السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف: موقف روسيا المبدئي هو ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها
يرتسم في سوريا مشهد جديد مع انتهاء نظام حكم الرئيس بشار الأسد وإعلان فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على البلاد، الأحد، بعد هجوم بدأ على نحو سريع استمر على مدى 11 يوماً، أنهى حكماً دام 24 عاماً، وحقبة استمرت لنحو 6 عقود.
وعكس هذا السقوط ظلاله على كافة المنطقة حلفاء سوريا وخصومها ، وليس سقوط الأسد هي الأزمة السياسية الوحيدة على طاولة النقاشات ففي اوكرانيا ما زالت روسيا تخوض حربها مع الناتو منذ أكثر من ألف يوم، إما بايدن فيترنح في أيامه الأخيرة ويلعب على حافة النووي مستفزا روسيا مما أجبرها على إظهار صاروخ اورشينك وهز صاروخ شجرة البندق الغابة الأوروبية ووصل صداه إلى البيت الأبيض ، حيث يستعد لاستقبال رجل العام دونالد ترامب الذي وصف قرار زينلسكي بضرب العمق الروسي” بالغبي ” .
وفي ظل تسارع الأحداث وتشعبها كان لمنصة pravda tv حوار خاص مع سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر روداكوف اعتده الإعلامية جيهان فتوني
سقط نظام الأسد في سوريا سقوطا سلميا، اي دور سوف تلعبه روسيا في المرحلة القادمة؟
أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي، المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، هو حق الشعوب في تقرير مصيرها.
إنه يضمن الإستقلالية في حل قضاياها المتعلقة بشكل الحكومة والوضع السياسي والاتجاهات الرئيسية للتنمية. ولكل شعب الحرية في خلق الظروف اللازمة لتقدمه وازدهاره.
نحن نؤيد تحقيق كل هذه الأهداف سلميا دون خسائر في الأرواح أو غيرها من الصدمات الخطيرة.
لكن لسوء الحظ، فإن الوضع مع سوريا في المرحلة الحالية حدث بشكل مختلف إلى حد ما.
ومع ذلك، فإننا نعرب عن أملنا في أن تدخل عملية انتقال السلطة وتحديد مستقبل هذا البلد في اتجاه هادئ خلال الفترة المقبلة.
الأهمية القصوى في هذه اللحظة هي مهمة وقف العنف وإراقة الدماء.
موقف روسيا المبدئي هو ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
لذلك نحن نؤيد الإسراع بعملية انتقال سياسية من قبل السوريين أنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة فئات المجتمع السوري.
هل تشعر روسيا اليوم أنها تعرضت للخيانة من أي طرف من أطراف اتفاقية الاستانا؟
في عام 2017، اتفقت الدول الضامنة لصيغة أستانا – روسيا وتركيا وإيران – على إنشاء آلية دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. في اطار عملية أستانا، تم حل قضايا خفض التصعيد، وشروط عودة اللاجئين، وإعادة الإعمار، والإفراج عن السجناء والمختطفين، وتقديم المساعدة الإنسانية.
الشيء الرئيسي هو أننا تمكنا من تنظيم المنصة الوحيدة التي جرت فيها المفاوضات بين المعارضة المسلحة والحكومة السورية.
في الوقت نفسه، كانت المقاربات الأساسية للدول الضامنة متطابقة أو متقاربة بشأن الغالبية العظمى من قضايا التسوية في سوريا. لذلك لا يمكن الحديث عن أي خيانة.
علاوة على ذلك، لا تزال “صيغة أستانا” تشكل المنصة المطلوبة للتواصل بين الدول الثلاث، التي تسعى إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. الاجتماع التالي لوزراء الخارجية ل”الترويكا” انعقد مؤخرًا – في 7 ديسمبر في قطر على هامش منتدى الدوحة. وأنا على اقتناع بأن جهودنا المشتركة سيكون لها تأثير صحي وإيجابي على تطور الحالة في الشرق الأوسط.
فتحت روسيا اللجوء الانساني لعائلة الأسد هل تحاول روسيا توصيل رسالة أنها لا تتخلى عن الاصدقاء؟
على الساحة الدولية هناك العديد من الدول ممن تعتبر روسيا شريكًا موثوقًا به. لقد أنشأنا حوارًا محترمًا ومتكافئًا حول مجموعة واسعة من القضايا لصالح تنمية متبادلة المنفعة لإمكاناتنا. روسيا تقدر مثل هذه العلاقات الودية على المستوى بين الدول.
