وسط احتجاجات عارمة.. رئيسة وزراء بنغلاديش تستقيل من منصبها وتغادر البلاد

تتسارع الأحداث في بنغلاديش، فقد استقالت رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة، من منصبها وغادرت البلاد، بعد أن ارتفع سقف الاحتجاجات وزخمها من رفض نظام حصص التوظيف الحكومي إلى المطالبة بإسقاط حكمها.

أعلنت رئيسة الوزراء في بنغلاديش، الشيخة حسينة، الاثنين، استقالتها من منصبها، وغادرت البلاد، وذلك بعد أن اقتحم محتجون على حكمها مقرها الرسمي في العاصمة دكا، في خضم موجة اضطرابات بدأت رفضاً لنظام حصص التوظيف الحكومية.

وجاء هذا التطور بعد أن اقتحم محتجون مقر الإقامة الرسمي لرئيسة الوزراء في العاصمة، متحدين حظر التجول الذي أعلنه الجيش.

ودخل الآلاف من هؤلاء إلى المقر بعد أسابيع من التظاهرات العنيفة والاشتباكات مع قوات الأمن.

وجه قائد الجيش في بنغلاديش، الجنرال واكر الزمان، كلمة متلفزة إلى الشعب أكد فيها استقالة الشيخة حسينة، مشدداً على وجود محادثات جارية لتأليف حكومة مؤقتة تتولى إدارة شؤون البلاد.

وقال قائد الجيش: “سنعيد السلام إلى البلاد ونجري محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة”.

وأضاف: “الجيش سيجري تحقيقاً في كل عمليات القتل التي حدثت على مدى الأسابيع الماضية”، مؤكداً “ألا حاجة لفرض حظر التجوال أو أي إجراءات طوارئ في البلاد”، وذلك بعد أن فرضت السلطات حظراً للتجول في ساعات حكم الشيخة حسينة الأخيرة.

وتابع: “نطالب المواطنين بالكف عن العنف والثقة في الجيش، وأدعو الطلاب للهدوء والعودة إلى منازلهم”.

وخلال نهاية الأسبوع الماضي، ارتفعت حدة الاضطرابات في البلاد، إذ سقط نحو 100 قتيل في المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن وعناصر من حزب رابطة عوامي الحاكم الذي تتزعمه حسينة.

وقتل 95 شخصاً في العاصمة دكا، الأحد، بينهم 14 عنصراً من قوات الأمن، بحسب صحيفة محلية، كما أصيب المئات في الاشتباكات.

وبعد هذا اليوم الدامي، تعهد محتجون بالزحف نحو العاصمة للمطالبة بإسقاط حكومة الشيخة حسينة، في تحد لحظر التجول الذي أعلنه الجيش بعد الاشتباكات ويشمل الحظر العاصمة ومناطق أخرى.

وتزامن ذلك مع قطع خدمة الإنترنت، الذي بدأ بوقف هذه الخدمة لمستخدمي الهواتف الذكية الأحد، ثم امتد لكل مستخدمي الإنترنت الاثنين، وذلك في محاولة من طرف السلطات لكبح الاحتجاجات. وعادت الخدمة في وقت لاحق، الاثنين.

تشهد بنغلاديش احتجاجات منذ أسابيع، يخرج فيها طلبة يطالبون فيها بإنهاء نظام الحصص في التوظيف الحكومي، لكن سرعان ما لبثت أن تحولت الاحتجاجات إلى تحد حكم الشيخة حسينة وحزبها الحاكم.

وحاولت الحكومة قمع هذه الاحتجاجات بالقوة، فسقط نحو 300 قتيل، وجرى اعتقال 11 ألفاً خلال الأسابيع الأخيرة.

كما اتهمت الشيخة حسينة المحتجين بأنهم “مخربين” واعتبرت أنهم صاروا “مجرمين ويجب التعامل معهم بقبضة من حديد”.

ويقوم نظام التوظيف في بنغلاديش على منح 30 % من إجمالي الوظائف الحكومية لعائلات الجنود الذي شاركوا في حرب استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1973، وهو ما يراه المحتجون غير عادل.

ومع تصاعد الاحتجاجات، قضت المحكمة العليا للانتخابات بخفض النسبة إلى 5 %، وتخصيص 93 % من الوظائف على أساس الجدارة فقط، لكن الاحتجاجات استمرت وركزت على مساءلة المتورطين في أعمال العنف ضد المحتجين.

نهاية حكم عمره 15 عاماً
وغادرت الشيخة حسينة مع شقيقتها البلاد على متن مروحية عسكرية، لتنهي بذلك حكماً وصلت مدته إلى 15 عاماً. وكانت السيدة البالغة من العمر (76 عاماً) قد انتخبت لولاية رابعة على التوالي في يناير/كانون ثاني الماضي، في تصويت قاطعه معارضوها السياسيون.

وأثارت تلك الانتخابات تساؤلات حول مدى نزاهة التصويت وحريته، خاصة أنه جرى سجن الآلاف من المعارضين في الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات.

لكن حكومة الشيخة حسينة دافعت عن الانتخابات واعتبرتها “ديمقراطية”.

وتعد الشيخة حسينة الحاكم الأطول بقاءً على كرسي السلطة في بنغلاديش، الدولة ذات الغالبية المسلمة التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة، وتقع بين الهند وميانمار.

واتهم المعارضون الشيخة حسينة بأنها تتحول نحو الحكم الاستبدادي، ووصفوها بأنها “تهديد للديمقراطية”، ورأى كثيرون أن الاحتجاجات التي أطاحتها كانت نتيجة لحكمها الاستبدادي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *