , أبرز وجوه الفن اللبناني نحتا ورسما : ( نعمة الله المعادي , داود القرم , حبيب سرور , جبران خليل جبران , خليل الصليبي , فيليب موراني , رئيف شدودي , مكاروف فاضل , يوسف الحويك , قيصر الجميل , صليبا الدويهي , عمر الأنسي ,مصطفى فروخ , رشيد وهبي , ميشال بصبوص … ) أعلام الحركة التشكيلية الأوائل … رواد الفن التشكيلي الأوائل … فشيوخ النحت والرسم ( يوسف بصبوص , ألفرد بصبوص , عارف الريس , سلوى روضة شقير , معزز روضة , زافين هاديشيان , رفيق شرف , سعيد أ عقل … وغيرهم ) , لتتبعهم أجيال العشرينات , الثلاثينات , الأربعينات , الخمسينات , السيتينات , السبعينات … وصولا إلى أجيال الشباب الصاعدة , الواعدة من أجيال الفنانين الجدد … والذين أسهموا في تطوير الحركة الفنية التشكيلية , والذين حملوا الفن التشكيلي اللبناني , وأحلوه مركزا متقدما ومميزا على الصعيدين المحلي والعالمي , وأفردوا له مكانة في الحداثة التشكيلية الجمالية . ابتداء من معرض الفنانين اللبنانيين في المتحف الوطني بتاريخ 15 نيسان 1947 , مرورا بمعارض الربيع التي كانت تقيمها وزارة التربية الوطنية , والكثير من المعارض الأخرى , سيما معارض الخريف في متحف سرسق , وصولا إلى المعارض التي تقام في الصالات اللبنانية المختلفة المستويات , والمعرض الجوال عبر لبنان لجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت , ومعارض جمعية متخرجي الحريري , ومعارض المراكز الثقافية الملحقة بالبعثات الدبلوماسية في لبنان , ومعارض النوادي والجمعيات الثقافية وغيرها كالمجلس الثقافي للبنان الجنوبي … وليس انتهاء بمعارض عاليه واهدن وراشيا وزحلة وصيدا وصور والخيام … وأخيرا وليس آخرا المعرض اللبناني الدولي للفنون في بيروت الذي أقيم في قاعة أكسبو بيروت , ومعرض جونية الحالي , فمعرض أستريد في أوتيل فينيسيا , ناهيك عن المعارض الفردية والخاصة , إضافة إلى المعارض الجماعية لجيل الشباب في دار الندوة والنادي الثقافي العربي ونادي عالية وزحلة وصيدا مؤخرا …

راشانا النحت , كانت البدء مع حلم البصابصة , فاذا بها تتحول من قرية لبنانية نائية من قرى البترون إلى مدبنة فنية نحتية عالمية , ثم عاليه التي نهضت تنفض غبار بقايا الدمار , لتجسد الحلم حقيقة واقعية منذ العام 1999 , بملتقيات فنية نحتية نوعية , سيما هذا العام الذي اتسعت فيه رقعة الملتقى لتشمل ما هب ودب … مرورا بالعاصمة بيروت التي احتضنت الكثير من المعارض في قصر الأونيسكو وساحاتها العامة المشهورة , فبشري , واهدن التي أقامت عدة معارض قنية بدءا من العام 1999 وصولا للملتقى الفني الواسع للرسم والنحت في صيف العام 2002 والمعرض الشامل لها والذي أقيم في بداية شهر آب , وصور , والنبطية , وزحلة بملتقاها الفني الأول العام 2002 , وجونية بملتقاها الفني الأول في العام 2001 , ورأس المتن بملتقاها الفني الأول في العام 2001 والثاني في هذا العام , والخيام بملتقاها ومعرضها, وبعقلين , وأرز الشوف , وأرز الباروك , وراشيا بمحترفها , والغبيري بملتقاها الفني الأول , والملتقى الفني الذي تم في القصر الجمهوري باشراف رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود , وملتقيات سنوية تقليدية …