أما بالنسبة لأصدقائنا في شخصيات محددة، وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة المعروفة في سوريا، فإننا نرسل إشارة مختلفة قليلاً، تتكون مما يلي:
من المعروف أن أية دولة تمر بتغيير المراحل السياسية والأيديولوجيات، وتغيير النخب الحاكمة.
لكن دائما يبقى الشعب. ويتذكر الناس كيف قام الروس، وفي وقت ما السوفيات، ببناء المدارس والمستشفيات ومحطات الطاقة والسدود والطرقات والجسور وغيرها من المرافق الاجتماعية والاقتصادية المهمة في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما ساعد على تقوية هذه الدول.
إن شعوب العديد من الدول العربية يعرفون عمليا مدى استعداد روسيا لتقديم المساعدة المجانية لهم في أيام التجارب الصعبة.
نحن على قناعة بأنه من المهم الحفاظ على الكرامة ومبادئ الإنسانية، خلال فترات عدم الاستقرار والدمار وعدم تحديد الإتجاه السياسي، التي تمر بها الدول وسكانها في بعض الأحيان.
هذا سيكون مهمًا أيضًا في المستقبل عند استعادة العلاقات الدولية (وسيتعين حل هذه المهمة عاجلاً أم آجلاً).
في الوقت نفسه، فإن الماضي الإنساني المشترك والعلاقات الاجتماعية البسيطة المبنية على القيم الإنسانية العالمية، هي التي ستلعب دورها الإيجابي الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
اسرائيل احتلت جزءا من سوريا وشنت ضربات جوية على مقدرات الجيش العربي السوري ووصفت أنها الاقوى منذ ٥٠ عاما. فائض القوة هذا التي تعيشه اسرائيل من سيتمكن من لجمها؟؟
كما يُظهِر التاريخ، إن الاستخدام المفرط للقوة يرتد على مبادريه. والظلم التاريخي والانتهاك الجسيم لحقوق الشعوب الأساسية، سيؤدي حتما إلى تطرف السكان المضطهَدين.
ومن دون حل عادل للقضية الفلسطينية وإنشاء دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل، فإنه لن يكون من الممكن حل مجموعة كاملة من المشاكل الأخرى في الشرق الأوسط.
أما إذا ما تحدثنا عما يحدث هذه الأيام في سوريا، فمن الواضح أن إسرائيل في عجلة من أمرها للاستفادة من الفوضى والدمار السائدَيْن هناك، وزيادة صب الزيت على نار المواجهة المشتعلة في الشرق الأوسط. ولا يسعنا إلا أن نكرر قولنا الدائم بأن تعزيز أمن أي دولة، هو أمر مستحيل إذا ما تم على حساب التهديدات الغادرة والعدوان السافر ضد البلدان الأخرى. علاوة على ذلك، إن السلطات السورية الجديدة لم ترسل أية إشارات عدوانية إلى تل أبيب.
العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا:
* دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تحولت إلى حرب روسيا مع حلف الناتو، عامها الثالث في ظل الحروب التي يخوضها العالم من غزة ولبنان الى سوريا والسودان، من يُشعل هذا الفتيل الذي لم ينطفئ وهل ضريبة ولادة العالم الجديد هي كل هذا الدمار؟
أنا على ثقة من أن تشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب ينبغي، من حيث المبدأ، أن يستبعد الصراعات والحروب المفتوحة.
ففي نهاية المطاف، نحن نتحدث عن إنشاء بنية عادلة وديمقراطية للعلاقات بين الدول بروح الشرعية الدولية والاحترام المتبادل. وفيه يجب حل أي خلافات سلميا على طاولة المفاوضات.
في الوقت نفسه، لا تزال حفنة من الدول الغربية تحاول فرض هيمنتها على الجميع. إن الصراعات المسلحة التي ذكرتها، فضلا عن العديد من العواقب السلبية الأخرى، ناجمة عن أزمة هذا النظام الغربي الاستعماري الجديد للعلاقات الدولية.
