إبتكار مدرسة الرّسم والتّشكيل السّحابي
بقلم: حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
إبتكار مدرسة الرّسم والتّشكيل السّحابي
بقلم: حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
المُصمّم المُبتكر والمخترع اللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس القدير والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير
كثيرا ما كنت أرنو بناظري إلى قبّة السّماء البعيدة, أراقب حركة السّحب والغيوم تحت تأثير جريان الرّياح… وكم كان يحلو لي أن أرسم وأشكّل منها بعض اللوحات والمشهديّات, التي يتفتّق عنها خيالي الجامح, لأجسّد ما أقوم به وأصنع حقيقة واقعة, تعكس بدائع وجمال خلق الله, الدّالّ على عظمته وقدرته وجلاله, وكانت هدأة الطّمأنينة تسكنني كلّما أنجزت لوحة أو مشهديّة أتخيّلها بوجداني من رحم السّحب والغيوم…
راودني كثيراً عقلي المقلبن على عرفان ذاتي وحرّضني, وحفّزني أكثر قلبي المعقلن على باطن وعيي وأثارني, فإمتطيت إمتدادات وجداني الإنسانيّ البشريّ, وإرتحلت سابحاً ثملاً على صهوات التّفكّر في البعد الآخر, وعرجت في فضاءات الخيال الفنّي, وولجت تلك الفراديس التّفكّريّة الإبداعيّة, الموشّاة باللينوفار الفنّي التّشكيلي, وإخترت تلك العرصات المعشوشبة بالمشهديّات الجماليّة, أتفيّأ بدائع صنع الله من تلك الأشجار التي تتماهى في فتنتها, أرنو لما حولي من معالم الخلق المكتنزة بأسرار وأسرار, فأتوضّأ صعيداً بماء قراح يتفجّر من الصّخر الأصلب, وأقيم صلاتي بعد رفع أذان الحقّ, وأنتحي متفكّراً, فأرتحل ثملاً في غيبوبة الخشوع, وأنا أتهجّد فوق سجّادة صلاتي التّرابيّة, فتتجلّى لي مرتسمة, معالم أسرار إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل الغمامي للسّحب والغيوم والمزن…
تتكون الغيوم عندما يرتفع الهواء الساخن وهو مشبع بالرطوية وحين يصل الى ارتفاع معين، يبرد الهواء الساخن، وعند درجات حرارة أبرد لا يعود قادرا على حمل كل ما فيه من رطوبة على شكل بخار ماء، لذلك تتحول الرطوبة الزائدة الى قطرات صغيرة من الماء أو قطع من الثلج، وهذا يشكل الغيوم…
لا يوجد أيّ غيمة مشابهة لغيمة أخرى، والغيوم دائما تغير شكلها، والسبب الكامن من وراء تكون انواع مختلفة من الغيوم، ان تكوّين الغيوم يحدث على ارتفاعات مختلفة وفي درجات حرارة مختلفة، وتتكون الغيوم من جزئيات مختلفة بناء على ارتفاعها ودرجة حرارتها…
ان اعلى الغيوم قد يصل ارتفاعها الى ما بين 30 و50 ميلا وتسمى الغيوم الرّائقة.