مدن وبلدات وقرى لبنانية احتضنت الأزاميل والريش لفنانين من مختلف الأجيال والمدارس الفنية , لنشر المعرفة الفنية التشكيلية , وتعميم الثقافة الفنية رسما ونحتا , لتكون مشاعا للجميع , بدلا من الملكية الخاصة , ولكي تكون بمتناول الكل , لا وقفا على صالات العرض , وقريبة من الجميع , لا لأهل العاصمة والضواحي القريبة فقط … وهذا ما يخلق التماس المباشر بين الفن والفنانين والجمهور … حيث في التلاقي الفني , تتجلى الروح الاختيارية بين أجيال متعددة من التشكيل اللبناني , من شيوخ الفن إلى نتاج رعيله الأوسط , فإلى أعمال الشباب … التي تقترب من العالمية حينا , وتعانق الجذور في أحيان أخرى , وتعود إلى الأصول في انتماءاتها , كما الخصوصية الفردية على حد سواء …

تجارب مختلفة ومتنوعة , إن دلت على شيء , تدل إلى رحابة الفن , وخصوصا عندما تحيط بالتيارات التشكيلية المعاصرة , وباحتمالات الفن وتغيراته , لتردم الهوة بين الإبداع وأبناء الشعب والمسؤولين عنه على حد سواء …

تظاهرات فنية تشكيلية رسما ونحتا , مع كل ما يرافقها من ملاحظات … منتشرة في مواقع كثيرة على الأراضي اللبنانية , نتلمس فيها , بغية تقريب الفن من الجمهور , وتحصين المناعة الفنية , والدفاع عن الفنان , واحترام شيخوخته … لخلق الدور الأشد فعالية في الحياة الثقافية والفنية والوطنية في لبنان . ذلك أن البعد الاحترافي في عمل الفنان شأن جوهري لأنه يؤدي إلى التفاعل مع قضايا الوطن وقراراته المصيرية , وهو الهدف الأسمى لكل الحركات الفنية الوطنية الناضجة …

من جهة أخرى , فان نشر الفن ورعاية الفنان في حياته عملان متلازمان يصلان إلى الواجب الذي ينبغي أن تضطلع به المؤسسات الفاعلة في المجتمع اللبناني , سيما الدولة بمؤسساتها المعنية , والتي تقع على عاتقها مهمة تتمثل في دعم الفن والثقافة فعليا , وذلك من خلال خطة متكاملة وشاملة , بدءا بتأسيس المتحف الوطني للفن اللبناني المعاصر , مرورا باحتضان النشاط الفاعل للفنانين , وليس انتهاء بالرعاية المعنوية والمادية والصحية للفنان المحروم من أبسط حقوقه , في صحته وفي الضمانات الاجتماعية المختلفة … حفاظا على جوهر العلاقة بين الإبداع والمستقبل …

التظاهرات الفنية التشكيلية رسما ونحتا بكل مستوياتها التقنية , ما هي إلا لغة تتسع لمساحات ممتدة , وحضورا يطل على مستويات أعمق وأرحب وأشمل , ولوحات تعلق على جدران أكثر احتضانا , ومنحوتاتا تتربع في باحات وغابات أوسع مما هي عليه …

مئات المبدعين في الرسم والنحت إلى جانب الهواة والمبتدئين … يلتقون على اختلاف مناخاتهم وتجاربهم ومدارسهم , في عاليه وجونية واهدن ورأس المتن وزحلة والخيام وبيروت … ليشهدوا بأن الإبداع لا يثريه إلا اللقاء ولا يفعله إلا الحوار الفني المباشر … ولا يؤجج مداخلاته إلا التناقض المفتوح بموضوعية على كل مسارات الحوار والتواصل .. ولا تهدد كينونته إلا الأجوبة المقفلة على الانفتاح …

ملتقيات ومعارض فنية تشكيلية للرسم والنحت تحتضن الرياح الفنية المتعددة المسارات , لتلخص التيارات التي عصفت بالفن اللبناني , منذ زمن الماهدين الأوائل الرواد إلى حينه …

هي طقوس لونية نادرة في البعض منها , ومجسمات نحتية مبدعة في البعض الآخر منها أيضا , نتزود بها من يومنا إلى غدنا , كما تزودنا بها من أمسنا إلى يومنا هذا من الرواد الأوائل وشيوخ الفن التشكيلي

ملتقيات عالية الفنية للنحت الدولي
سيمبوزبوم عاليه الأولي للنحت ليس ظاهرة فنية فريدة وحسب في لبنان بل هو مجمع لالتقاء حضارات البلاد وتبادل الأفكار والخبرات والشراكة . بعد تجربة البصابصة في راشانا التي تحولت من قرية لبنانية إلى مدينة دولية للنحت .