وفي الوقت الحاضر، المزيد والمزيد من الدول تعارض بحزم الإملاءات والتدخلات الخارجية في شؤونها السيادية، وتسعى للوصول الى التنمية المستقلة والى إرساء نظام القيم الروحية والأخلاقية وفقا لتقاليدها.
*اوكرانيا تطالب بأسلحة نووية وبايدن أعطى الاذن لزينلسكي المنتهية صلاحيته الرئيسية بضرب العمق الروسي بأسلحة أميركية. هل الحرب النووية على المحك بين فترة البطة العرجاء ورئيس بلا شرعية؟ هل يحاول بايدن دخول التاريخ عبر حرب نووية ام يسلم ترامب ملفات شائكة ؟
إن تصرفات بايدن وزيلينسكي – فضلا عن عدد آخر من قادة ما يسمى “الغرب الجماعي” – تتحدى المنطق السليم. ومن غير الواضح إلى أي مدى هم على استعداد لمواصلة التصعيد، الأمر الذي قد يكون له عواقب مأساوية على البشرية جمعاء. من الصعب الحكم إلى أي مدى تتضمن خطط ورغبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، في إغراق العالم في هاوية الحرب النووية.
فمن الواضح أن زيلينسكي يحاول تحقيق ذلك بدعم من رعاته الغربيين.
وليس لدينا أوهام كبيرة بشأن الفترة المقبلة لرئاسة ترامب. رغم أنه أعلن، على الأقل خلال السباق الانتخابي، عن نيته إنهاء كل الحروب التي شنتها إدارة سلفه.
روسيا بدورها دعت دائما إلى البحث عن طرق سياسية ودبلوماسية سلمية لحل أي خلافات دولية. لكن إذا حُرمنا من هذا الخيار، فإننا على استعداد للدفاع بحزم عن مصالحنا الوطنية المشروعة باستخدام جميع الوسائل المتاحة.
ترامب وصل رئيسا إلى البيت الأبيض وكان قد تعهد بإنهاء الصراع في ٢٤ ساعة عندما يصبح رئيسا للولايات المتحدة!! هل كان هناك تعويل على وصول ترامب أما أن روسيا حسمت علاقتها بالولايات المتحدة ؟ ( وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار إلى أن جميع الحكومات الأميركية لديها مصلحة وهدف في إضعاف روسيا)
نحن نعتبر تصريحات ترامب المذكورة بمثابة خطاب انتخابي. وسوف نحكم على استعداد الولايات المتحدة لخفض التصعيد، من خلال أفعال محددة وليس من خلال الوعود الجميلة.
لكن في الوقت الراهن، تسود الأصوات المتشددة في ادارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته. نحن لا نتحدث فقط عن الموقف تجاه روسيا. إن الخطوات التي اتخذتها واشنطن تؤدي إلى تفكيك نظام الأمن العالمي برمته، والذي تم تشكيله بجهد مضني على مدى عقود.
أما بالنسبة للعلاقات الروسية الأميركية، فقد دُمرت هي الأخرى تماماً تقريباً. وهذا ليس خطأ روسيا.
* وقف العالم مترقبا وعلقت محطة ال CNN أن الرئيس بوتين سيضغط على الزر النووي وذلك بعد أن انطلق صاروخ شجرة البندق (اورشنيك) نحو اوكرانيا وسبقه تعديل للعقيدة النووية!
اورشنيك صاروخ استهدف اوكرانيا وسمع صدى تهديده في أوروبا؛ ما الرسالة التي حملها وهل يمكن لروسيا أن تستعمل سلاحها النووي؟
يواصل حلف شمال الأطلسي توسعه العدواني نحو الشرق.
تم إعلان روسيا عدوًا. وتسعى عشرات الدول الغربية، بما في ذلك الدول التي تمتلك أسلحة نووية، إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بنا.
على وجه الخصوص، لقد حصل زيلينسكي على ما يسمى بالإذن لشن ضربات بصواريخ غربية بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية. إن مثل هذه الهجمات على المدن الروسية المسالمة يتم تنفيذها بالفعل.
هذا يعني في الواقع، المشاركة المباشرة في الصراع من قبل تلك الدول التي تُنتج وتُزود النازيين الأوكرانيين بصواريخهم الأكثر تدميراً.
