غاديات

بقلم غادة أحمد فقيه / مراسلتنا من مدينة النبطية / جنوب لبنان

أبي الغالي….
في مثل هذا اليوم غادرتنا ويا له رحيل ، عام مضى وأنت لم تغب عنا في كل زاوية من المنزل حدثك واشتاقك أن اضمك ان اسمع صوتك فكيف هذا وأنت بجوار رب رحيم.
رحيل أبي
غادرت الديار بدمعة
احرقت فؤادي وروحي تتألم
ياغربة الرحيل كيف لك
أن تسلبي روحي فرحتها
غادروا الديار دون وداع
ولا كلام يطفىء لهيب الرحيل
أي لوعة تركت في قلبي
وأنين يوجع من يسمع
نبضات قلب من الشوق
حيث لا لقاء بعد اليوم يجمع
غياب مدى الدهر ولا أدري
كيف من دونهم بالحياة أنعم
غادة فقيه
كانت الصبح ع شغلي توعيني
وتقلي يا بنتي قومي
لنشرب سوا القهوي
ولمن ارجع عالبيت
وافتح الباب
باسمي تناديني
ولمن يوم سالتها
كيف بتعرفي انا يلي جيت
ردت وقالت من نفساتك وحطت ايدك عالباب
قلتلها يا امي
كيف بنطري الرجوع
قالت : بالصلا والدعا يا بنتي كلو بيهون
وراحت الام الحنونة
وصار الوقت ما الو قيمة
وصرت لمن ارجع عالبيت
اتفقد مكانها وكلماتها
يا امي بطل الضحك الو معنى
ولا حتى العيد عاد فات عالبيت
الله يرحم روحك يا أمي
عندما رحلت أمي
رحلت معها الأيام وتوقف الحياة
رحلت فرحة المنزل وسكن مكانها الحزن
توقفت الاحلام وباتت الأمنيات
تختبىء حيث لا مكان لها في داخلي
كم اتألم في حديث صديقاتي عن امهاتهم
وكم الدمعة تسابقني إليك
ليتك في عيدك ترجعين للحظة
لأقبل جبينك ويديك
كم أنت قاسٍ أيها الموت
كم أنت سارق
سرقت فرحة الكون
ووضعت مكانها حزن وأنين
وشوق لا ينتهي مدى السنين
كل عام وجميع الأمهات بالف خير
ورحم الله أمهات غيبها القدر بجاور رب رحيم
غادة فقيه
لا تسأل من انا
ولا تسأل من البلدان اتيت
وبنظرة شاردة
اخذت تخبره من هي
وقالت:
انا من وطن كتب
اسمه على الجبين
وعمري تعرفه من جدلات شعري
والليل سكن اهدابي
والليل كحل اجفاني
لاسهر على حب ليس له بديل
وقالت:
لا تسأل عن سمرة وجهي
فاني سرقت من الشمس
حرقتها
ورحت بين الحقول أتجول
واحتارت بأمري اشعتها
لا تسألني عن ديني
انا التي صلت في المسجد
وفي الكنيسة رتلت الانجيل
وطافت بيت الله
وزارت القبتين
اعرفت من انا
انا من لبنان
اسمي الحرية
بقلمي
غادة فقيه
عتاب صامت…
لما يا قلبي تعابت الأيام
لما تتحدث لاحبابك بصمت حزين
تنظر تارة اليهم بشوق رهيب
وهم لك غير مبالين
لما تبتسم حين تشاهدهم
وهم لغيرك مبستمين
تنظر اليهم من بعيد
وتحرقك دمعة السنين
وبداخلك تخبىء لهم
فرحة ليس لها مثيل
كفى يا قلبي عتاب
يكفيك من الهجران الانين
واخطو للأمام لعل
هناك من ينسيك لوعة الرحيل
غادة فقيه
يا شهر الاحزان
كان للدمع فيه عنوان
عنوان للفراق
من بين الاحبة والخلان
اقبلوا على الموت بكل
عزم واصرار
وتركوا ديار الرسول
ودعوا احبة حيث لم
يعد هناك لقاء
نسوة واطفال كانوا
برفقة سيد الشهداء
تنازل عن الدنيا وما فيها
طمعا بلقاء العزيز الجبار
وفي كربلاء كان حط الرحال
صحراء فيها الدمع سكب
قبل وصول الاحرار
ورمال الأرض روت
قصة الظلم على العثرة الأطهار
هنا الطفل بين احضان الحسين قضى
وهناك شبيه الرسول على الارض ممدد
والقاسم ابن المجتبى
عريس بالدماء مدرج
وقمر العشيرة حامل اللواء
مقطوع الكفين
لا يدري ماذا يفعل
وهذا الحسين في العراء
مسلوبا عمامته والرداء
اي كفر تجرأ
على ال بيت الرسول
وزينب نادت بصوت حزين
اللهم تقبل منا هذا القربانِ
غادة فقيه
يا نبيه النصر والبطولي
فيك نبنى وطن
وبكل رجولة
وقفت عالمنبر وقلت
لبنان ما بيركع للصهيوني
قاومت بكل ثقة
وسجلت للتاريخ
احرف البطولي
وكنت المدرسة
يلي منها
كل شريف
قدم دموا ع مذبح
الوطن
وكنت انت البي الحامي للطفولي
وللام والبي
والختيار
يهتفوا باسمك
رمز الكرامة
والفخر
وكنت انت النبيه
يلي وقف بوج العدو
وقال
انا نبراس الوطن
للمسيحي والدرزي والمسلم
ما فرقت يوم بينهم يا صهيوني
لعيناك التي سهرت
لأجل الوطن
وسهرك الذي ارعب عدو
باتوا في ديارهم قلقين
لعيناك التي
رأت مسقبلا زاهرا
وكتب عنوان النصر
في تاريخ لم تشهده امم
لقامتك التي
كلما اطلت
اقلقت نفوس الفتن
لك ايها النبيه
نبيه الفخر والانتصار
نبيه الوطن وكل العنفوان
لك ترخص الروح
ومعك نستمر
شيخ وشاب وطفل وفتاة
لك وحدك
نقدم الولاء
قم سيدي وأنفض عنك غبار الغربة
قم سيدي فوطنك يناديك
سيدي….
يوما بعد يوم يزداد الالم ووجع السنين
قم سيدي وأنظر
كيف تجتاح خطك أخطار المغرضين
قم سيدي
فوالله انك جئت للاصلاح في أمة توغل بها الكيد والحقد الدفين
عد سيدي فالنبيه يناديك
أبناؤك يتألمون
ينادون
أين موسانا
اين المغيب لاجلنا في سجون أعداء الله والدين
قم سيدي وانفض عنك غبار السنين
قم ونادي الحسين سيد الوصيين
يا من كان خطه ونهجه حسيني على مر السنين
انا ابنة النبيه بكل فخر
سيدي وقائدي موسى الصدر
انا ابنة الجنوب الذي قاوم وانتصر
انا التي قاومت بندقية اليهودي ومن نظرة عيوني احس بالخطر
انا التي حملت قلمي منذ الصغر
وحطمت قيود المدمر
وتفوقت في الكبر
من انت الذي تعايرني في نهجي
و كيف تجرأ على تهجمي
وانت انت لا تعرف للعز والكرامة وطن
نحن شعب لم نسلم لليهود
وكنا في الفجر نصرخ الله اكبر
وانت في الجبن ترعرت وسلمت نفسك
للذل والقهر
نحن ابناء الجنوب ان كنت تجهل
لا تقترب من قدسية خطنا كي لا تقع في الحظر
يكفي النبيه لكم عزا وفخرا
كلمة حق قالها
انا سني الهوى وقال ان السني اخي
وانتم ما زلتم في الهوان ومكانكم ومؤاكم الحفر
التي بناها لكم عدو وانتم قي غفلة من الزمن
غادة فقيه
بين قطرات الماء ابحث عنك
ومع كل غيمة اسبح
لعل اجد في طياتها طيفك
وأذهب معها إلى كل مكان
وتشرق شمس وتغيب شمس
وانا ما زلت أردد اسمك
فكانت غربتك القاسية
اصعب من وحدتي
يا ملهمي وسيدي
كيف ألقاك
وكيف السبيل اليك
لقد ضاقت الصدور
واصبح انين الشوق
اكبر من تنهيدات الشوق
متى اللقاء سيدي
عد الينا سيدي
وانر قلوبنا برؤيتك
غادة فقيه
يا عالما في حضرتك يختفي الكلام
وتكتب فيك العلماء البلغاء
وتحتار امم كيف لك حفظ الانسان
اسمه حفظه كل جيل
من كهل وشاب وكل فتاة
عرفوك اسما شامخا
وكتبوا تعاليمك على جبين كل إنسان
فكان الشريف والوفي لنهج الامام
ينشر فكرك دون هوان
وفي كل محفل يذكر اسمك
تفرح قلوب كل محب لك عنوان
وعند كل ضائقة يمر بها لبنان
تهتف الأجيال لبيك يا امام
غادة فقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *