ليبيا رؤيةٌ مستقبليةٌ تحاكي التغييرَ المنشودَ
لا يبدو صعباً على الإطلاقِ، وعلى عكسِ ما يعتقدُ الكثيرون، أنّ إحياءَ ليبيا من جديد، وجعلَها تحظى باهتمامٍ محليٍّ ودوليٍّ، مهمّةٌ مستحيلةٌ، ما دامتِ الإرادةُ موجودةً لإزالةِ كلِّ المعوّقاتِ التي تعترضُ طريقَ هذا البلدِ الأفريقيِّ المميَّزِ الطامحِ مع شبابِهِ الوطنيِّ إلى الوصولِ إلى الاستقرارِ والديمقراطيةِ والرخاءِ.
ينتظرُ مواطنو ليبيا تنقيحَ مشروعاتِ هذا التحوُّلِ وتحويلَها إلى برامجَ تحاكي طموحاتِهم كي لا يُضطَروا مُجبَرين إلى تركِ بلدِهِمِ الأُم، فتراهم يتوقون إلى تطبيقِ رؤيةٍ واضحةٍ لتحقيقِ الاستقرارِ الأمنيِّ والاجتماعيِّ والسياسيِّ، والوصولِ إلى تنميةٍ اقتصاديةٍ وبشريةٍ وإصلاحاتٍ لا تقتصرُ على قطاعٍ واحدٍ، بل تطاولُ كلَّ ما يجبُ أن تطاولَهُ من قطاعاتٍ ومؤسَّساتٍ للوصولِ إلى تطبيقِ رؤيةٍ مستقبليةٍ أفضل.
هي “ليبيا المستقبلُ، ليبيا الوطنُ، ليبيا الرابطُ الوثيقُ بين أبنائها كافةً”، التي يسعى إليها الدكتور الصدّيق حفتر، الذي يُطلقُ النداءَ إلى جميعِ مكوِّناتِ مجتمعِهِ “للتكاتُفِ وبذلِ الجهودِ من أجلِ مستقبلٍ أفضلَ، وذلك باتِّباعِ سياساتٍ تنمويةٍ واعتمادِ نهجٍ تطلّعيٍّ تُراجَعُ من خلالِهِ كلُّ السياساتِ والخططِ، ويُتعَلَّمُ من دروسِ الماضي وتُتَّخَذُ العِبرُ منها لإحداثِ التغييرِ المنشودِ”.
تتمتّعُ ليبيا بقيمٍ ثقافيةٍ واجتماعيةٍ جمّةٍ، لكنّها تحتاجُ إلى الأمنِ والسلامِ والاستقرارِ وإعادةِ الإعمارِ من أجلِ تحقيقِ هذا المستقبلِ الأفضلِ. ويرى الدكتور حفتر أنه “ربما يكونُ التحدي الأكبرُ هو الحوارَ والتشاورَ بينَ الفئاتِ الليبيةِ كافّةً، بما في ذلكَ مؤسساتُ المجتمعِ المدنيِّ وممثلون عنِ القطاعينِ العامِّ والخاصِّ من أجلِ إيجادِ رؤيةٍ مشتركةٍ للمستقبلِ”.
ولا بدّ، من وجهةِ نظرِهِ، “منَ العملِ على وضعِ خططٍ شموليةٍ واسعةٍ وضمانِ تحقيقِ أهدافِ هذه الرؤيةِ عبرَ تنفيذٍ جِدِّيٍّ وشفّافٍ لهذه الخططِ، وتخصيصِ ميزانياتٍ محدّدةٍ تكونُ مرتبطةً بنظامِ رصدٍ وتقويمٍ بحسبِ مستوى الأداءِ وتوجيهِ المسؤولين في البلادِ، ولا سيّما الحكومةُ، نحوَ تعزيزِ الاستدامةِ، لما لها من أهميّةٍ قصوى”.
الشعبُ الليبيُّ توّاقٌ إلى إنجازِ هذا التحوّلِ الإيجابيِّ، وهو ما يلحظُهُ الدكتور حفتر جيّداً، تحوّلٌ يحاكي تطلّعاتِ الشعبِ الليبيِّ في التغييرِ، اليومَ قبلَ الغدِ، محفِّزاً “النهوضَ بالأداءِ الاقتصاديِّ للوصولِ إلى اقتصادٍ مزهرٍ وإصلاحِ المؤسَّساتِ المعنيةِ بالتنميةِ البشريةِ، والقضاءِ على سوءِ الإدارةِ وضَعفِ الحوكمةِ اللذين يعوقان بنحوٍ سلبيٍّ سرعةَ الإصلاحاتِ وفعاليتِها”.
إنّ العملَ نحوَ إنجازِ رؤيةٍ وطنيةٍ مشترَكةٍ، والسعيَ لتنفيذِها سيكونُ حتماً نُقلةً نوعيةً لليبيا، تعكِسُ تطلّعاتِ مواطنيها، والتزامَ التحوُّلِ الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ والديمقراطيِّ الفوريِّ، وستكونُ ليبيا أفضلَ مع غدٍ أفضلَ.