اقتراح غير رسمي لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين لبحث الأزمة اللبنانية
اعتبرت معلومات لصحيفة “الجريدة” الكويتية أنه “دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة شدّ الأحزمة، حتى موعد انطلاق المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في فيينا”،
ولفتت إلى أنه “ثمة تسابق بين بيروت وبغداد على تصدر المشهد، بأزمات سياسية ودبلوماسية أو بأحداث أمنية، وفي هذا السياق، جاءت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي”، مشيرة إلى أنه “لطالما قيل إن الوضع في بيروت يرتبط سياسياً ورمزياً بما يجري في بغداد، ومن هنا فإن ما يسري على العراق يشهده اللبنانيون أيضاً في محاولات “حلفاء إيران” الضغط على القضاء في تحقيق تفجير المرفأ، وقضيتي خلدة والطيونة، التي يعتبر المعارضون لـ”حزب الله” أنهم مستهدفون بها قضائياً بعد استهدافهم أمنياً وسياسياً”.
وتابعت أن “وقائع العراق سيكون لها انعكاسها على لبنان، الذي يعيش وضعية حكومية يعصف بها التعطيل، وهنا سيكون أمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حسابات دقيقة جداً؛ لأن عودة حكومته إلى العمل مرهونة برضا “حزب الله” الذي يطالب بإزاحة المحقق العدلي بتفجير المرفأ القاضي طارق البيطار أو تطويقه”.
وشددت على أنه “بعد ما جرى في بغداد، لن يكون ميقاتي قادراً على المواجهة أكثر، وستمثل أمام مخيّلته صورة محاولة اغتيال الكاظمي، وسيتأكد أنه لا مجال للمعاندة، وهذه المعادلة قد تفرض عليه تقديم تنازلات”.
وذكرت الصحيفة أنه “وفي هذه الأجواء، أجرى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أمس، زيارة لبيروت التقى خلالها المسؤولين اللبنانيين في محاولة لوضع تصور سياسي يمكن من خلاله الانطلاق في مفاوضات جدية تهدف إلى سحب فتائل التصعيد وتهدئة الإجراءات الخليجية. وكانت مواقف زكي واضحة لما أُخبر به حول استعداد لبنان لتصحيح العلاقة مع دول الخليج، لكن حسب مصادر، يجب أن تقرن هذه المواقف بأفعال تبدأ باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي”.
واوضحت أن “التحرك العربي قوبل بتشكيك مصادر دبلوماسية عربية في قدرة أي طرف حالياً على الوصول إلى قواسم مشتركة، لا سيما أن التصعيد الذي على ما يبدو سيستمر طويلاً، هو سمة المرحلة”.
في المقابل، تشير المصادر إلى “اقتراح غير رسمي حتى الآن لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث الأزمة اللبنانية ووضع ورقة واضحة لكيفية معالجتها”.
وبيّنت الصحيفة أنه “وسط إصرار أميركي – فرنسي على بقاء الحكومة كهيكل، سيبقى الوضع الحكومي على حاله؛ لا استقالة لميقاتي، ولا استقالة أو إقالة لقرداحي، ولا انعقاد لجلسات مجلس الوزراء”.
في سياق متصل اشارت الصحيفة، إلى أن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتبر أن هناك حاجة لبقاء الحكومة، للوصول إلى تفاهمات تتعلق مثلاً بملف ترسيم الحدود، الذي تهتم به واشنطن إلى أبعد الحدود، وتسعى لإنجازه بعيداً عن أي حسابات إقليمية وتطورات للأوضاع في المنطقة، وتعتبر واشنطن أن الترسيم حاجة ضرورية للبنان، لتخفيف الضغوط عنه، وفي هذا الإطار تترقب بيروت عودة المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين إليها، بعد وصوله أمس إلى إسرائيل ليبحث مع المسؤولين هناك ما سمعه في العاصمة اللبنانية الشهر الماضي”.
ونقلت عن مصادر لبنانية رسمية إن “هناك نية جدية لإنجاز الملف سريعاً، لكن الكرة تبقى في ملعب “حزب الله”؛ هل سيستمر في التسهيل أم سيتعامل مع الملف كورقة تفاوض؟!”.