الصراع على المدن الداخليه في الحروب الصليبيه بعلبك نموذجا

بقلم : المؤرّخ الدّكتور علي حسين درّة / بعلبك

الصراع على المدن الداخليه في الحروب الصليبيه بعلبك نموذجا

بقلم : المؤرّخ الدّكتور علي حسين درّة / بعلبك

تهدف هذه الدراسه الى :

تسليط الضوء على التفاعل والتكامل بين المدن والبلدان فما يحدث عسكريا وسياسيا وثقافيا في احدى المدن يؤثر بالتالي على المدن الاخرى فعندما تحاصر دمشق تتاهب بعلبك عسكريا والعكس صحيح واذا سقطت بعلبك فكانما دمشق الذي سقطت هذا من الناحيه العسكريه اما من الناحيه الثقافيه فقد كان طالب العلم في تلك الفتره يتلقى علومه في دمشق ويدرس في بعلبك او القاهره او يتلقى علومه في القاهره ويدرس في بعلبك او القدس .

تشابهه المدن الداخليه خلال الحروب الصليبيه بعده امور فيما بينها منها سهوله المرور والتنقل فيها على اعتبارها مناطق سهليه متصله فيما بينها وبعيده عن الخطر الخارجي.

اهميه وسهولة التبادل التجاري في ما بينها.

وحدة جغرافيا متشابهة.

العلاقات الاجتماعية المتقاربة خاصه لجهة المصاهرة بين الاسر التي حكمتها و بعض الاسر كانت ترتبط فيما بينها بصلة القرابه( اخوة ابناء عم) .

تقارب العادات والتقاليد والاعراف -وحدة مذهبية ودينية – الارتباط المصيري في ما بينها الذي قد يؤثر سقوط احداها على الاخرى -الارتباط الثقافي فيما بينها وهو واضح لجهه الحديث واعطاء الاجازات بالرواية. هذا الكتاب لا يهدف الى التحامل على طرف او انتقاد ديانة معينة او طائفة بحد ذاتها وانما يراد منه تسليط الضوء على بعض الحقائق التاريخية ان الحملات الصليبية التي استهدفت بلاد المسلمين استهدفت في طريقها المسيحيين التابعين للامبراطوريه البيزنطية قبل المسلمين ومن هنا نستنتج انهم كانوا أصحاب أطماع دنيوية واقتصادية وان حملت حروبهم عناوين الدفاع عن المقدسات المسيحية ومن يتتبع ما حدث في تلك الحقبة اول ما يحدث اليوم اليوم ما هو إلا استمرار للحملات الصليبية تحت عناوين التبشير ومساعدة الاقليات في العالم اجمع. لماذا كانت بعلبك نموذجا لهذه الدراسة!؟ يعرف العالم بعلبك الكثيرون قد سمعوا عنها او شاهدوا روعة اثارها التي بناها الرومان كما أن اسمها تردد كثيرا في الصراع العربي الاسرائيلي لانها شعبها كان ولا يزال خزان بشريا للمقاومة ضد الكيان الصهيوني والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان لبعلبك هذه الأهمية في هذا الصراع المرير بين الامس واليوم رغم ان المعارك اليوم تعتمد اعتمادا كليا على الحروب الجوية وما الدور الموكل لبعلبك وهي مدينة داخلية الجواب على هذا الاشكال يكون في موقعها الجغرافي الذي يربط دمشق بالساحل ويربط بلاد الشام بكاملها مشكلا عقدة مواصلات هامة و من هنا كان طبيعيا على اي دراسة عن الحروب الصليبية ان لا تتجاهل دور بعلبك لمكانتها ولما تمثله من سد منيع في وجه التمدد الصليبي الى الداخل والعالم اليوم يعرف صلاح الدين وغيره من الملوك والسلاطين الايوبيين والمماليك فهل كان هؤلاء القادة يدركون اهميه بعلبك في صراعهم مع الصليبيين ومن ناحية اخرى اخرى ونحن في عصر العلم والتكنولوجيا فان الطلاب المسلمين يغادرون بلدانهم طلبا للعلم إلى الغرب فهل يعلمون ان بعلبك كانت في العصر في العصور الوسطى محطة ارتحال لطلاب العلم والفكر واذا كنا اليوم نتحدث عن دور المراة فهل كانت لها في بعلبك اي دور في هذه المرحلة التي عاش فيها النساء من التعسف والظلم والاضطهاد في الشرق والغرب؟؟ لقد شاهدت بعلبك الى الحرب الصليبية تطورات سياسية وفكرية متنوعة فمن الناحية السياسيه تعاقب عليها عدد من الامراء والملوك بعضهم قاوم الصليبيين وساهم مع غيره من امراء بلاد الشام في التصدي لهم فشاركت عساكر المدينة في مختلف المعارك التي خاضها امراء المسلمين ضد الصليبيين ومن المعارك التي خاضتها بعلبك لمؤازرة الجيوش الاسلامية معارك دمشق وعكا وفي فلسطين. التعاون مع المحتل لا يزال موجودا حتى اليوم والصراع العربي الاسرائيلي شاهد على ذلك في الحروب العربية الاسرائيلية وان حدث هذا الأمر مع بعض أمراء المدينة فهو لا يمثل رأي وقرار المدينة واهلها ابدا.

