رئيس حزب التجمع الوطني الليبي: لا سبيل إلاّ المقاومة وتحشيد الرأي العالمي انتصارا لفلسطين
محمد أبو الجدايل/ الجريدة الأوروبية العربية الدولية- بعد مرور أكثر من 7 أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة منعطفًا حاسما بتحرُّك جيش العدو نحو منطقة رفح وسيطرته على الجانب الفلسطينيّ من معبر رفح البري مع مصر، تواصلَ القصف الجوي للاحتلال على مخيم جباليا شمالي القطاع. وأطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة على مراكز الإيواء بالمخيم قبل إجبار مئات الفلسطينيين على مغادرة هذه المراكز.
ورغم الرفض الدولي وفي ضوء غطاء أمريكي يحاول العدو الصهيوني تدمير آخر ملاذات أهالي القطاع في رفح، إلاّ أن
كتائب القسام أعلنت أن مقاتليها يخضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال شرق شارع جورج في محور التوغل شرقي المدينة، واستهدفوا ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين.
دولياً لاقى الإعتراف الأممي بعضوية فلسطين الدائمة في منظمة الأمم المتحدة ترحيباً دولياً واسعاً، في حين تواصلت الإعتصامات الطلابية في الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، والتي ما تزال مستمرة منذ نحو أسبوعين دعما لغزة مقابل قطع الروابط مع المؤسسات الإسرائيلية.
أما مفاوضات وقف إطلاق النار باتت في خبر كان، فالمطالب التي يطرحها “نتن ياهو” في المفاوضات مُصممة لإفشال أية صفقة بقدر أكبر من الوصول إليها. كما أن تحرك جيش العدو نحو رفح بعد ساعات قليلة من قبول حماس مقترح الوسطاء القطريين والمصريين، يؤكد أن نتنياهو ليس مُستعدًا بعدُ لقبول صفقة تُجبره على الاعتراف بفشل تحقيق أهداف الحرب.
وعندما أعلنت حركة حماس قبولها مقترح الوسطاء، كانت تعلم مُسبقًا أن نتنياهو سيُعارضه. لذلك، كان قبولها مُصممًا بدرجة أساسية لكشف خديعة نتنياهو أمام العالم، وإفساد اللعبة المزدوجة التي مارسها مع الأميركيين خلال الأسابيع الماضية من المفاوضات؛ لإظهار أنّ الحركة عائق أمام إنجاز الصفقة.
في خضمّ هذه التطورات وفيما يحتدّ المشهد على المستوى الدولي، أجرت الجريدة الأوروبية العربية الدولية حوارا مع رئيس حزب التجمع الوطني الليبي الدكتور أسعد زهيو، أجاب خلاله عن عدّة تساؤلات تثير حفيظة المتابعين لتطورات المنطقة.
فيما يلي نصّ الحوار:
– لماذا لم يتمكن المجتمع الدولي في رأيكم من وقف آلة القتل الصهيونية؟ وما هو الحلّ لمثل هذه الأزمات في نظركم؟
ج: لم يتمكن المجتمع الدولي من إيقاف آلة القتل الصهيونية لأنها ببساطة مدعومة من طرف الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وكل المعسكر الغربي بما فيه حلف الناتو المتأهب لتسخير كل قوته العسكرية البحرية والجوية والبرية واللوجستية لمواجهة اي خطر يتهدد كيان العصابات الصهيونية في فلسطين.
أما الحل لهذه الأزمة المأساة فلا سبيل لها وفق المعطيات الحالية إلاّ المقاومة والاستمرار في تحشيد الرأي العالمي انتصارا لقضية الفلسطينيين العادلة، وحقهم في ارضهم، وإقامة دولتهم وان يعيشوا فوقها بحرية وسيادة وكرامة. فيتنام، الجزائر، جنوب افريقيا، وغيرها نماذج للمقاومة المستميته حتى يتحقق الاستقلال وينتهي الاحتلال.
– وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة مؤخرا على مشروع قرار يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر بإيجابية في مسألة حصول فلسطين على العضوية الكاملة، وذلك في قرار يحمل طابعا رمزيا بسبب الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، ما أهمية القرار في رأيكم؟ لماذا تواصل واشنطن عرقلة أي قرار يمنح الفلسطينيين حقوقهم الشرعية؟
ج: أهمية القرار تكمن في دلالاته المعنوية التي تظهر كيف ان الحق الفلسطيني قد استقر تماما في وجدان الدول والشعوب المنحازة للحق والرافضة للهيمنة والطغيان وان تنامي هذا الشعور وما يستتبعه من مواقف سياسية وانسانية على المستوى الدولي سوف يقزم ويحاصر قوى الاستكبار الدولي ويجعلها تتراجع عن غطرستها واستهانتها بالارادة الدولية.اما لماذا تواصل واشنطن رفضها منح الفلسطينيين حقهم المشروع في الدفاع عن انفسهم وتمكينهم من بناء دولتهم فبسبب تعارض ذلك مع الصلف والغطرسة والاحتلال الصهيوني الذي يسعى بقوة لبناء دولته من نهر الفرات الى نهر النيل.
– شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم مظاهرات منددة باستمرار العدوان على غزة، ومطالبة بالوقف الفوري فيها، مظاهرات قوبلت بقبضة حديدية في أمريكا وبعض الدول الغربية، لماذا أثارت هذه الاحتجاجات ذعر الغرب؟ وهل لها تأثير على وقف العدوان على غزة وإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني للعالم؟
ج: الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية والجماهيرية وكل مظاهر الرفض والتنديد بالعدوان وجرائم الابادة التي ترتكبها عصابات الكيان الصهيوني، دليل على استنكار الضمير الانساني لما ترتكبه تلك العصابات من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، وذلك يمثل حكم من محكمة شعوب الأرض بالإدانة والتجريم لهذه المجازر المروعة، وذلك ما يخيف حكومات الغرب العميلة المتواطئة مع العصابات الصهيونية التي تعتقد انها بحكم القوة صارت فوق الضمير الانساني وقواعده، هذه الحشود العارمة التي انطلقت في كل عواصم العالم تندد وتستنكر العدوان على غزة خاصة أثبتت ان الفلسطينيين ليسوا وحدهم وان غزة لا تقاوم وحدها، وان المظلومية التي لحقت بشعب فلسطين قد استقرت في الوجدان والضمير العالمي، وان العدوان والظلم سوف ينتهي عاجلا او آجلا ويعود الحق لأصحابه.