رؤية الصدّيق حفتر لمستقبل ليبيا
لا شك في أنّ الحديث عن مستقبل ليبيا وما ينتظرها، يحتاج إلى مساحات واسعة ومتشعبة، لأنه يرتبط بعدة عوامل يتأثر بها الوضع في ليبيا، بما في ذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إلا أنّ هناك عناوين أساسية لا بدّ من التركيز
عليها، تبدأ قبل كلّ شيء بإنجازعملية المصالحة الوطنية التي تتقدم على ما عداها من عناوين ومهمات، خصوصاً من قبل رئيس لجنة المصالحة، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر.
ويرى الدكتور حفتر أنّ مستقبل ليبيا بحاجة بالدرجة الأولى إلى الاستقرار السياسي، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية. وهذا الاستقرار، لكي يتأمّن، بحاجة إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف الليبية المتنازعة، ما يمكن أن يُسهم في إيجاد حلول سياسية دائمة.
كذلك فإنّ مستقبل ليبيا بحاجة لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك الطرق والجسور والمرافق العامة، وهذا برأي الدكتور حفتر سيعزز النموّ الاقتصادي، ويُسهم في تحسين حياة المواطنين.
ومن العناوين التي يعمل عليها الدكتور الصدّيق حفتر، موضوع التنمية الاقتصادية وتعزيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة، مثل النفط، والغاز، والسياحة، والزراعة التي يمكن أن تُسهم في تحسين الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.
ولا ينسى الدكتور حفتر ضرورة التركيز على الاستثمار في التعليم والتدريب المهنيّ الذي يُسهم في تطوير مهارات القوى العاملة وتوفير فرص عمل أفضل، إلى جانب تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية، ما يُسهم في بناء مجتمع أكثر
استدامة وتوازناً، وكذلك التعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية التي يمكن أن تقدّم الدعم اللازم إلى ليبيا في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والتنمية.
فالليبيون ليسوا على استعداد للانتظار حتى عام 2040 أو 2050، كما يتحدث بعض الدراسات والرؤى والأفكار من أجل إحداث التغيير والانتقال إلى ليبيا المستقبل، بل يريدون إنجاز التحوّل الإيجابي خلال هذه الفترة، وفي أسرع وقت ممكن، وهم يركزون على أنّ ما يحتاجه الشعب الليبي اليوم، هو فرض الأمن وسيادة القانون. كذلك يريد الشعب الليبي النهوض بالأداء الاقتصادي وإصلاح المؤسسات المعنية بالتنمية البشرية من حالة الوهن والخمول إلى حالة الانطلاق والتطور، لأنّ الشعب الليبي يريد اقتصاداً مزدهراً، ويريد القضاء على سوء الإدارة وضعف الحوكمة اللذين يعوقان سرعة الإصلاحات وفعاليتها، والشعب الليبي يريد إنجاز كلّ هذه العناوين بسرعة، وفي مقدمها المصالحة الوطنية. لذلك، جرى الحديث عن رؤية ليبيا 2030 من أجل تحقيق رغبات الشعب الليبي وتطلعاته إلى التغيير والانتقال نحو الهدوء والاستقرار الذي يضمن مستقبل ليبيا وشبابها.
وإذا كان مشروع رؤية ليبيا 2030، الذي ممكن من خلاله تطوير الاستراتيجيات الوطنية وخطط تنفيذها، يهدف إلى إحداث تغيير كبير بحلول عام 2030، وهو محاولة لصياغة رؤية وطنية مشتركة للمساعدة في بناء توافق في الآراء بشأن احداث نقلة نوعية جبارة للبلاد خلال السنوات المقبلة، تعكس تطلعات الشعب الليبي وعزمه والتزامه التحول الاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي، فإنّ الدكتور الصدّيق حفتر يحرص على مواكبة كلّ ما من شأنه أن يُسهم في بناء مستقبل ليبيا المزدهر والمستقر، وهو يعمل على أكثر من صعيد في هذا المجال.