المرجع الشيخ أمين الصايغ: شُهدائُنا هم شهادةُ الحقِّ بأنَّ الجولانَ هو مَعقِلَ العروبةِ والكرامةِ والإباء
وجّه المرجع الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز الشيخ ابو يوسف امين الصايغ رسالة لاهالي الجولان العربي السوري المحتل على أثر الاحداث الاخيرة هذا نصها:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
رسالةُ الْمَرْجَعِ الرُّوحِيِّ الشَّيْخ أَبُو يُوسُف أَمين الصَّايِغ إلى أبناءِ طائفةِ الموحدينَ الدُّروزِ في الجولان العربيّ السُّوريّ على أثرِ الفاجعة الَّتي ألمَّت بهم.
{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} صدق الله العظيم
وانبلجَ صباحَ هذا اليومَ الحزينَ أشدَّ كُلوحًا مِنَ اللَّيلِ، فأمسٍ قد أصابَ الشَّمسُ جُرحًا في مجدَلِها!
يا أهلُنا في مجدل شمس.. إنَّما شُهدائُنا هم شهادةُ الحقِّ بأنَّ الجولانَ هو هو يبقى مَعقِلَ العروبةِ والكرامةِ والإباء..
وسيَبقى الإباءُ أبدًا نِتاجَ القضايا الحقّة. وما بينَ العروبةِ والقضايا الحقَّة وريدٌ ينبِضُ هناك ويَنزِفُ هنا..
وهكذا النُّفوس الأبيَّة تَسَربَلَت الشَّهادةَ إثباتًا لقيمةِ الوطنِ والأرضِ التي ما تنازَلْتُم عنْهَا يومًا.. والقيمِ التوحيديَّة والإنسانيَّة. فالأرضُ لولا دماءُ شهدائِنا تَأجنُ والزَّمن لولا هذه القيمُ يأسن!
وإذا غَدَرَت اليومَ يَدٌ أثيمةٌ وقبيحةُ الفعلِ، فيَقيني أنَّ هذا الغدرُ الفاجعُ في أطفالِنا لن يَترُكَ فراغًا ولنْ يُثني الرجالَ والنساءَ المناضلينَ عَنْ القيمِ والمبادئِ المعروفيَّةِ وعنِ السَّيرِ قُدُمًا في اتِّجاهِ الهدفِ النَّبيل.
يا أبناءَ الطائفةِ المعروفيَّة،
إنَّ المنطقةَ تمرُّ بمنعطفٍ خطيرٍ، والتَّاريخُ إنْ حكى سيروي كيفَ أنَّ طائفةَ الموحدينَ الدُّروزِ كانت وستبقى ركيزةَ العروبةِ وفي طليعةِ المقاومينَ والمدافعينَ عن القضايا العربيَّةِ. وأنَّنا قومٌ رسَّخنا وجودَنا في التَّاريخِ على قيمٍ خُلقيَّة، نَنشِدُ الخيرَ والسَّلامَ للجميعِ، ونحرصُ على تحقيقِهِ لكلِّ البشر بقدرِ إمكاناتِنا الروحيَّةِ والماديَّةِ. واعلموا أيُّها الإخوةُ إنَّ طائفةَ الموحدينَ الدُّروز تجمعُها وحدةَ المسارِ والمصير، فتنبَّهوا لمحاولاتِ زرعِ الشتات بينَكُم ومحاولاتِ سلخِكُم عن محيطِكُم. فندائي لكم ألّا تسمحوا لأصحابِ الفِتَنِ مِن استغلالِ هذا الجرحُ الغائرُ في قُلوبِنا جميعًا لتنفيذِ مآرِبِهم.
وبعد، لهفي عليكُم عوائِل الشُّهداءِ وأبناء مجدل شمس الصابرين..
{سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
الصَّبرُ امتحانٌ ذاقَ أيُّوبُ علقَمَه واللهُ سبحانه لم يبتلِ أيُّوبَ ليُهلِكُهُ، وإنَّما ابتلاهُ ليَمتَحِنَ صَبرَه، ليقولَ عنه: إنَّا وجدناه صابِرًا نِعمَ العبدُ إنَّه أوَّابُ. وكان أيُّوب عليه السَّلام دائم العودةِ إلى الله بالذكرِ والشكرِ والصبر، وكان سببَ نجاتِه وسرّ ثناء الله عليه. {وإنَّما يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
ويَبقى الجولان محفوظ بالعنايةِ الإلهيَّة.. والسَّلام
الأحد 22 محرَّم 1446ه – 28 تمُّوز 2024م