القاسم المشترك بين أحداث 11 أيلول 2001 وجريمة الضاحية 17 أيلول 2024
ناجي أمهز- البداية يجب على بيئة المقاومة التقيد التام والالتزام الصارم والدقيق جدا بما يصدر عن المقاومة فقط، وان يكون الجميع في تعاون كلي كما يحصل في الدول الكبرى التي تتعرض لازمات كبيرة وخطيرة.
في الحياة، الأخطاء الكبرى واردة حتى في أعظم الدول وأكثرها تقدمًا وتطورًا في التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، في 11 أيلول 2001، تسببت عملية إرهابية في استهداف برجي مركز التجارة العالمي في مانهاتن، أمريكا، مما أدى إلى مقتل 2977 شخصًا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، مع تلوث هائل غطى سماء المدينة.
في تلك الفترة، ضجت وسائل الإعلام العالمية، وامتلأت شاشات الفضائيات بالمحللين الأمنيين والسياسيين. حتى الشعوب التي تعيش في مناطق نائية مثل مجاهل إفريقيا، والتي تفتقر إلى أبسط الخدمات كالكهرباء، قدمت نقدًا للإدارة الأمريكية حول كيفية حماية أجوائها ومنع حدوث مثل هذه الكارثة.
ما حدث في مانهاتن لا يوصف ولا يمكن تصديقه بسهولة، فقد هزَّ صورة أمريكا باعتبارها الدولة التي تعتبر نفسها شرطي العالم. وجاء الانتقاد بسبب نجاح بضعة أشخاص غير أمريكيين، ولا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، في تجاوز أنظمة الأمن والسيطرة على الطائرات، مما أدى إلى ضرب برجي التجارة العالميين.
وعلى مر السنين، كُتب ملايين الصفحات من التحليلات، وعُرضت مئات الآلاف من الساعات من البرامج الوثائقية والنقاشات حول تلك الأحداث. ومع ذلك، أظهرت التحقيقات أن السبب الحقيقي وراء أحداث 11 أيلول كان له علاقة بشركة نفط تديرها مجموعة صهيونية اسرائيلية تسعى للسيطرة على أفغانستان، بهدف تمرير أنابيب نفط والحصول على معادن مثل الليثيوم. وقد وضعت شركة النفط خطة لوقف اعتراضات الشعب الأمريكي الذي كان حينها غاضبًا من شراكة هذه الشركة مع بعض الافغان والافغان العرب بسبب الاعمال الارهابية التي طالت بعض البعثات او التواجد الامريكي في المنطقة، وكان من أعضاء مجلس إدارة شركة النفط العملاقة، رامسفيلد وكرزاي وديك تشيني وغيرهم كثير.
وبعد تحقيقات معقدة شارك فيها نخبة الاطباء النفسيين ورجال الامن المحترفين، كانت خلاصة التحقيقات ومفادها: “من يعبد المال يمكن بكل سهولة استعباده”. هذه الحقيقة تفسر الكثير مما يجري في العالم. فالمال كان الوسيلة التي مكنت هذه الشركة من تجاوز العقبات، والتحكم في القرارات الكبرى، والمال بالنسبة للدول ليس الا عبارة عن اوزان من الورق تدفع لاستخدام شخص ما بمهمة رخيصة دنيئة حقيرة، وكل ما زاد الجهل او الادعاء عند الاشخاص كلما كان بالامكان السيطرة عليهم.
واصبح هناك عرف متبع بل قاعدة اساسية لا يمكن تجاوزها انه عند الاشتباه بتورط شخص ما له منصبه او وظيفته فان اول ما يجب عمله وفعله هو ان تبدا التحقيقات في البحث عن مصدر ثرواته وكيف جمع امواله، وبحال ان جمع ثروته على حساب وقته في الوظيفة فانه يتم معاقبته بجرم الاهمال الوظيفي، او استغلال وظيفته، وبحال لم يستطع تبرير مصدر الاموال فانه حتما ليس الا خائن يجب معاقبته، وهذا النهج يؤدي في النهاية إلى استقامة الأمور، وصون الدول، وتطور الشعوب.
