تحية للرجال في فلسطين

خمسون عاما مرت منذ أن فرح العرب فرحتهم الكبرى بنصر أكتوبر . لم يرضى الفلسطينيون أن تمر ذكرى النصر بدون تسجيل نصر آخر على العدو الصهيوني . نفذ الرجال في غزة حربا كبيرة تصنف كأكثر الحروب احترافا . خطط الرجال للمعركة برا وجوا وبحرا وضربوا إسرائيل في عمقها رغم أنف قبتهم الموصوفة بالحديدية . لا يملك الرجال طائرات لكنهم طاروا واحتلوا المستوطنات الفاجرة التي تعذب الشعب الفلسطيني وتستفزه طول الوقت . امتلك الرجال الصواريخ وحولوا القبة الحديدية إلى قبة من صفيح . سيروا الطائرات بدون طيار ونفذوا ما خططوا له على أعلى مستوى وأسروا العشرات ومنهم ضباط من القادة والجنود الصهاينة .
ما تم أسعد العرب أجمعين .. نلحظ ذلك على كل المستويات .. أما ما صدر عن الدول الغربية فهو مقرف وإن كان ليس جديدا فالغرب الاستعماري لا يساند الشعوب المقاومة التي تدافع عن وطنها وأرضها ولطالما كان الاستعمار قديما ومعاصرا سارقا لحرية الشعوب وثرواتها .
لا تهتموا رجال فلسطين .. فدفاعكم عن وطنكم هو الشرف والكرامة .. لا تهتموا بمن يدينكم أو يطالبكم بإلقاء السلاح .. إن نصركم سيكشف الجميع .. حتى لو دمرت إسرائيل منازلكم .. فالكرامة والشرف والإرادة والعزيمة ليست في المنازل .. إنما في قلوب الرجال .. في ضمير الرجال .. في تصميم الرجال .
هل ننسى ما فعلته إسرائيل بالدول العربية وما فعلته بالفلسطينيين .. هل ننسى الغارات في أعماق بلادنا .. هل ننسى مدرسة بحر البقر وقتل الأطفال .. هل ننسى ما دمروه في مدننا ومن مدنيينا .. لا تأخذكم بهم رأفة .. فهم لم يرأفوا بعربي .. مدنيا .. طفلا أو شيخا أو امرأة . أبدي إعجابي بالتخطيط والتنفيذ الذي لم تملك إسرائيل حياله إلا الضرب بالطائرات , لكنها تجبن أن تواجه الرجال على الأرض .. يضربون عن بعد ويخشون المواجهة . أفرغوا مستوطناتهم .. فروا .. ولم يتذكروا ما يفعلونه ضد عزل في غزة وغيرها . فًجَروا .. يستفزون الفلسطينيين في المسجد الأقصى وفي كل مكان ولا يتحرك العالم .. فلماذا يدين الغرب ما تقوم به المقاومة .
بلغ عدد القتلى الإسرائيليين ما يقرب من 700 قتيلا وهو أكبر رقم تكبدوه منذ حرب أكتوبر رغم الفارق في حجم القوة العسكرية التي شاركت في أكتوبر وبين القوة التي تقاتل في فلسطين بالأمس .
أستعيد وأؤمن بما رسخه جمال عبد الناصر ” ما أخذ بالقوة .. لا يسترد بغير القوة ” ..تحية للرجال .. تحية للأبطال .. لن يحرر وطنكم إلاكم .. ولن يطرد المحتل إلاكم .. فأكملوا مقاومتكم وحربكم .
رفعت رشاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *