“سلامٌ هشّ أم استقرار مستدام .. الشرق الأوسط بين رؤى ترامب وبايدن”
تحليل سياسي / سمير السعد – لا يزال الشرق الأوسط مسرحًا للأحداث الكبرى، حيث تتشابك مصالح القوى الإقليمية والدولية مع واقع مليء بالتحديات السياسية والاقتصادية. منذ تولي ترامب الرئاسة الأمريكية في ولايته الأولى، وحتى إدارة بايدن، أصبح مفهوم السلام والاستقرار في المنطقة مثار جدل واسع، مع وجود اختلافات جوهرية في السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
ترامب اعتمد في ولايته الأولى نهجًا يعتمد على “الاتفاقيات السريعة ” التي صُنفت غالبًا بأنها “سلام اقتصادي”. ومن أبرز هذه الاتفاقيات “اتفاقيات أبراهام” التي قادت لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني ، ولكنها كانت محدودة التأثير في معالجة جذور النزاعات، مثل القضية الفلسطينية.
سياسة ترامب ركزت على تعزيز التحالفات مع الأنظمة التي تملك مصالح متقاطعة مع واشنطن، متجاهلًا التوازنات الداخلية في تلك الدول.
هذا النهج أدى إلى خلق تحالفات قصيرة الأمد لكنها لم تحقق استقرارًا دائمًا.
مع وصول بايدن، تحولت السياسة الأمريكية إلى “الدبلوماسية التقليدية ” ومحاولة إعادة ترتيب الأولويات بما يتماشى مع التركيز على ملفات حقوق الإنسان، والعودة للاتفاق النووي الإيراني.
بايدن تعامل مع المنطقة بنظرة أقل انحيازًا، محاولًا التخفيف من التدخل العسكري المباشر.
ومع ذلك، أثارت هذه السياسة ارتباكًا لدى حلفاء واشنطن التقليديين، لا سيما في الخليج، حيث زادت المخاوف من انسحاب أمريكا التدريجي من المنطقة لصالح التركيز على آسيا.
فوز ترامب في الانتخابات فمن المتوقع أن يعود إلى سياساته البراغماتية الاقتصادية، مع تجاهل القضايا الإنسانية التي لا تحقق مكاسب مباشرة. وقد يقود ذلك إلى
تعزيز التحالفات القائمة مع الكيان الصهيوني ودول الخليج.
زيادة الضغوط على إيران، ولكن دون رؤية استراتيجية واضحة للحد من نفوذها في المنطقة.
دعم أنظمة الحكم الحالية على حساب الشعوب، مما قد يؤدي إلى انفجار داخلي في بعض الدول.
مستقبل الشرق الأوسط السيناريوهات المحتملة!!
“سيناريو التصعيد ” استمرار الأزمات مثل الصراع الإيراني-الصهيوني ، أو انفجار الوضع في غزة والضفة وجنوب لبنان
تعزيز التحالفات الإقليمية المناهضة لإيران، مع استمرار الحروب بالوكالة
“سيناريو التهدئة ” اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني مع تقديم تنازلات من الجانبين.
دعم مشاريع اقتصادية إقليمية قد تخفف من حدة الصراعات.
“سيناريو الفوضى ” انسحاب تدريجي للدور الأمريكي مع تصاعد نفوذ روسيا والصين، مما قد يخلق فراغًا أمنيًا يؤدي إلى اضطرابات واسعة.
لا يمكن تحقيق استقرار حقيقي في الشرق الأوسط دون معالجة القضايا الأساسية:
“القضية الفلسطينية ” يجب أن تكون على رأس الأولويات الدولية.
“ضمان الأمن المائي والغذائي ” في ظل تحديات التغير المناخي.
“تمكين الشعوب ” وتعزيز الديمقراطية لضمان استدامة أي حل سياسي.
اخيرا السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون مجرد صفقات أو اتفاقيات تُبرم على طاولة واحدة. إنه مسار طويل يتطلب إرادة سياسية حقيقية، سواء من القوى العظمى أو من اللاعبين الإقليميين، لضمان تحقيق استقرار مستدام وليس مجرد “سلام هش” قد ينهار مع أي أزمة مستقبلية.