في مثل هذه الظروف، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما بتعديل العقيدة النووية الروسية. هذه إشارة واضحة إلى “الرؤوس المتحمسة” في الغرب بأننا على استعداد أكثر حسماً للدفاع عن حدودنا. لنفس الأغراض، نحن مضطرون إلى إجراء اختبارات قتالية لأنواع الأسلحة الأكثر تطوراً، بما في ذلك نظام الصواريخ “أوريشنيك”.
*موسكو دعت الزعيم كيم جونغ أون لإرسال وحدة من القوات المسلحة لكوريا الشمالية للمشاركة في العرض العسكري بالساحة الحمراء في 9 مايو. ما رمزية هذه الدعوة في ظل الكلام عن مشاركة قوات لكورية الشمال في القتال على الأراضي الروسية ؟
إن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية هي جارتنا الطيبة وحليفتنا منذ زمن طويل. ويجري الحفاظ على حوار سياسي مكثف بين موسكو وبيونغ يانغ، وهذا التعاون متعدد التخصصات يتطور بقوة.
إن التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الثنائية في الصيف الماضي أدى إلى وصول العلاقات الودية التقليدية بين روسيا وكوريا إلى مستوى نوعي جديد.
ليس من المستغرب أن تكون دولة مثل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية من بين أقرب شركاء روسيا، لذلك نود أن نحتفل معًا بالذكرى الثمانين للنصر العظيم على ألمانيا النازية – وهو يوم مهم في تاريخ وطننا الأم والإنسانية جمعاء.
روسيا وملفات لبنان وغزة وسوريا
*الدور الروسي في حرب غزة ولبنان اعتبره البعض أنه كان دبلوماسية واقتصر على مواقف مشرفة في الأمم المتحدة. لماذا روسيا لم تحاول إنقاذ لبنان وغزة من الجنون الإسرائيلي خاصة أن المجتمع العربي ينظر إلى روسيا ورئيسها كداعم للشعوب المستضعفة والمحارب الاول لقوى الشر في المنطقة ؟
من الضروري تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع التركيز على التشريعات الدولية العالمية، وقبل كل شيء، ميثاق الأمم المتحدة. ولذلك، فإن أغلب جهودنا لمساعدة غزة ولبنان، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الروسية المقدمة للفلسطينيين واللبنانيين، تتم على منصات دولية، وخاصة الأمم المتحدة.
إن السبب الجذري للعديد من الصراعات في الشرق الأوسط يكمن في حالة المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية التي يجب أن يتم حلها بما يتماشى مع الإطار القانوني الدولي الحالي الذي وافقت عليه الأمم المتحدة. بما في ذلك مبادرة السلام التي اعتمدتها القمة العربية في بيروت عام 2002.
في المرحلة الحالية، ومن أجل وقف العدوان الإسرائيلي، من المهم للغاية أن نتوصل مرة أخرى إلى موقف عربي مناسب.
إن محاولات تجاهل أو استبدال أو تشويه القرارات الدولية المعروفة بشأن التسوية في الشرق الأوسط لا تؤدي إلا إلى ظهور مصادر جديدة للتوتر. وخير دليل على ذلك، الأحداث المأساوية في غزة ولبنان وسوريا التي طالت معاناتها.
بالمناسبة، وفي إطار البحث عن سبل التسوية في لبنان، عادت الأطراف في نهاية المطاف إلى القرار القائم منذ فترة طويلة – قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006.
ونحن ننتظر أن تصل إسرائيل والولايات المتحدة إلى تفاهم مماثل فيما يتعلق بضرورة الامتثال للقرارات التي اتخذها المجتمع الدولي بالفعل بشأن المشكلة الفلسطينية التي طال أمدها.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار مرارا إلى أن روسيا تزود المقاومة في غزة ولبنان بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية ،هل فعلا روسيا قدمت مساعدات عسكرية وأسلحة للمقاومة في العالم العربي من غزة إلى اليمن؟ وكيف طبيعة العلاقة خاصة أن المقاومة مدعومة من إيران التي تعد شريكا إقليميا استراتيجيا؟
(الاتحاد السوفياتي كان له دورا تاريخيا في مساعدة الشعوب للتخلص من الاحتلال والاستعمار)
الحقيقة أن الاتحاد السوفياتي لعب في النصف الثاني من القرن الماضي دوراً حاسماً في تحرير شعوب العالم من الاضطهاد الاستعماري. وتواصل روسيا هذه الجهود حتى يومنا هذا.
