هل سيرضخ مونديال السعودية 2034 لضغوطات مجتمع الميم أم ستثبت السعودية سيادتها كقطر ؟
حسن الخباز – من المنتظر أن تنظم السعودية دورة 2034 من فعاليات كأس العالم لكرة القدم ، وقد سعد السعوديون بموافقة الفيفا على طلبهم أيما سعادة ويعدون العدة لاستقبال وتنظيم هذا الحدث الكروي العالمي الهام الذي تحلم كل دولة بتنظيمه على أرضها .
وقد طفت على السطح قضية سبق وان حدثت بنونديال قطر 2022 ويتعلق الأمر بالمثلية والمثليين وإمكانية دخولهم الملاعب كشواذ وهل بإمكانهم حمل شعاراتهم ورفعها أثناء مباريات المونديال في دورته التي ستحتضنها بلاد الحرمين .
هناك جدل واسع بهذا الخصوص وقد دخلت بالفعل منظمات حقوقية على خط هذه القضية وتضغط للسماح لاصحاب الوان قوس قزح بحقهم في الترفيه وحضور فعاليات مونديال 2034 ، وتخشى ما حدث بمونديال قطر وترفض تكراره في السعودية .
جدير بالذكر انه خلال مونديال 2022 الذي احتضنته دولة قطر تم منع لاعبي الفريق الألماني من حمل شارة “وان لاف” التي تعبر عن المثلية ، وقد بررت قطر حينها موقفها بانه يجب احترام ثقافة وعادات وتقاليد الشعب المضيف وثارت ضدها ثائرة المنظمات الحقوقية ومع ذلك فرضت قرارها على الجميع وأثبتت انها دولة ذات سيادة .
الضجة الآن والضغوط تمارس على مسؤولي الرياض لإرضاء المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق مجتمع “الميم” ، والأنظار موجهة نحوها لمعرفة ردها خاصة وأنها تجرم المثلية وتعاقب عليها منذ سنوات .
هل سترضخ بلاد الحرمين لضغوطات المنظمات الحقوقية وتسمح بذلك للشواذ والمثليين باقتحام ملاعبها ورفع شعاراتهم بكل حرية كما طالبوا ، هل سيقبل الشعب السعودي المسلم المحافظ بهذا الوضع …
أسئلة كثيرة من هذا القبيل تطرح نفسها بحدة وتنتظر جوابا لها ، وفي نظري ان مسؤولي السعودية لن يمانعوا في هذا الأمر سيما وأنها تسامحوا مع أمور مشابهة كدخول رونالدو تراب أرض الحرمين م فوقا بخليلته التي لا تربطه بها أية علاقة شرعية .
ولكونها ايضا سمحت للمغنية الأمريكية جتيفر لوبيز بالغناء والرقص رفقة فرقتها بملابس داخلية او شبه عراة ولعدة اعتبارات أخرى كتعويض هيأة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيأة الترفيه التي ابرمت عقودا مع أبرز فناني العالم قصد المشاركة في أنشطتها ومهرجاناتها .
كما ان السعودية اعادت فتح دور السينما وأنشات دور القمار فضلا عن الحامات ومحلات شرب الكحول والخمور وتطبيعها مع عادات كانت محرمة قبل 2017 ، فضلا عن اعتقال أبرز علمائها الذين كان من الممكن ان يعرقلوا مشوعها : رؤية 2030 الذي يهدف لتنويع اقتصادها وعدم اعتمادها على البترول فقط .
لهذه الاعتبارات ولاعتبارات أخرى أرى شخصيا ان السعودية لن تمانع أبدا في دخول المثليين لملاعبها من الآن وليس فقط اثناء أطوار مونديال 2030 ، فالسعودية في عهدها الجديد تحاول إرضاء الغرب بكل الطرق لتمهيد الطريق أمام محمد ابن سلمان لتولي عرش أبيه وقد قدمت لهذا الغرض الكثير من التنازلات ومازالت مستعدة لتقديم أكثر فقط إكراما لعيون الكرسي .
السعودية أساءت للإسلام والمسلمين بكل هذه التغييرات التي شهدتها مؤخرا وقد أساءت لبيت الله برقص المغنيات والمطربات حول مجسم الكعبة المشرفة والقادم أسوا ، مع انه بإمكانها رفض الأمر كما فعلت دولة قطر المسلمة وبذلك تكون قد حافظت على سيادتها ولم تخضع لشروط أحد على الأقل بخصوص قضية المثلية والمثليين .