الصدّيق حفتر ومستقبل ليبيا الثقافيّ
لعلّ من العناوينِ والقضايا المهمةِ التي تحتاجُ إلى عنايةٍ ومتابعةٍ في ليبيا، موضوعَ التراثِ الثقافيِّ الغنيِّ لليبيا من جانبِ الشبابِ، وهذا من سُلَّمِ أولوياتِ رئيسِ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، الذي يُركّزُ على مختلِفِ اهتماماتِ الشبابِ الليبيِّ، ولا سيما الثقافيةِ، لكونهِ من المؤمنين بأنَّ ليبيا المستقبل سيبنيها الشبابُ المتميزُ بطاقاتِهِ وقُدُراتِهِ المختلفةِ.
ويُشددُ الدكتور الصدّيق على ضرورةِ تسليطِ الضوءِ على أهميةِ التراثِ الثقافيِّ الليبيِّ لمستقبلِ البلادِ وشبابِها، من خلالِ الاهتمامِ بكلِّ ما يُحققُ هذا الهدفَ، وخصوصاً تعزيزَ دورِ المواقعِ المدرَجةِ على لائحةِ اليونسكو كمواقعَ تراثيةٍ عالميةٍ.
ويؤكدُ الدكتور الصدّيق على أنَّ الشبابَ بحاجةٍ إلى فهمِ أهميةِ تراثِهِمِ الثقافيِّ كجزءٍ لا يتجزأُ من هُويَّتِهم، وحتى يتمكنوا من المحافظةِ عليه ونقلِه إلى الأجيالِ القادمةِ، ولا سيما أنّ معرفةَ المزيدِ عن تاريخِ ليبيا الثقافيِّ تُعزِّزُ الانتماءَ إلى ثقافتِها ومجتمعِها، وتربطُ الشبابَ بجذورِهم وتاريخِهم، وهذا يساعدُ على فهمِ الحاضرِ ونشرِ الوعيِ الثقافيِّ بالقضايا المجتمعيةِ.
وانطلاقاً من رؤيتهِ لمستقبلِ ليبيا الثقافيِّ، يرى رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق، أنه يُمكنُ تحقيقُ الكثيرِ إذا تشاركنا في رؤيةٍ واضحةِ المعالمِ لتوجيهِ جهودِنا الجماعيةِ، ودمجِ سياساتِ التنميةِ لدينا، وبذلِ الجهدِ من أجلِ مستقبلٍ أفضلَ لبلادِنا.
ويعتبرُ الصدّيق حفتر أنّ من واجبِ جميعِ الليبيين العملَ على حشدِ قواهم بغيةَ وضعِ البلادِ على مسارِ التنميةِ المستدامةِ، من خلالِ اعتمادِ نهجٍ تطلُعيٍّ نراجعُ فيه مؤسساتِنا، وسياساتِنا، وخططَنا القائمةَ، وأن نكونَ واثقين من أنفسِنا ومن قدرتِنا على التعلُّمِ من دروسِ الماضي، وإحداثِ التغييرِ المنشودِ، فتاريخُنا تاريخٌ غنيٌّ، تمتدُّ جذورُهُ العميقةُ إلى الحضاراتِ الإسلاميةِ والعربيةِ والأفريقيةِ، ولدينا قيمٌ راسخةٌ شكّلَتْها تقاليدُ التعاملِ الإيجابيِّ مع الثقافاتِ والبلدانِ الأخرى.
ويقولُ الدكتور حفتر إنَّ ليبيا المستقبل كدولةٍ لن تبدأَ من الصفرِ، بل يتعينُ علينا البناءُ انطلاقاً من قيمِها الثقافيةِ والاجتماعيةِ الغنيةِ التي رسمَتْ ملامحَ تأسيسِها في الماضي، وإنَّ المطلوبَ فسحُ المجالِ أمامَ إنجازِ المصالحةِ الوطنيةِ، والقيامُ بحركةِ مشاوراتٍ واسعةِ النطاقِ، بمشاركةِ منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، ووجهاءِ المجتمعِ المحليِّ وأعيانِهِ، ورجالِ الأعمالِ وأساتذةِ الجامعاتِ، والاتحاداتِ الطلابيةِ، والتجمعاتِ العماليةِ والمهنيةِ، والاتحاداتِ النسائيةِ، والروابطِ الشبابيةِ، ووسائلِ الإعلامِ، من أجلِ الحصولِ على إجماعٍ وطنيٍّ لمواجهةِ التحدياتِ الرئيسيةِ التي تعوقُ التقدُّمَ في ليبيا، والاستراتيجياتِ الممكنةِ لخلقِ مستقبلٍ أفضلَ يُعزِّزُ ويُمجِّدُ التراثَ الثقافيَّ الليبيَّ.
إنَّ مستقبلَ ليبيا الثقافيَّ والتراثيَّ، يحتاجُ كغيرِهِ من العناوينِ والقضايا المهمةِ، إلى تحقيقِ الاستقرارِ وإعادةِ الإعمارِ والتعافي وتحقيقِ النموِّ الاقتصاديِّ، وهذه العناوينُ بحاجةٍ إلى إنجازِ المصالحةِ الوطنيةِ لكي تتحقَّقَ.