وهنالك غيوم تسمى التّولية أو ام اللآلىء ويكون ارتفاعها ما بين 12 و 18 ميلا وهي غيوم رقيقة جدا، حافلة بالألوان الجميلة وتتكون من الغبار أو قطرات الماء وهي لا ترى الا بعد غروب الشمس او في الليل او قبل شروق الشمس…
وغيوم السمحاق وتكون مثل صفائح رقيقة بيضاء، وغيوم الطخرور وهي صغيرة ودائرية تشبه اشكال السمك في السماء…
ان كل الغيوم تتكون من قطع صغيرة من الجليد، اما الغيوم الأوطأ فانها تتكون من قطرات من الماء واعلاها وهي غيوم الفزع وترتفع عن الأرض ما بين ميلين واربعة اميال وهي تتكون من كتل دائرية أكبر من غيوم النمر…
وعلى ارتفاع حوالي ميل عن الأرض هنالك غيوم “القَرد” وهي غيوم مؤلفة من كرات داكنة ضخمة فوق قاعدة افقية مسطحة. وعلى نفس المستوى هنالك الغيوم الماطرة، وتسمى الخسيف، وهي سميكة وداكنة ولا شكل لها…
هنالك نوعان آخران من الغيوم وهما القزع النغاض والركام وهذان النوعان غيوم كبيرة سميكة تجلب الرعد والعواصف…
وللسّحب أسماء منها: الظخاء وهي السحاب المرتفع… و القزع وهو السحاب الصغير الحجم المرتفع. و الكنهور وهو السحاب الأبيض العظيم. والركم وهو السحاب المتراكم أو التجمعي. والغين وهو الكثيف الملتف منه. و النغاض وهو الكثيف المتحرك في سرعة. والمعصرة وهو الكثيف المحمل بالمطر الغزير. و الراعد وهو السحاب كثير الرعد. و الدجينة وهو السحاب المنتثر والممتد. و الرهج وهو السحاب الرقيق أو السمحاقي. و الرهل وهو السحاب الرقيق المنخفض كالندى. و الديم وهو الضباب الرقيق المنخفض. و الضباب وهو سحاب يغشى الأرض. و الضبيبة وهو السحاب الخفيف المنخفض. و الصرفة وهو القطعة من السحاب أو الطخية. و السمحاق وهو القطعة الرقيقة من الغيم…
والسّحب هي جزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
تعتبر السحب عبارة عن شكل من أشكال الرطوبة الجوية التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، حيث أنّ الشمس، التي تعتبر المحرك الأساسي لدورة الماء، تقوم بتسخين المحيطات التي تحوّل جزءاً من مياهها من حالتها السائلة إلى بخار، فتقوم التيارات الهوائية المتصاعدة بأخذ بخار الماء إلى داخل الغلاف الجوي (حيث درجات الحرارة المنخفضة) فيتكاثف الهواء المشبّع ببخار الماء مكونا بذلك جزيائات الماء السائلة أو المتجمدة فتمتزج بذرات الغبار مشكلة بذلك السحب. بما أن درجة كثافة السحب هي من 10 إلى 100 مرة أقل من درجة كثافة الهواء فإنّها تطفوا في الماء، أما ما يفسر تحرك السحب عبر الرياح هو الحركة الدائمة لجزيئات الهواء التي تدفع كل الكتل التي تحتك بها بما في ذلك السحب.
تنقسم السحب حسب ارتفاعها إلى 3 أقسام: السحب عالية الارتفاع، السحب متوسطة الارتفاع والسحب منخفضة الارتفاع. تنقسم كل مجموعة من المجموعات الثلاثة إلى عدة أنواع.
والسحاب الطباقي هو سحاب منخفض رمادي اللون قريب من سطح الأرض أشبه ما يكون بالضباب المرتفع، وأحيانا على هيئة رقع مهلهلة تتركّب من قطيرات مائية دقيقة تتشكل بفعل تبريد الجزء الأسفل من الجو.
قد ينشأ من تأثير الحركة المزجية عندما يترطّب الهواء بواسطة الهطول الساقط من سحب الطبقي المتوسط أو الركام المزني أو المزن الطبقي.
السحاب الركامي الطباقي, سحب منخفضة قريبة من سطح الأرض تبدو بشكل طبقة رمادية يغلب عليها وجود أجزاء داكنة تترافق بهطول مطر خفيف وأحيانا بثلوج.