بتاريخ 24 حزيران 1999 انطلقت التحضيرات الأولية لمهرجان النحت الدولي الأول بالتعاون والتنسيق بين بلدية عاليه بشخص رئيسها الأستاذ وجدي مراد وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت . بالإضافة إلى الدور الكبير للفنان عارف الريس ابن عاليه بإطلاق فكرة السيمبوزيوم للنحت .

شارك في السيمبوزيوم 1999 ثلاثون نحاتا من سوريا والأردن ولبنان , ونفذت المنحوتات في موقع مواجه لكازينو بيسين عاليه حيث المنحوتات شكلت معرضا دائما في الهواء الطلق .

مارون الحكيم وعارف الريس يعيدان النحت في الهواء الطلق إلى مركز الاهتمام وأطلقا أضخم تظاهرة فنية تقام في الساحات العامة , استنطقوا الحجر وأطلقوا له العنان . فحكي , وباح بكل ما يختزنه , سواعد مفتولة زادتها صلابة الصخر قوة وعنفوانا وألهبتها المرأة بكل ما فيها من جمال روحا وجسدا . نحتوا معا فأنتجوا نحو ثلاثين منحوتة امتزجت فيها مدارس وأساليب فنية متعددة وأشكال هندسية تجريدية رائعة شكلا ومضمونا يضج سحرا وجمالا .

استمرارا لسيمبوزيوم عاليه 99 كان سيمبوزيوم عاليه 2000 حيث شارك حوالي سبعين نحاتا كبيرا منهم ثلاثة ضيوف شرف هم : الأستاذ عارف الريس , الأستاذ سامي الرفاعي والفنان زافين هاديشيان , و93 نحاتا وفنانا من مختلف الدول والأقطار العربية والأوروبية والأميركية , و82 نحاتا وفنانا من لبنان أثمر نحو 70 منحوتة فنية في موقع رأس الجبل .

وتنفيذا للفكرة ولطموحات مدينة عاليه التي سميت عن حق عاصمة الجبل وعروس المصايف ومتابعة جهود رئيس بلدية عاليه الأستاذ وجدي مراد انطلق سيمبوزيوم عاليه 2001 بحيث أصبح تقليدا سنويا ليأخذ بعدا حضاريا وثقافيا وسياحيا مرموقا يلعب دوره الأساسي في إعادة إحياء الإقبال على فن النحت .

من الأمور التي استدعت في سيمبوزيوم عاليه 2001 , تحديد الأسس والشروط التي ينبغي أن تتوفر في النحات للاشتراك بحيث يتم اختبار كبار النحاتين في العالم للإسهام في المهرجان تاركين آثارا ومنحوتات تخلد قدراتهم الفنية والجمالية ولتبقى ثورة فنية أبدية لمدينة عاليه .

وقد تم الموافقة على حوالي 40 نحات ينتمون لمجموعة الدول العربية والأوروبية والأميركية و18 نحات لبناني .

أسباب هذه الورشة الجمالية :
1 – إعادة وتنمية الوجه الثقافي الرائد لمدينة عاليه .
2 – إخراج الفنان من القوقعة التي فرضتها عليه الظروف الاجتماعية التي أفرزتها السنوات الماضية الصعبة .
3 – أيجاد لغة الحوار بين الفنانين العرب وقد طرحت فكرة إعادة إحياء اتحاد الفنانين العرب عبر جامعة الدول العربية .
4 – إطلالة لبنان الثقافي والحضاري مجددا على الساحة الدولية والمجتمع الغربي ليعي ويدرك أهمية وأبعاد مثل هذه التجمعات الثقافية الفنية .
5 – ومن إيجابيات هذا السيمبوزيوم أيضا , أنه يخلق الأرضية الملائمة للحوار بين الفنانين العرب والفنانين الغربيين وتبادل الخبرات النحتية فيما بينهم ويمثل مدرسة للتعارف التطبيقي بين المشاركين المبدعين . كما وأن سيمبوزيوم عاليه للنحت الذي أجمع المشاركون على أنه يعتبر مؤتمرا نحتيا عالميا سيفتح الباب أمام الدول وأمام البلديات لتحذو حذو مدينة عاليه , للتعزيز الثقافي والجمالي الإبداعي في تلك المدن , ولدفع المواطن على تذوق الجمال .

مدينة عاليه التي خاضت هذه التجربة الرائدة والفريدة في فكرة السيمبوزيوم للنحت والتي نظمت عام 1999 – 2000 – 2001 – 2002 في إطار مشروع يحمل طموحات متحف دولي يعاصر مدينة سياحية وقد احتضنت نخبة من الفنانين النحاتين الذين يحاكون الصخر والحجر بأيديهم ليتوجوا عروس المصايف بأجمل المنحوتات في تظاهرة حضارية وثقافية وقد انطلق المشروع في حينه تحت اسم سيمبوزيوم عاليه للنحت .

وقد استأثرت عاليه بالجمال كما أنها استأثرت بإعجاب الهيئات والمنظمات المحلية والدولية مما جعل منظمة اليونسكو بجناحها الفني لتعطي هذا المشروع صفة عالمية فأصبح سيمبوزيوم النحت الذي ضم أكثر من 56 نحاتا عالميا من 32 دولة , المعروف باسم سيمبوزيوم عاليه للنحت الدولي قد تكللت شعاراته بشعار منظمة اليونسكو العالمية التي رسمت إطلاق مدينة عاليه لتكون مدينة السلام وبدعم مباشر من الاتحاد الدولي للمدن المتحدة ومنظمة المدن العربية .

ونحن في بدايات أعمال سيمبوزيوم عاليه 2002 والذي يشارك فيه عدد كبير من الفنانين الدوليين والعرب واللبنانيين , نتطلع إلي البعد الحضاري الذي نتوخاه من هذه التظاهرة الفنية الواسعة انطلاقا من عاليه لتعم كافة أرجاء الوطن …

وجهة نظر

وهكذا حظيت الحركة التشكيلية باهتمام أكبر في الستينيات , نشاطاتها محليا وعربيا ودوليا , كما أن المعهد العلمي للفنون الجميلة قد ضخ الحركة التشكيلية بدماء جديدة من خريجيه في فروع الرسم والنحت والزخرفة والهندسة المعمارية … وبحكم موقع لبنان من خارطة الوطن العربي , كمركز تتجاذبه تيارات الشرق والغرب , طغت ظاهرة البحث في اللون وصياغة الأشكال … وما عادت تظهر الأعمال التي ترى في الفن مضمونا وتعبيرا وأسلوبا وجمالية ترتبط ثقافة لبنان العربية … هناك تداخلات في عملية التحول الجارية في الفن التشكيلي , بين طبيعة الحياة ووسائلها وبين نمط التحول الجديد المرتبط بغزو المفاهيم الغربية وتقنياتها … وهذه الأنماط من الحياة طرحت على صياغات ونزعات الفن , بتقنيات لا عهد للفن العربي بها من قبل . تداخلت بذهنية الفنان اللبناني السريع التقبل , الشديد الحساسية لتؤثر في طراز تفكيره وتصوراته وبحوثه وطبيعة منطلقاته في الرؤيا والنظرة الفلسفية للمعطيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية , هذا المناخ هو الذي ساعد على نمو نوع من البحث في صياغات محصنة تقنية ورؤيوية , مما أبعد البعض عن البحث في التراث العربي , وعزز مواقع البعض الآخر في الكشف عن السمات الجوهرية في جوهريات الفن العربي الإسلامي , واعتماد ذلك منطلقا لدراسته وبحوثه الفنية …

هذا التحاور بين واقع الحركة التشكيلية اللبنانية المعاصرة وبين خلفية الثقافة للأمة العربية ومن زاوية نظر جديدة , حيوية الموقف , وليبرالية التوجه , جعل من سحب جوهر التراث إلى التجربة الحديثة ممكنا , وليس ذلك الأمر امتيازا للفن التشكيلي في لبنان بل هو جزء من محاولات الفنانين العرب في أقطار أخرى … ويتضمن ذلك المحاور الازدواجية الفكرية – المفترض تجاوزها خلال بناء النهضة العربية مجددا – بين الانتماء التقني إلى الحضارة الغربية وبين الانتماء الحضاري للأمة العربية ومنطلقاتها في بحث وجودها المؤثر في المسيرة الإنسانية …

ولعل الفنان في لبنان في تنوعه الأسلوبي يسعى إلى خلق جمالية تشكيلية موضوعا وتصورا ولكن ذلك يبقى مشروعا وحسب لكل المحاولات العربية على الرغم من التفاوت في الوعي والبحث والتجربة والخلاصات التقنية التجريبية من فنان عربي لآخر , وعلى الرغم من التباين في التعامل مع الحقائق في الفن والحياة معا .

هذا ما حصل للنتاجات الفنية في لبنان عقب سني الحرب التي خطط لها الاستعمار منذ زمن بعيد لضرب وحدة العرب … كانت الأعمال الفنية منتفضة في رؤيتها عن الواقع السائد قبل الحرب : التحول من حالة المراقبة والمشاركة المباشرة إلى حالة التأمل الذهنية لدى صفوة قليلة من المبدعين في حين توقف البعض الآخر عن المشاركة في التعبير عن هول الأحداث وفداحة الثمن الذي دفعه الشعب العربي في لبنان كجزء مما يناضل من أجله الشعب العربي في صراعه ضد الصهيونية الدولية وأشكال الاستعمار المختلفة , مثل ذلك الجانب لوحات عارف الريس وجيه نحلة وحسن جوني ويبدو أن حالة الترقب لدى بعض الفنانين في لبنان قد لا تجد طريقها إلى عملية الإبداع ضمن رؤية الحاضر وليس ذلك نفيا للإبداع , بل هو إمهال عنه . وقد يستغرق زمنا أطول تتسرب فيه الأفكار التي كانت مزدحمة في حنايا الذات , لتنهض عبر قيم إبداعية على صعيد الفن وتاريخ الفن في كل مرحلة كان يؤشر إلى وجود فنانين من طراز خاص أثرت أعمالهم باتجاهات وصياغات كثيرة في خصائص فن تلك المرحلة . وأن الحرب القائمة ليست إلا حربا حضارية اقترنت بالجانب السيئ فما : العنصرية والاستعلاء والإغراق في الاستغلالية ونهب الثروة الوطنية وتركيز الاقتصاد النفعي … وما الصهيونية الدولية إلا إحدى الوسائل التي اقترنت بهذه الحرب … وليس في تاريخ الفن من يكتب سطوره دون تلك العلاقة الغائبة ودون المكونات والحقائق التي تحيط بحركة الصراع وبمرحلته التاريخية .

الفن المعاصر في الوطن العربي انعكاس للحرب الحضارية بين الأمة العربية وبين الاستعمار كقوة تنتمي إلى حضارة أخرى وأن حرصنا على استخلاص القيمة الإبداعية لا يمنعنا من أن نعيش عصرنا . وأن نتعامل مع المنطلقات الحضارية لهذا العصر كما لو كانت منا والينا كاملة تسعى إلى خلق الذات المبدعة في جوهرها .

ومن جهة أخرى , وعلى صعيد تقييمي فني صرف , وبعيدا عن الأسماء , نرى بكل وضوح من خلال استقراءات شخصية نقدية معمقة لهذه المعارض والملتقيات الفنية التشكيلية للرسم والنحت , سيما الهمروجات الفنية التشكيلية , التي أقيمت بعد تعافي لبنان من محنته , والتي ازدادت في السنوات الأخيرة , كظاهرة فنية تشكيلية جامحة , اجتاحت أماكن كثيرة في لبنان … أنها تعاملت مع جميع الأسماء التي تتعامل بالريشة أو الأزميل , سواء كانت هاوية أو محترفة , مبتدئة أو مخضرمة , جاهلة أو متخصصة , أو بين بين , من دون غربلة أو تصنيف أو ترشيد , كشكول فني تشكيلي مشرع على كل الاحتمالات والأهواء … أو اعتبار أن الإبداع التشكيلي رسما ونحتا , ليس بازارا للعرض والطلب , وإنما هو عطاءات مميزة , تعود على الوطن بالتمايز والتفرد وبالمضمون الحضاري الذي يجوهر العارض وصولا إلى التفريد فالتحقيق … وهذا ما دفع بالكثير من المعارض والملتقيات إلى الهبوط للمستويات الدنيا , بدلا من الارتقاء صعدا , باختيارهم الأسمى والأعم والأشمل من النتاج الفني التشكيلي رسما ونحتا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *