الصدّيق والأدبُ الليبيُّ
بإحساسِهِ المُرهَفِ وثقافتِهِ الواسعةِ، وعشقِهِ لوطنِهِ، وحبِّهِ للشِّعرِ بكلِّ أنواعِهِ، نَظماً وقراءةً، يُولي رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، أهميةً خاصةً للأدبِ في ليبيا، باعتبارِهِ أحدَ أركانِ المنظومةِ الثقافيةِ الليبيةِ التي يجبُ الاهتمامُ بها وتعزيزُها وتطويرُها بما يتماشى مع تطوراتِ العصرِ، ولا يبتعدُ عنِ التراثِ الأدبيِّ الليبيِّ.
فالأدبُ يؤدي دوراً مهماً في إصلاحِ المجتمعاتِ وتطويرِها، ويُسهمُ في تاريخِ الحضاراتِ والشعوبِ، ويُنمّي المعرفةَ ويُسهِمُ في تهذيبِ النفسِ من خلالِ لغتِهِ الشاعريةِ. لذلك تميّزَ الأدبُ العربيُّ، منذُ العصرِ الجاهليِّ حتى العصرِ الحديثِ، بأنَّهُ كان بمثابةِ تسجيلٍ تاريخيٍّ لوقائعِ العربِ ونظرتِهِم للحياةِ وفلسفتِهم في العيشِ.
أما الأدبُ الليبيُّ، فيتميّزُ بالإبداعاتِ السرديةِ والشعريةِ، التي تمنحُهُ المزيدَ من الإنتاجاتِ المميزةِ، دونَ أن ينفصِلَ عن حضارتِهِ وبيئتِهِ، ولا سيما أنّ الأديبَ يمتلكُ شارةَ انطلاقِ الخيالِ.
ويؤكدُ الدكتور حفتر ضرورةَ الدعمِ والتشجيعِ لهذا التميُّز للأدبِ الليبيِّ الذي يجمعُ في تنوعِهِ بينَ الرؤى الكونيةِ والمشاهَداتِ الحيّةِ.
ويُشير الدكتور الصدّيق، وهو الشغوفُ بالأدبِ والشعرِ والثقافةِ، إلى أنّ الأدبَ الليبيَّ، وخصوصاً في الروايةِ، يبقى مؤثِّراً وله خصوصيتُهُ، وهو بحاجةٍ إلى الرعايةِ والاهتمامِ المتواصلَين.
ويُشدِّدُ الدكتور حفتر على ضرورةِ إيلاءِ الواقعِ الأدبيِّ عموماً، الاهتمامَ اللازمَ من أجلِ إبرازِ حقيقةِ الإبداعِ الليبيِّ وإيصالِهِ إلى العالمِ.
ويؤكدُ الدكتور الصدّيق أنَّ أدباءَ ليبيا وشعراءَها نجحوا، من خلالِ نصوصِهِمِ السرديةِ والشعريةِ، في تقديمِ رؤىً جديدةٍ تعبِّرُ عن أصالةٍ وتعكِسُ كلَّ الحضاراتِ التي مرَّتْ على تلكَ الأرضِ المتميّزةِ بمبدعيها.
ولا يترددُ الدكتور الصدّيق في دعمِ وتعزيزِ كُلِّ نشاطٍ ثقافيٍّ وأدبيٍّ، قد يُسهِمُ في ابتكارِ أفكارٍ جديدةٍ، خصوصاً لدى جيلِ الشبابِ الذي سيكونُ له الدورُ البارزُ والأساسُ في بناءِ مستقبَلِ ليبيا على مختلِفِ الصُّعُدِ، ومنها الأدبُ والشِّعرُ والروايةُ وكلُّ ما يُبرِزُ تاريخَ ليبيا الأدبيَّ.
ولأنَّ الأدبَ كلُّ إنتاجٍ جميلٍ من نتاجِ الكُتّابِ نظماً ونثراً، وهو معنويٌّ غيرُ ماديٍّ، فإنَّ الدكتور حفتر يرى أنَّ الأدبَ الليبيَّ هو ذلكَ الأدبُ الذي تشكَّلَ ونُظِمَ على هيئةِ شعرٍ وقصةٍ وحكاياتٍ وأسطورةٍ ومَثَلٍ ولغزٍ، وهو إنتاجٌ معنويٌّ برزَ من البيئةِ الليبيةِ بخصائصِها كافةً، وبتنوُّعِ مكوِّناتِها وأقاليمِها ومدنِها كافةً.