العميد ياسين: التنازل عن الخط 29 خيانة عظمى وإن أعطي الأمر للجيش فسيردع إسرائيل من التعدي على حقوقنا
رأى رئيس الوفد التقـنــي العسكــري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين، ان دخول باخرة “إنرجيان باور” اليونانية والمطورة لحقل كاريش، اعتداء اسرائيلي صارخ على حقوق لبنان البحرية، وبالتالي على الحكومة اللبنانية ان تتحرك بشكل حاسم لمنعها من استخراج الغاز والنفط من الحقل المذكور، والا فبمجرد ان يتم شفط اول سنتيمتر مكعب من الغاز او النفط، سيتم اعتبار هذا الحقل المتنازع عليه خارج معادلة التفاوض، لا بل يصبح العدو الإسرائيلي وبموجب القانون الدولي، المالك الشرعي والرسمي والوحيد له.
ولفت ياسين في تصريح لصحيفة الأنباء الكويتية، الى ان الدولة اللبنانية مطالبة باتخاذ موقف جريء وشجاع، أولا بتعديل الاحداثيات في المرسوم 6433 بما يتلاءم مع الخط 29، ومن ثم إبلاغ الامم المتحدة بهذا التعديل قبل فوات الأوان، ثانيا بتوجيه انذار سريع لشركة إنرجيان اليونانية بالتوقف فورا عن العمل في حقل كاريش والخروج منه اليوم قبل الغد، ثالثا بالتهديد باستخدام جميع وسائل الردع القانونية والسياسية والديبلوماسية، وحتى العسكرية في حال استمر الاعتداء الإسرائيلي على حقوق لبنان البحرية.
وردا على سؤال أكد ياسين ان التنازل عن الخط 29 خيانة عظمى، ويتحمل مسؤوليتها المتنازلون عنه بغض النظر عن الهوية السياسية للسلطة، فالدولة اللبنانية من رأس الهرم الى قاعدته مطالبة اليوم باتخاذ موقف وطني جريء يضمن حقوق لبنان النفطية ضمن مياهه الإقليمية والدولية وتحديدا ضمن الخط 29، وبالتالي اجبار الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والوفد الإسرائيلي المفاوض على الجلوس على طاولة المفاوضات وفقا للشروط اللبنانية، وليس وفقا لشروط الكيان الإسرائيلي.
ولفت في سياق رده الى ان الخط 23 وضعته إسرائيل بتاريخ 1/3/2009 لحماية بلوكاتها النفطية، ومن ثم اعتمده لبنان خطأ في العام 2010 وابلغه الى الأمم المتحدة، علما ان الخط 23 غير قانوني وهو بالتالي ساقط بالأساس، كونه لا يستند الى أي وثيقة ترسيم دولية، مؤكدا انه لن يدافع عن هذا الخط لا على طاولة المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، ولا في اي محفل دولي، معتبرا بالتالي ان أكبر جريمة ترتكب بحق لبنان، هي التمسك بالخط 23 لان التمسك به يعني التمسك بالترسيم الإسرائيلي اللاقانوني واللاشرعي.
واردف: الحل في كاريش لبناني ثم لبناني ثم لبناني، ولا ينتظرن أحد أن يأتي الحل من الوسيط الأميركي او من أي وساطة دولية اخرى، لاسيما وان العدو الإسرائيلي كان يرفض بشكل قاطع مجرد النقاش بالخط 29 لمنعه من ان يتحول الى نقطة تفاوض، وذلك ليقينه بأن الخط 29 هو الخط الرسمي والقانوني وليس الخط 23، فيما انا كنت متمسكا به، وأعلنت مرات عديدة ان المفاوضات اما ان تبدأ بمناقشة الخط 29، وإما لا نقاش ولا تفاوض ولا وساطات اميركية ودولية.
اما في حال سقطت لغة العقل وانزلقت الأمور الى مواجهات عسكرية، فأكد ياسين ان الجيش يلتزم بقرار السلطة التنفيذية، وهو في حال اعطي له الامر بحماية الحدود، فلن يتوانى في بذل الغالي والنفيس لردع إسرائيل من التعدي على حقوق لبنان، وسيجبر الوفد الإسرائيلي المفاوض على العودة زحفا الى المفاوضات وفقا لشروط الدولة اللبنانية.