نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة فلسطين: القيم الإنسانية تحطمت على أسوار فلسطين
زهور بن عياد- في وضع إنساني صعب، وحرب مدمرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، لا يزال الصمود الفلسطيني في أرض الأنبياء يصنع ملحمة كبرى، جعلت الكيان الصهيوني يتجرع مرارة الهوان والهزيمة والانكسار وهو يعتقد أنه يحقق أهدافه المزعومة.
حول تفاصيل الحرب في غزة وموقف العالم العربي والاسلامي والصمت الرهيب المثير للجدل إزاء ما يحدث في غزة الجريحة، أكد لنا أحمد ابراهيمي نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أن الحرب في غزة أصبحت حربا عبثية وأن كل القيم الإنسانية انهارت على أسوار فلسطين.
وأوضح ابراهيمي في حوارنا معه، أن غزة التي اتحد عليها الأعداء وخذلها الإخوان، اليوم أمام وضع انساني خطير جدا وغير مسبوق ، وإن لم يمت الفلسطيني بالصواريخ والدبابات يموت بالجوع، وذلك لرغبة المحتل وحلفائه في اذلال الفلسطنيين.
حرب التجويع
وعن تعامل الدول الغربية مع الوضع الإنساني في غزة أكد محدثنا قائلا: ” أنه في لحظة من اللحظات ضننا أن هؤلاء استفاقوا وأرادو أن يكونوا انسانيين ، فقالو ننقذ شعب غزة فراحوا بطائراتهم يطلقون عملية جوية لإنزال المساعدات، ومنها من سقط في البحر وجزء في الأراضي المحتلة وجزء تعمدوا أن يسقطوه أمام الجنود الاسرائليين حتى اذا هرع الناس ليلتقطوا المساعدات قتلوهم، فالجائع اليوم يقتل لجريمة أنه يحاول سد رمقه “.
وعن حرب الإبادة التي تتعرض لها فلسطين لفت أن غزة فيما سبق كانت سجن كبير مفتوح، واليوم نقول غزة ستباد، مشيرا بالقول ” بدأت العملية العسكرية في بداية الأمر لكي تحقق أهدافا في القضاء على المقاومة وتهجير الشعب واطلاق سراح الرهائن، ولكن بعد 6 أشهر لم يتحقق من هذه الأهداف شيئا، فالحرب اليوم أخذت شكل عبثي، أي قتل من أجل القتل ، حتى أن بايدن صرح وقلنا لعله تاب أو استرجع وعيه وقال أن 30 ألف التي سقطت في غزة لا علاقة لهم بالمقاومة معظمهم نساء وأطفال ولكنه لم يستطيع أن يوقف آلة الحرب التي لا تزال تحصد الارواح”.
جريمة مجمع الشفاء قد تكون أكبر من الجرائم السابقة
وفي سؤالنا عن الجريمة التي تحدث في مجمع الشفاء أكد ابراهيمي” أن المستشفيات في الأعراف والقوانين الدولية محمية، ولكن اليوم في مجمع الشفاء تم اعدام الجرحى واعتقال المدنيين والكوادرالطبية، ونظن أنه بعد انتهاءالعملية في المجمع ،ستشرق علينا شمس جريمة كبيرة لعلها أكبر من الجرائم”.
وفيما يتعلق بتهديد الكيان الصهيوني بإجتياح منطقة رفح الآهلة بالسكان قال نائب رئيس الإئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أن القصف في رفح لا يزال مستمرا، يوميا هناك شهداء ولكن الكيان الصهيوني وضع منهجية لكي لا يفتضح أمره وهي القتل بالتدريج”.
فالعملية البرية التي تحدث عنها نتنياهوا لن تضيف حسب محدثنا سوى أرقاما في القتل،لا فرق بين أن يقتل واحدا أو مائة، هم أرواح تزهق،وسواسية عند الله.
ويضيف ” يجب أن لا ندخل في لعبة الارقام ، وكأن جيش الإحتلال لم يرتكب شيا قبل إلا بعد اجتياح رفح، اجتاح الشمال وكان فيه أكثر من مليون ونصف فلسطيني، وقتل ما قتل ثم خان يونس وقتل ما قتل، ثم جاء دور رفح، لكن الأخطر أننا ننساق وراء خطط هم من رسموها، فالان يتبادر للناس أن الحل في غزة يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ونسينا أمر وقف اطلاق النار،نحن أمام معادلة غير مستصاغة في العقل، أن يتم تسهيل طريق المساعدات واذا دخل الجياع لأخذها تم قتلتهم.
ظاهرة الصمت تستدعي دراسة نفسية وسوسيولوجية
وفيما يخص الموقف العربي والإسلامي يقول ابراهيمي” أنا لا ألوم على ما يفعله الكيان الصهيوني أو أمريكا بل ألوم على هذه الأمة التي تعدادها 2 مليار ولم تستطع انقاذ شعب من الجوع”.
لما الصمت، يضيف” سؤال علينا أن نجد له إجابة، على مفكرينا ومختصين في علم النفس والاجتماع دراسه الظاهرة، لأن ما يحدث في فلسطين لا يحتاج الى روابط مشتركة كاللغة والدين، بل يحتاج للإنسانية ، نسميها بمهومنا الجزائري الرجولة والنخوة، لأن الرجولة قيمة وليست جنس”.
وأشار موضحا أن التقاعس العربي والإسلامي ساد كل المجالات، ليس في الجانب السياسي فحسب بل حتى المسيرات انعدمت ولو أردنا أن نركع الكيان الصهيوني لأستطعنا ذلك بالمقاطعةالإقتصادية،فالمشكل ليس في السكوت فقط بل هناك مواقف عربية مخزية على الأرض،هناك أكثر من 2000 شاحنة في معبر رفح بينها وبين الجياع صور،مابين الحياة والموت باب، فالقيم الانسانية كلها تحطمت وانهارت على أسوار غزة”.
الجزئر رافعت عن غزة في مجلس الأمن
وعن الدول الداعمة لفلسطين والثابتة في مواقفها أبرز ذات المسؤول دور الجزائر وجنوب افريقيا والبرازيل، مشيدا بدور جنوب افريقيا التي رفعت دعوة ضد الكيان الصهيوني، والجزائرالتي رافعت في مجلس الأمن وكان خطابها قويا، حتى بعد ما استعملت أمريكا حق الفيتو، قال المندوب الجزائري الجملة الشهيرة “غدا سنعود”، ومداخلة وزير الخارجية في الجامعة العربية كذلك والتي كانت كانت قوية جدا، فضلا عن خطابات الرئيس تبون الشجاعة و تحديه للعالم بقوله المقاومة ليست ارهاب.
ولكن ” لو أن كل الدول تتخذ موقف الجزائر لتغيرت المعادلة، فالكيان الصهيوني تمادى لما رأى هذا الصمت وسكوت الأمة، لا مسيرات لا مقاطعة لا مساعدات، بعد إبادة غزة سيكون الدور على مصر والأردن وكل الدول العربية، فالعرب والمسلمون لن يكون لهم ذكر واسرائيل قائمة”.
وفيما يتعلق بإتخاذ موقف عربي إسلامي يعيد لنا بعض الإعتبار أوضح ابراهيمي أنه على كل واحد منا أن يبحث عن مسؤوليته اتجاه القضية الفلسطينية، كما علينا استغلال كل أدوات الضغط لإيقاف الإبادة التي تتعرض لها غزة”.
المقاومة لا تزال قوية على أرض الميدان
منذ بداية طوفان الأقصى والمقاومة تكبد جيش الإحتلال الخسائر في العتاد والأرواح، بهذا أجاب محدثنا عن موازين المعركة على أرض الميدان،وأضاف “مازلت المقاومة قوية إلى يومنا هذا، وما مازال القنص وتدمير الدبابات، يوميا هناك إنجازات،والكيان الصهيوني نفسه يعترف بقتلاه، إلا المرتزقه المشاركين في هذه الحرب من 25 دولة لا يعلن عنهم”.
وعن رؤيته لنهاية هذه الحرب المدمرة أبرز نائب رئيس الأئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أن الرؤية غير واضحة لأن عوامل إنهائها غير موجودة، وقال في هذا الشأن”العدو الصهيوني يعتبر هذه الحرب معركة بقاء ووجود، كما أن نتنياهو لا يريد إنهائها، و بمجرد توقفها يحدث له انقلاب داخل الكيان الصهيوني، لأن المجتمع الصهيوني كذلك يتألم، فقد هاجرمنه الكثير ، كما أن سكان غلاف غزة نزحوا ونحن نعرف أن غلاف غزة هو السلة التي يتغذى منها الكيان الصهيوني”.
وختم ابراهيمي قولة أن إنهاء الحرب يتوقف على توحيد الرؤى والمواقف واتخاذ كل التدابير التي من شأنها الضغط على الكيان الصهيوني، لأن قضية نصرة فلسطين غير مرتبطة بالدين أو الوعي بل هي قضية نخوة ورجولة وإنسانية.