أعطَينا توجيهاتِنا بالمباشَرةِ بترجمةِ استراتيجيةِ عودةِ الكفاءاتِ الشبابيةِ منَ الخارجِ لإشراكِ الشبابِ في ورشةِ إعادةِ الإعمارِ والبناءِ
تلعبُ الكفاءاتُ الشبابيةُ المهاجرةُ عندَ العودةِ دوراً مهماً في نقلِ المعرفةِ والتكنولوجيا والمهاراتِ إلى بلدانِها الأصليةِ، وفي صياغةِ الاستراتيجياتِ والسياساتِ العمليةِ والعلميةِ (المتفرعةِ منها)، خصوصاً التي يجبُ اتّباعُها من هذهِ الكفاءاتِ عند العودةِ. ونحنُ نبذلُ كلَّ جهودِنا من خلالِ تواصلِنا شبهِ اليوميِّ مع شبابِنا الليبيِّ في بلادِ الاغترابِ لحثِّهم على العودةِ إلى وطنهم الحبيب ليبيا مرة أخرى، لأنهم -بطبيعةِ الحالِ- سيعودون بما اكتسبوا من خِبراتٍ ومعرفةٍ ومهاراتٍ في دولٍ متقدمةٍ اقتصادياً وعلمياً، وهذا يرفعُ من كفاءةِ بلدِنا وتنميتِهِ، ويُسهمُ في ازدهارِ اقتصادِهِ.
ونحنُ على ثقةٍ بأنَّ عملياتِ نقلِ المعرفةِ والمهاراتِ والخِبراتِ والأفكارِ والثقافةِ المكتسَبةِ من دولِ المهجرِ هي إحدى الوسائلِ المهمةِ لاستفادةِ البلدِ الأمِّ منَ الطاقاتِ الشبابيةِ الموعودةِ، إذ تؤثرُ إيجاباً في رأسِ المالِ البشريِّ في البلدانِ الأصليةِ. وتختلفُ قُدُراتُ المهاجرينَ على نقلِ هذه المهاراتِ والمعارفِ إلى البلدِ الأمِّ، باختلافِ نوعيةِ تلكَ الخِبراتِ، وكذلك مدى جَودةِ القنواتِ التي سيوفرُها بلدُنا، لتسهيلِ نقلِ التكنولوجيا والمعرفةِ.
لقد باتَ مقياسُ التقدمِ متصلاً اتصالاً وثيقاً بمدى تقدُّمِ المعرفةِ وإنتاجِها، ومن هنا نودُّ أن نتوجهَ إلى كلِّ شابٍّ من شبابِنا في بلادِ الاغترابِ بأنَّنا أعطينا التعليماتِ لكلِّ الوزاراتِ المعنيةِ بورشةِ إعادةِ الإعمارِ والبناءِ من أجلِ إعادةِ ليبيا إلى مصافِّ الدولِ المتقدمةِ في شمالِ أفريقيا، من خلالِ ترجمةٍ فعليةٍ للاستراتيجيةِ الخاصةِ بعودةِ هذه الكفاءاتِ والقائمةِ على الآتي:
تحسينُ الحالةِ الماديةِ للباحثين:
وتركزُ على رفعِ الحدِّ الأدنى للأجورِ لمكافأةِ أصحابِ الكفاءاتِ وتقديمِ حوافزَ ماديةٍ ترتبطُ بالبحثِ والإنتاجِ.
توفيرُ الحريةِ العلميةِ:
من خلالِ احترامِ الحرياتِ الأكاديميةِ وصيانتِها، وإعطاءِ الهيئاتِ الأكاديميةِ والعلميةِ حريةَ الوصولِ إلى مختلِفِ علومِ المعرفةِ والتطوراتِ العلميةِ وتبادلِ المعلوماتِ والأفكارِ والدراساتِ والبحوثِ.
وجودُ سياسةٍ علميةٍ تهدفُ إلى تفعيلِ البحثِ العلميِّ:
وهذا بإنشاءِ هيئةٍ عُليا مشترَكةٍ للبحثِ العلميِّ ، تنتمي إلى وزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العلميِّ، وتضمُّ ممثلينَ عنِ الجامعاتِ والقطاعِ الخاصِّ والمجلسِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ.
توفيرُ التمويلِ اللازمِ للبحثِ العلميِّ.
تحقيقُ الشراكةِ بينَ مراكزِ البحثِ في الجامعةِ ومؤسساتِ المجتمعِ المختلفةِ.
زيادةُ التعاونِ الخارجيِّ.
التخفيفُ من بطالةِ خريجي الجامعاتِ.
إنعاشُ الوضعِ الاقتصاديِّ في البلاد.
كذلك تتضمنُ الاستراتيجيةُ آلياتِ الاستفادةِ من الكفاءاتِ الليبيةِ في الخارجِ لمن لا تسمحُ له ظروفُهُ حالياً بالعودةِ، ومنها الدعوةُ إلى بناءِ شراكةٍ معَ العقولِ الليبيةِ المهاجرةِ. فالعلماءُ الليبيون اليومَ يتبوّأون أعرقَ المراكزِ العلميةِ والجامعيةِ والبحثيةِ والصناعيةِ، ويطورون الكثيرَ منها، ونأملُ منهم تلبيةَ دعواتِنا للمشاركةِ من مواقعِهم في بعضِ البرامجِ القائمةِ هنا، في مراكزِ البحثِ والجامعاتِ الليبيةِ، ليكونوا خيرَ عونٍ لأبناءِ بلدِهم ممَّن سيشاركونَ في ورشةِ البناءِ والإعمارِ.كذلكَ فإنَّ وجودَ عقولٍ ليبيةٍ ذاتِ خِبراتٍ وكفاءاتٍ متميزةٍ في الدولِ المتقدمةِ يساعدُ في الإسراعِ في عمليةِ نقلِ التكنولوجياتِ إلى ليبيا، وبذلكَ يحدثُ تكاملٌ علميٌّ بينَ العلماءِ الليبيينَ في الداخلِ والخارجِ.