وبعد احداث 11 ايلول 2001 تم تفعيل قانون مكافحة تمويل الارهاب، لان تمويل الارهاب شيء بسيط للغاية ويمكن استغلال ضعاف النفوس باي عملية ارهابية كالتي قامت بها اسرائيل في الضاحية الجنوبية.
اذا كما أصابت أحداث 11 أيلول أمريكا بصدمة أمنية كبيرة، فإن جريمة الضاحية في 17 أيلول 2024 تمثل نكسة أمنية مشابهة، وإن كانت بحجم أقل.
إذا كان بضعة أشخاص قاموا باجسادهم وقد نجحوا في اختراق الأمن الأمريكي، فمن الطبيعي أن تتمكن دولة معادية كإسرائيل من تنفيذ اختراق أمني من هذا النوع الالكتروني، مما أدى إلى استهداف عدد كبير من أفراد المقاومة.
من حق الجميع ان يساءل: كيف حدث هذا، خاصة وأن اجهزة البيجر المستخدمة في هذه العملية هي محصورة بنخبة معينة مما يعني بان من يستخدم هذه التقنيات هم فئة محددة وهذا الامر يسهل رصد اجهزة البيجر أو تعقبها؟ لانها غير منتشرة على نطاق واسع بين العوام ليصعب تتبعها او تميزها عن غيرها.
كما انه قد يبادر البعض الى طرح نقطة جدلية تقول أن العدو الإسرائيلي نجح في إصابة نخبة قتالية لا يمكن تعويضها بسهولة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية تعويض الجرحى ومواصلة المهام الموكلة إليهم، او من سيحل مكانهم ويستلم مهامهم.
هل يعني بان هناك اشهر ثقيلة تمر الان على المقاومة ام ان الامر سيشكل عامل اساسي لتطوير اليات العمل وملئ الشغور واكمال المهام رغم ضخامة الحدث.
نحن اليوم أمام لحظة مفصلية تتطلب منا التحلي بالمسؤولية الكاملة والتعامل مع هذه الأزمة كما تعامل الشعب الأمريكي مع أحداث 11 أيلول. يجب أن نثبت للعالم أننا قادرون على مواجهة التحديات، وأن مصير أمتنا المقاومة يعتمد على قوة إرادتنا ووحدتنا، وتطور وعينا وصلابة موقفنا.
لذلك، أهيب بالجميع الالتزام الكامل بتوجيهات المقاومة، والابتعاد عن الأصوات التي لا تقدم سوى النقد والتحريض وبث الفراغ الذي يساهم بتشتيت العقل، والابتعاد عن الفضائيات وعدم تضييع الوقت على السوشيال ميديا للاستماع الى من هم مع المقاومة او ضد المقاومة، الذي يجب الاستماع اليهم فقط هو ما يصدر عن المقاومة تحديدا.
الان وقت العمل، علينا التوجه جميعنا الى العمل (حي على خير العمل)
يجب أن نرفع حالة التأهب إلى أقصى حدودها، لأن الأمة المقاومة اليوم مهددة في وجودها ودورها.
ختامًا
الأمم تنهض بالنخب. علينا أن نكون على مستوى التحديات والمحن التي تواجهنا، وأن نواصل مسيرتنا نحو القمة، رافعين راية النصر للإنسانية التي ندافع عنها في مواجهة الإجرام والإرهاب الإسرائيلي.
كما ان اسرائيل لم تستهدف الضاحية والمقاومة فقط بل استهدفت كل شيء في العالم، ويجب على أمريكا واوروبا أن تتحمل المسؤولية كاملة، وخاصة الشركات المصنعة للأجهزة. إسرائيل أسقطت منظومة الاقتصاد العالمية.
كل ما يجري في لبنان ليس إلا البداية لسقوط النظام العالمي بأكمله. لقد كشفت إسرائيل أن كل ما تدعيه دول العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة والشركات العملاقة، عن احترام الخصوصيات هو مجرد أكاذيب.
أعتقد أن العالم الحر، وفي مقدمته شعوب أمريكا وأوروبا، سيزحفون للدفاع عن خصوصياتهم بعد ما تبين أن بيانات سبعة مليارات إنسان في يد إسرائيل وتسيطر عليها لخدمتها.