أما بالنسبة للمساعدة العسكرية لحزب الله، كما نفهم، فإن هذه التكهنات ، لا أساس لها ، مبنية على الصور التي ظهرت على الإنترنت لصناديق معينة مع نقش “Rosvoorujenie”.
أنه لا توجد مثل هذا الهيكل منذ عام 1999. لا نعرف كيف تظهر صناديق الأسلحة في منطقة الصراع.
ومع ذلك، فقد حذرنا دائما من العواقب الوخيمة للسياسات الغربية الرامية إلى تقويض النظام الدولي لمراقبة انتشار الأسلحة. ونتيجة لذلك، حتى في الغرب الآن لا يمكنهم إنكار حقيقة الاكتشاف “غير المتوقع” للأسلحة المقدمة إلى زيلينسكي (بما في ذلك النماذج السوفياتية التي عفا عليها الزمن) في أجزاء مختلفة من الكوكب.
وفيما يتعلق بلبنان ككل، أود أن أذكّر مرة أخرى بموقف روسيا الثابت الداعم لعلاقات الصداقة المتساوية مع ممثلي جميع القوى والطوائف السياسية اللبنانية. ليس من مبادئنا العمل من خلف ظهر أحد.
وقع لبنان اتفاقية وقف إطلاق النار تحت بنود عدة وأبرزها قرار ١٧٠١ كيف تقرأ روسيا هذا الاتفاق وهل ما زالت تنظر إليها كشأن الداخلي؟ (خاصة أن الأحداث اليوم تشير إلى تمهيد جيوسياسي للمعركة الكبرى)
إن الأحداث في غزة ولبنان مترابطة ولها أسباب وخلفيات مشتركة. إننا نعتبر عدم تسوية المشكلة الجذرية – القضية الفلسطينية – عاملاً خطيراً للغاية، وقد أثّر سلباً على الوضع في منطقة الشرق الأوسط لعقود عديدة.
نحن نتفهم بشكل إيجابي ومستعدون لدعم أي خطوات من شأنها وقف الأعمال العدائية في لبنان. إن التنفيذ الواعي لاتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في نهاية نوفمبر من هذا العام من قِبل جميع الأطراف المشاركة في الصراع يهدف إلى تسهيل الجهود الرامية الى وقف التصعيد في منطقة الشرق الأوسط ككل.
قدمت روسيا أطنان مساعدات للبنان بإيعاز من الرئيس بوتين بالإضافة إلى نشاط إنساني للبيت الثقافي الروسي في بيروت. هل سيكون لروسيا دور في إعادة الإعمار وتسليح الجيش اللبناني الذي استلم أمن الحدود وصولا إلى جنوب نهر الليطاني؟ أم أن تسليح الجيش اللبناني بأسلحة روسيا سيقابله فيتو أميركي داخلي كما حدث عام ٢٠١٠ حين رفض الجيش اللبناني ١٠ مقالات ميغ؟
اللبنانيون يعرفون عن كثب مدى استعداد روسيا لتقديم يد العون في الأوقات الصعبة.
ففي عام 2006، قام مهندسون وبناؤون عسكريون روس بترميم ثمانية جسور يبلغ طولها الإجمالي 529 مترًا في لبنان. كان هذا أصعب عمل في مرافق البنية التحتية للنقل المدمرة، لكن النشاط الاقتصادي للبلد بأكمله كان يعتمد عليه. لذلك، تولى الروس هذه المهمة الصعبة.
وفي عام 2015، منعت روسيا سيطرة إرهابيي داعش على الأراضي اللبنانية.
وفي عام 2020، بعد انفجار بيروت، كان الروس أول الفرق الأجنبية التي جاءت للإنقاذ، وأجروا عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق.
وخلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، قدمت روسيا أكثر من 100 طن من المساعدات الإنسانية على شكل مواد غذائية وأدوية وضروريات أساسية لدعم السكان اللبنانيين المحتاجين، فضلاً عن احتياجات الجيش اللبناني.
وبطبيعة الحال، نحن على استعداد لتقديم المزيد من المساعدة لأصدقائنا اللبنانيين.
نحن لا نستبعد المشاركة في مشاريع إزالة آثار الأعمال العدائية، بشرط المعاملة المناسبة من قبل السلطات اللبنانية.