رؤى ومفاهيم

رؤى ومفاهيم
بقلم: المهندس الفنّان د. حسين أحمد سليم الحااج يونس
رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة
الله
هو القوّة المُوجدة للكون، معروفه ومجهوله، وهو البداية والنّهاية، وسٍرّ الحياة، وربّ الثّواب والعقاب، وأصل كلّ معرفة وقوّة ومحبّة…
عالم الأرواح
هو بداية الخلائق ونهايتها، العقل الإلهي المُدبّر للكون، الضّابط لنواميسه، أزلي أبدي، خارج نطاق القيود المادّيّة، زمانيّة ومكانيّة، قِوامه السّماوات، وكائناته الأرواح القدسيّة، أمّهات الكائنات كلّها، نقيّة شفيفة مجيدة…
الحضارات الكونيّة
هي سماوات ذات وجود روحي بحت، وعظمة إلهيّة، وسعادة روحيّة لامتناهية…
ونعيم بعوالم مادّيّة مجيدة تتمتّع بحضارات راقية جدّا، مُوزّعة على درجات روحيّة، بمستويات ذات غبطة عظيمة، وهناء معنوي ومادّي كبير…
وجحيم بعوالم مادّيّة مُتقهقرة الحضارات، مُوزّعة على درجات روحيّة، يعظم فيها الجهل والغباء والعذاب المادّي والمعنوي…
وأرضنا الشّمطاء على عتبة الجحيم الرّوحيّة…
الرّوح والنّفس
الأرواح كائنات إلهيّة، لا تُخالط الأبدان، ولا تشوبها أيّة كثافة مادّيّة… وكلّ روح أمٌّ لسيّالات كثيرة انبثقت منها، وهي كائنة في تجسّدات مُتفاوتة الدّرجات رقيّا روحيّا، ومُنبثّة في عوالم مختلفة من النّعيم والجحيم، تُؤلّف بمجموعها النّفس، ومُرتبطة بأصلها الأمّ، بوشائج إشعاعيّة غير منظورة…
الأعمال بدوافعها
قيمة الأعمال بنوعيّة ومستوى دوافعها، من شأنها أن تُرقّي سيّالات الإنسان، إذا اقترنت بدوافع سامية… وتفقد معناها السّامي وجزاءها الرّوحي، إذا كانت دوافعها حُبّ الظّهور، ونيل المجد الدّنيوي، وغير ذلك من خسيس الدّوافع…
الرّحمة والنّعمة
هي خلاصة لما يزرعه الإنسان يحصده، والله يُعامل البشر بعدالة، فهو الرّحمن الرّحيم… وتتجلّى الرّحمة الإلهيّة بمظاهر كثيرة، في تاجيل، أو تلطيف، أو توزيع، أو إبدال العقاب للخطأة، دون المحو أو الإزالة، حفاظًا على موازين العدالة الإلهيّة… والنّعمة هي مساعدة روحيّة خاصّة، يمنحُها الخالق للمُستحقّين، وفق ما يبذلون من الإصلاح لأنفسهم وترقيتها، بأعمالهم السّامية الأهداف، أو بنزوع أنفسهم منزعًا روحيّا طويل الأمد…
الموت والولادة
لحظة الموت يُحدّدها النّظام الإلهي للإنسان، منذ ولادته، وفق درجة سيّالاته وتجسّداته السّابقة، وليس الموت فناءً، بل هو انتقال السّيّالات من شكل إلى آخر… ويحدث الموت بمغادرة السّيّال الحيوي الأخير للإنسان، وغالبًا ما يحصل الموت بصورة تدريجيّة في سياق عمر الإنسان، فكلّما غادر سيّال من سيّالاته، تناقصت طاقته الجسديّة أو قدراته المعنويّة…
وعندما يتحرّر السّيّال من قيود الجسد، تحدث له يقظة روحيّة…
ولكلّ عالم كونيّ، شكل من أشكال حدوث الموت…
ويولد الإنسان في الأرض، وفق درجة سيّال أحد أبويه، بما يُتاح له أن يهبط إلى الأرض. وتختلف كيفيّة الولادة باختلاف أنظمة العوالم الكونيّة…
حفظ الأشكال وتسجيل الأفكار وتصوير الأعمال
كلّ حيّ وشيء، له نموذجٌ يُحفظ روحيّا في عوالم خاصّة، بعد انطلاق سيّاله الحيويّ وزوال شكله… فلكلّ عمل صورته، ولكلّ فكرٍ أو رغبةٍ أو حلمٍ تسجيله، تُحفظ جميعها في عوالم خاصّة، شهودًا على حياة الكائن وسلوكه وأعماله…
الإنسان والكون
آدم الإنسان الأوّل، كان مجموعة كبيرة من السّيّالات الملائكيّة الكائنة في مختلف درجات النّعيم… جسّدته المشيئة الإلهيّة في الأرض، لعصيانه أوامر العزّة الإلهيّة، فاشتركت فيه هذه السّيّالات، وحُكم عليها بالهبوط إلى الأرض، مُجتمعة في كيان بشري هو آدم…
ومن سيّالات آدم كانت حوّاء، ومن الإثنين تناسلت البشريّة على وجه الأرض…
ولتفعيل ودفع الحضارة الإنسانيّة نحو الأفضل، سمحت المشيئة الإلهيّة لسيّالات الأنبياء، والهُداة، والحكماء، والمُصلحين الحقيقيّين، أن تعمل عملها الخيّر في الأرض… وسمحت أيضًا لكائنات أخرى، تنتمي لعوالم أكثر رقيّا، أن تزور الأرض من حين لآخر، إسهامًا في تلقيح البشر، بسيّالات تُساعد على الرّقيّ، والتّسامي الحضاري عن طريق الإقتران ببعض بناتهم…
أدوار التّكوين والرّسالات الرّوحيّة
مرّت الأرض في أدوار تكوينيّة كثيرة، استغرقت عشرات الملايين من السّنين، اندثرت فيها الحياة لتعود فتنتشر مجدّدًا، سبقت دورنا التّكويني الحالي الذي بدأ بنوح…
وكلّ دور كان ينتهي عادة، بالوصول إلى درجة عالية من التّقدّم العلمي والتّكنولوجي، وبظهور رسالة روحيّة جديدة، تكون البداية لدورٍ آخر…
وآدم أبو البشر الحاليّين، سبقته عشراتٌ من تجسّداته في الأدوار التّكوينيّة السّابقة… والبشريّة اليوم هي في ختام الدّور الحالي…
الإنسان والكائنات الأرضيّة
لكلّ كائن دوره الخاصّ في دورة الحياة الكونيّة، فلم يُخلق عبثًا أيّ كائن مهما كان تافهًا في عين الإنسان…
فالإنسان الذي يغتذي بكثير من الحيوان والنّبات، تغتذي منه جراثيم كثيرة، وتتوالد على حسابه وهو حيّ، وديدان الأرض تغتذي به بعد موته…
فجميع المخلوقات، تتمتّع بسيّالات راقيّة عند البعض، وهابطة عند البعض الآخر، ومنها ما يفوق سيّالات البشر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *