ما مصير البيتكوين في ال 2022 ؟
برز واضحاً التوجّه الكبير للاستثمار في البتكوين، ولا سيّما في العام الماضي.
وأصبحت هذه العملة قانونية في السلفادور، وبدأت دول أخرى بالسير على خطى هذه الدولة، إضافةً إلى دخول “وول ستريت” في هذا المجال بقوّة، مع العديد من صناديق الاستثمار المتداوَلة. وانقلب العديد من أعداء البتكوين ليصبحوا حلفاء لها.
وتمتّعت عملة البتكوين بعام جيد جداً في 2021، وقُدّرت سوق التشفير بالكامل بـ2 تريليون دولار من حيث القيمة. لكن بحسب الخبراء، هذا العام سيشهد تقلّبات في قيمة هذه العملة.
في تقرير نشره موقع بورصة “ناسداك” العالمية بعنوان “هل عام 2022 هو العام الذي تثبت فيه بتكوين نفسها على المسرح العالمي؟”، يتوقع الكاتب مصير العملات المشفرة في عام 2022 في ظل التقلبات الجيوسياسية.
قد يكون عام 2022 هو العام الذي تُسلّط فيه الأضواء حقاً على بتكوين. وبدا عام 2021 كأنه العام الذي نشأت فيه العملة المشفرة. انطلقت بتكوين من سوقها الهابطة لمدة ثلاث سنوات، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، في مسيرة ضخمة قفزت بها إلى الوعي العام السائد.
على الرغم من الضغط المتزايد، انتقلت بتكوين من التكنولوجيا الهامشية إلى طليعة مجال مستثمري التكنولوجيا. وانتشرت مشاريع التمويل اللامركزي (DeFi)، سواء كانت بنية سيّئة أو لا، وتكاثرت مثل الفطر ما بعد المطر.
لكن عام 2021 كان مجرد بداية للمواجهة الاقتصادية الحقيقية في عام 2022 بين القوى العظمى. من الواضح أن النظام القديم يفشل، والطريقة التي فشل بها هي التي ستوجّه التوترات الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم.
وستحتلّ هذه التوترات مركز الصدارة، في الوقت الذي يقاتل فيه عمالقة ذلك النظام المالي والسياسي القديم من أجل الهيمنة على رأس المال الآخذ في الانكماش. وفي المنتصف، تقف عملة البتكوين على استعداد لأداء الدور الحيوي كوسيط وملجأ لتريليونات محتَملة من رؤوس الأموال التي تبحث عن ملاذ آمن من تلك العاصفة.
2021: عام فشل “دافوس”
يرى الكاتب أن “دافوس” هي تلك المجموعة من العولمة المتمركزة حول المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يجتمع كل عام في دافوس بسويسرا لمناقشة الاتجاه الذي سوف يسلكه أعضاؤه حول العالم. و”دافوس” عبارة عن كارتيل من “سماسرة السلطة”.
وتتفوّق الرغبات الفردية فيه على أهداف المجموعة، ويضعف الكارتيل عندما تندرج فوائد الحضور فيه ضمن المخاطر الشخصية للأعضاء. وكان احتضان بورصة “وول ستريت” لعملة البتكوين إحدى تلك الثُغَر، فقد ضغطت على السياسيين المتردّدين لعرقلة تشريعات مهمّة تهدف إلى وضع الولايات المتحدة في موقف متبايِن في السعي وراء رأس المال العالمي.
في عام 2022، تم إعداد المسرح لأكبر تحوّل في القوة الجيوسياسية منذ عقود، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. والبطة العرجاء في صراع القوى العظمى هذا هي الاتحاد الأوروبي، حيث تتمتّع دافوس بأكبر قدر من النفوذ والسيطرة. وتعتمد جميع استراتيجيات “دافوس” على استخدام اللوائح والتشريعات لإجبار رأس المال على التدفق حيث يريد (الاتحاد الأوروبي) وبعيداً عن مكانه (الولايات المتحدة/الصين).
لكن الشيء المهمّ الذي سيحدث هو أنّ عملة البتكوين، إلى جانب الذهب، ستؤكّدان أنّهما الأصول الأولى لعالمٍ تسوده الفوضى.
وستكون التجارة في كلّ من الذهب والعملات المشفَّرة متقلّبة ومتقطّعة، لأنّ احتياجات التمويل اليومية بالدولار الأميركي ستخلق تحرّكات ارتفاعاً وتراجعاً، وسيدافع الاحتياطي الفدرالي عن الدولار. كما ستصل عملة البتكوين إلى ذروتها، ومن المحتَمل أن تنخفض في وقتٍ لاحقٍ من العام مع وصول الأزمة في أوروبا إلى ذروتها. إذن، دورة البتكوين التي تبلغ مدّتها أربع سنوات تؤكد نفسها، وستكون معركة ضارية.
خلال ذروة الأزمة التي تظهر، يجب أن تكون عملة البتكوين هي الأصل المفضَّل الذي يلجأ إليه المستثمرون. وقد وُضع الأساس لهذه العملة في عام 2021، وعام 2022 هو عام تكريس استخدامها. وبالنسبة لرأس المال الذي لا يمكنه الانتقال إلى عملة البتكوين وللبنوك المركزية التي تحتاج إلى تنويع الاحتياطيات، سيظلّ الذهب هو الأصل المفضّل لديهم. وسيلعب الذهب لعبة اللحاق بالبتكوين في عام 2022.
خبراء يتوقّعون انخفاض قيمة البتكوين وتراجعها عام 2022
في سياق متّصل، قدّم موقع CNBC العالمي نظرة على أكبر توقّعات المحلّلين عن مستقبل العملات المشفَّرة لهذا العام. وتمحورت هذه التوقّعات حول اعتقاد بعض الخبراء أنّه من المقرّر أن تشهد البتكوين انخفاضاً حاداً في الأشهر المقبلة.
فقد قفزت العملة المشفَّرة إلى مستوى قياسي بلغ ما يقرب من 69000 دولار في شهر تشرين الثاني 2021 نوفمبر، بينما تبلغ قيمتها الآن دون 50000 دولار، بانخفاض 30% تقريباً عن ذروتها. وقالت كارول ألكساندر، أستاذة المالية في جامعة ساسكس، إنّها تتوقّع أن يصل سعر البتكوين إلى 10000 دولار في عام 2022، وهذا يقضي عملياً على جميع مكاسبها في العام ونصف العام الماضيين. وحذّرت من أنّ التاريخ يعيد نفسه، مستشهدةً بما جرى عام 2018، حيث تراجعت عملة البتكوين بما يقرب من 3000 دولار بعد ارتفاعها إلى نحو 20000 دولار قبل بضعة أشهر.
و”عندما يبدأ مستثمرو التجزئة بإدراك مخاطر تداول البتكوين، خاصّة في أماكن التداول غير المنظَّمة، سيتحوّلون إلى عملات أخرى تنتمي إلى blockchains التي تؤدّي في الواقع دوراً أساسياً وأساسياً في التمويل اللامركزي”، بحسب ألكساندر. وتتوقّع، في هذا الوقت من عام 2022، أن تتراجع القيمة السوقية لعملة البتكوين بشكل كبير، وقد توازي بقيمتها إيثيريوم وسولانا، أو حتى أقلّ.
من جهته، رأى تود لوينشتاين، كبير استراتيجيي الأسهم في بنك Union Bank، أنّه “بدون شك، يبدو أنّ مخطط أسعار بتكوين يتتبّع العديد من فقاعات الأصول التاريخية التقليدية، لكنّه يحمل سرداً مختلفاً هذه المرة. ومع ذلك ، لم يقتنع الجميع بأنّ حفلة العملات المشفَّرة ستنتهي في عام 2022”.
ومع تطوّر صناعة العملات المشفرة، تضاءلت حصّة البتكوين في السوق، حيث أدّت العملات الرقمية الأخرى مثل الإيثيريوم دوراً أكبر بكثير. ويتوقع محلّلون استمرار هذا الأمر في عام 2022.