فيما يتعلق بالتنظيم الاداري والسياسي لبعلبك خلال هذه المرحلة فهي كانت تتبع احيانا والي دمشق الذي هو نفسه قد يكون حاكما المدينتين كمان بعض الحكام دمشق كان قد سبق لهم وكانوا حكام لبعلبك وانتقل منها ليتربع على كرسي دمشق وعن طبيعة التكوين السكاني لاهل بعلبك في هذه المرحلة فقد كانوا ونسيجا متالفا بالرغم من تنوعهم من الناحية الدينيه وتوزعوا على عدد من المذاهب الاسلامية كالحنابلة والشافعية والاحناف اضافة لوجود مجموعات شيعية اثنا عشريه لعبت دورا سياسيا مميزا ايام حكم الامجد كما قامت في دورها القيادي في التصدي للتتار الغازاة وإضافة للمسلمين كانت المدينة تضم العدد من النصارى واليهود بعضهم كان وجوده بها قد سبق سبق الوجود الاسلامي عود المراحل السابقه والباقون قدموا في فترات مختلفة بعد فتحها.

اهتم علماء بعلبك في هذه الفتره بوضع الكتب وتاليفها ليستفيد منها عدد كبير من طلبة العلم فوضعت مئات الكتب في مختلف المواضيع العلمية والفكرية وكانت مساهمة كبيره قدمتها المدينة من أجل نشر العلم والوعي وكانت للنساء البعلبكيات دورهن المهم والبارز خاصة في مجال رواية الحديث حتى اننا نجد عددا كبيرا من الاحاديث المروية في هذه الفتره قد رويت عن طريق بعض النساء البعلبكيات. لماذا كانت هذه الدراسة؟ ذكر المؤرخون مدينة بعلبك لكنهم لم يفردوا لها دراسة شاملة خاصة بها كتب عن دمشق والقاهرة وبيروت فمروا بها في كتبهم مرور الكرام ولم يكتبوا عنها الا في مواضيع ترتبط او تمس مدنا اخرى وقد ورد ذكرها احيانا في بعض الكتب والتراجم بعبارة مختصرة (فمر في بعلبك فاتحا لها) او العالم او الامير الفلاني ولد فيها دون ان تكون نفسها محور المؤرخ وكتابه بالرغم من اهميتها السياسية والحضارية وتاثيرها على غيرها من المدن وتاثير محيطها العربي والاسلامي عليها خاصة في هذه الفترة الحساسة اثناء الحروب الصليبية – اهميه هذه الدراسة: تهدف هذه الدراسة – اظهار اهميه موقع بعلبك كنقطة استراتيجيه بالنسبة لبلاد الشام والمدن الداخلية -ابراز دور حكام بعلبك واهلها في التصدي للحملات الصليبية على الاراضي العربية والإسلامية.

اظهار الاطماع الصليبية الراغبة باحتلال بعلبك والاستفادة منها في المجالات الاقتصادية وزعزة استقرار المدن المجاورة – ابراز دور حكام بعلبك السياسي وإظهار جهودها في محيطها العربي والاسلامي – ابراز التدخل والتاثير العربي والاسلامي على بعلبك -ابراز الدور الفكري والحضاري – صعوبات البحث: من يريد كتاب تاريخ خاص ومستقبل عن مدينة عربية شحت المصادر التاريخية العربيه والحديث بالكتابة عنها بشكل مفصل مستقل ولم يعنى المؤرخون بتدوين تاريخ لها فإن هناك صعوبات والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أهمل المؤرخون وضع تاريخ مخصص لبعلبك والجواب على هذا التساؤل والاجابه عنه بعدة احتمالات منها : – ان المدينة تقع على تخوم المدن الكبرى و انها في اغلب الاحيان كانت ترتبط بدمشق بعض المؤرخين عزا الإهمال لدوافع سياسية او دينية الإهمال الرسمي في هذا المجال -الاحداث والظروف التي مرت على لبنان من الاسباب ايضا ندرة الانتاج والجهد المحلي في بعلبك. تناولت هذه الدراسة تاريخ المدينة من خلال القراءة السياسية والفكرية العهود التي تعاقبت عليها من اموية وعباسية وتحدثت عن العادات والتقاليد والعنوان والاعلام –

التاريخ الحضاري للدوله الحمدانية العصر الذهبي لمدينة حلب حلب شغلت الدنيا عبر كل العصور التي مرت بها البشرية قديما وحديثا ونظرا لاهميتها الاستراتيجية والاقتصادية كتب عنها الكثير اما بطلها الخالد سيف الدولة الحمداني فهو احد ابطال العروبة والاسلام امضى سنوات عمره في الدفاع عن ثغور المسلمين ولذلك فان الكتابة عنه تحتاج الى عناية خاصه وتعب وجهد يليق به سيف الدوله كان بطل السيف والقلم على حد تعبير مصطفى الشكعة فهو وان حمل السيف طيلة عمره الا ان ذلك لم يثنه عن فتح بلاطه واستقبال النخب العربية والإسلامية من الشعراء والعلماء والادباء وكان يقدم لكل منهم عطاء خاصا كان للبعض منهم برزق آخرون رزهقان ولبعضهم ثلاثة ارزاق او اكثر وقد امتد عطائه ونشاطه الى خارج دولته شملت كل محتاج منهم وقصده عدد منهم بعد ان سمع بعطائه غير المحدود. فالكتابه عنه وعن سنوات مشرقة من التاريخ العربي الاسلامي تحتاج الى جهد خاص يتوافق وحجم الفترة الذهبية التي اشرقت بها حلب.