السحاب الركامي المنخفض أو الخفيض ويعرف هذا النوع من السحب عند العرب باسم القرد، وهي سحب منخفضة تنمو بشكل رأسي شديدة السماكة والكثافة، تكون الأجزاء المضاءة من الشمس بيضاء وتكون قاعدتها داكنة نسبيا ومهلهلة في بعض الأحيان، وتتكوّن من قطرات مائية ويمكن ان تكون في أجزائها العلوية مكونة من بلورات ثلجية، تتشكل على طول الجبهات الباردة من المنخفضات الجوية وتترافق بهطول على شكل زخات من المطر.
المزن الركامية أو الركام المزني ويعرف في لسان العرب باسم الصيب، وهي سحب شديدة الكثافة والضخامة لها امتداد رأسي كبير، بإمكانها أن تمتدّ من سطح الأرض إلى نهاية طبقة التروبوسفير، مظهرها يشبه مظهر الجبال وغالبا ما يكون جزؤها العلوّي متفلطحا بشكل سندان. تتركب من قطرات مائية وبلورات ثلجية ويكون التهاطل على شكل زخات شديدة من المطر أو الثلج أو البرد ويندر ان يهطل البرد من سواها.
وهي أشهر أنواع السحب وأكثرها قوة وتحمل في داخلها قوة ديناميكية هوائية خارقة بإمكانها الإطباق على جناحي طائرة ركاب، كما تحمل في باطنها أكثر الشحنات الكهربائية وأكثرها قوة وبإمكان شرارة برق صادرة منها أن تمد مدينة بالكامل بالكهرباء، وهي السحابة الوحيدة التي تتميز بشكلها المهيب والمخيف، وهذا النوع من السحب يتميز بقربه من سطح الأرض وعلو قمته، فنمو القمة مستمر حتى تصطدم بطبقة الغلاف الجوي الأولى، فتنحرف القمة لتتمدد بشكل جانبي، حتى يتم ما يسمى ب:السندان.
السحب المتوسطة (6000-2000 متر), والسحاب الركامي المتوسط, وهي سحب متوسطة الارتفاع تتكون من قطرات مائية تتحول إلى بلورات ثلجية عند انخفاض درجة الحرارة.
السحاب الطباقي المتوسط, وهي سحب متوسطة الأرتفاع تأخذ شكل صفائح أو طبقات متجانسة، وقد تغطي السماء كليّا أو جزئيا كما تبدو بعض أجزائها رقيقة، ويمكننا من رؤية الشمس من خلالها ولكن بلون باهت، وهي تتركّب من قطرات مائية وبلورات جليدية تؤدي في بعض الأحيان بمشيئة الله إلى تهاطل مطري وأحيانا ثلجي.
المزن الطباقية وتبدو على شكل طبقة رمادية اللون تحجب الشمس تماما وتصبح غالبا سحب منخفضة يصاحبها هطولات مطرية وثلجية.
السحب المرتفعة (6000–12000 متر) والسحاب الرقيق المرتفع ويطلق عليه العرب اسم القزع، وهي عبارة عن سحب عالية توجد على أرتفاع 6 كم وأكثر، وعادة لا تغطي السماء كلها ولونها يميل للبياض، كما تتركب من بلورات ثلجية دقيقة الحجم لا تؤدي إلى أي هطول، ظهورها يعد نذير وبشير لحدوث تغييرات في الجو.
السمحاق الركامي وتطهر هذه السحب على أشكال كروية أو على شكل خطوط أو موجات تشبة تجاعيد رمال الصحراء. تدل هذه السحب بصفة عامة على الجو الصحو ولكنها قد تكون في مقدمة عاصفة إذا ما ازدادت كثافتها وقل ارتفاعها ويرمز لها(Cc).
السحاب الطباقي المرتفع أو السمحاق الطباقي ويمثل هذا الصنف سحبا عالية شفافة تغطي السماء كليّا أو جزئيّا ولا تحجب أشعة الشمس تماما، كما تترافق عادة بشكل هالة حول الشمس أو القمر، وهي تتركب في الغالب من بلورات ثلجية لا يرافقها هطول.