فقدمت الدولة الحمداني كوكبة من الامراء والادباء والشعراء الذين اغنوا التاريخ الاسلامي بما قدموه فسيف الدولة نموذج الحاكم الذي يعرف متى يحمل السيف و متى يمسك بالقلم صعب جدا ان تجمع كافه الوجوه الثقافية والعلمية في مجلس واحد وفي مكان واحد رغم وجود الخصومات واختلاف العقليات الافكار والعقائد لدى كل منهم لكن سيف الدولة فعلها فقد جمع نخبة من المفكرين والمثقفين في بلاطه وبعد وفاته انهلر هذا الحلم الوردي فعاد كل مفكر الى بلاده ومنهم من التحق بامراء اخرين يؤمن رزقه. وصعب جدا بامكانات ومقومات عسكرية محدوده ان يواجه امير دولة صغيرة اعتى إمبراطورية هي الامبراطوريه البيزنطية لكن سيف الدولة لكن سيف الدوله فعلها وواجهه الروم بامكانيات بسيطه وتغلب عليهم في مواقع كثيرا فكان يعرف متى يقاتل ومتى يجلس في قصره يستمع للشعراء ويناقش العلماء. – اشكالية الموضوع: كثيرون كتبوا عن حلب وتطرقوا لسيف الدولة او الى ابي فراس لكن هذه الكتب لم تهتم بالجانب الحضاري للدولة الحمدانية بشكل كاف واقتصرت على جوانب عسكرية وهي وان تناولت الجانب الحضاري لكن بشكل مقتضب و لذلك احببت ان اصلط الضوء على الجوانب الحضارية في تاريخ الدوله العربيه الاسلاميه وانا أشير الى بلاط شاهد اروع وامتع جلسات الثقافة واكثرها فائدة حتى فاق بلاط هارون الرشيد في بغداد -الإشكالية تتضمن الاسئلة التالية هل دور سيف الدولة الجهادي حد من دوره الحضاري وما الدور الذي قامت به حلب كمركز للثقافة في العالم الإسلامي ومن خلال النشاط الثقافي تطرح الإشكالية التالية ما هو الدافع لحماس الشعراء لالاتصال بامير الدوله الحمدانية – اهداف الدراسه: ا-ظهار التاريخ الحضاري الاسلامي للدولة الحمدانية – الاشارة لضعف الخلافة العباسية وظهور الدول المستقلة – الاوضاع الاقتصادية في الدوله الحمدانيه وسهوله التبادل التجاري بينها وبين المحيط الخارجي – دور الاسرة الحمداني وترجمة ابطالها – اظهار دور الأديرة والمساجد -وصف القصور والاسوار واامعالم العمرانية – اظهار دور مجلس سيف الدولة الادبي والعلمي -الإشارة إلى التنوع العرقي والثقافي والديني والذي يدل على التسامح الذي كانت تمتاز به الدولة الحمدانية وهذا التسامح والانفتاح من ابرز صفات سيف الدوله -ترجمة لخياة بعض الشعراء والادباء والمفكرين والادباء والعلماء والمنجمين وغيرهم ممن اتصلوا بسيف الدولة -اظهار طبيعة العلاقة بينه وبين الدوله البيزنطية – الاشادة بالجيش الحمداني ودوره البطولي في الدفاع عن مقدسات العرب والمسلمين – تسليط الضوء على ظروف التعليم ودور المساجد والكتاتيب في نشر المعرفة والوعي. -وفي ما يتعلق بالتنظيم الاداري للدوله الحمدانية فقد كانت دولة مستقله وان كانت من الناحية السياسية تتبع الخليفة العباسي واحيانا اخرى تتقرب من الخليفة الفاطمي وهذا ظهر من خلال النقود التي سكت . – في مجال العلاقات الخارجيه كان سيف الدوله يرسل مبعوثين عنه الى الدولة البيزنطية ويستقبل موفدين منهم وهذا يدل على استقلالية القرارات الحمدانية. -وضع الكتب وتاليفها وتوزيعها ليستفيد منها اكبر عدد ممكن من طلبة وكانت مساهمه كبيره قدمتها الدولة الحمدانية من اجل نشر الثقافة العربية ه الاسلامية -اظهار دور بعض النساء الحمدانيات المميز والبارز في المجال السياسي والثقافي…

 

– الدكتور علي حسين درة

مولود في يونين قضاء بعلبك

تلقى دروسه الاولى في مدرسه القرية ثم انتقل الى بعلبك حيث تابع الدراسه في التكميلية الرسمية الاولى وبعدها انتقل الى الثانوية الرسمية حيث نال الشهادة الثانوية.

حصل على اجازه في التاريخ من الجامعه اللبنانيه زحله.

حائز على دبلوم جامعي في التاريخ من جامعة بيروت العربية

حائز على ماجستير في التاريخ من جامعة بيروت العربية بدرجة جيد جدا

حائز على دكتوراه في التاريخ من جامعة بيروت العربيه بدرجة امتياز

مؤلفاته:

الصراع على المدن الداخليه في الحروب الصليبيه بعلبك نموذجا التاريخ الحضاري

الدوله الحمدانيه العصر الذهبي لمدينه حلب ابحاث تاريخيه

اوراق الخريف

كتبت عنه بعض الصحف كجريده الانوار و جريده السفير واجرت معه بعض المقابلات التلفزيونية منها قناه المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *