الصديق يدعو لتطوير قطاع التعليم في ليبيا

من المعلوم أن التعليم في ليبيا يتوفر مجانًا للجميع ولمختلف المراحل الدراسية، كما أن التعليم إلزامي للأطفال من عمر 6 سنوات إلى 15 سنة، أي يجب على كل طفل ليبي أن يدرس المرحلة الإبتدائية والإعدادية كحد أدنى، وهناك تسهيلات أيضاً للدراسات العليا، ويعتبر التعليم الجامعي في ليبيا مجانيًا، وتوجد مدارس وجامعات في مختلف الدول الليبية، وتعد اللغة العربية هي لغة التدريس الأساسية في ليبيا، ويتم تدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية كلغات ثانوية.

يبدأ الأطفال التعليم في ليبيا في سن الأربع سنوات في حال توفرت رياض الأطفال وفي سن السادسة من العمر يدخلون إلى المرحلة الابتدائية.

وتشير بعض الدراسات والإحصائيات إلى التطور الذي شهده قطاع التعليم في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وإلى الدور الفاعل للمرأة الليبية في القطاع التعليمي ووجود مدارس مختلطة وأخرى تفصل الذكور عن الإناث، حيث يستفيد حوالي مليون طفل سنويًا من التعليم المجاني في ليبيا.

كذلك تتوفر  برامج تعليم مهني للطلاب الذين لم يكملوا التعليم الأساسي، بهدف تمكينهم من إيجاد عمل جيد في بعض المهن، كالكهرباء والميكانيك والبناء وبعض المهن الأخرى المناسبة للإناث.

إلا أن هذا الواقع لا يلغي وجود تحديات تواجه القطاع التعليمي الليبي، خاصة بعد أحداث عام 2011، التي أثرت على الوضع الأمني في البلاد وبالتالي تغيب الكثير من الطلاب عن مقاعد الدراسة، بالإضافة إلى تحويل بعض المدارس لملاجئ.

كذلك يواجه الطلاب صعوبات في إكمال دراستهم، ومنها نقص في المعدات والمواد الضرورية للتعليم، وإضراب بعض المعلمين بسبب ظروف الحياة الصعبة التي تفاقمت بعد الثورة، بالإضافة إلى قدم المناهج التعليمية التي تُدرس اليوم في ليبيا، وأيضًا انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن معظم المدن الليبية.

وإذا كان البعض يطرح تساؤلات حول المعايير والمقاييس التي يجب  إعتمادها في المدارس الليبية من أجل تطوير مناهج التعليم، فإن الدكتورالصديق حفتر  يرى أن تطوير قطاع التعليم في ليبيا يجب أن يكون من الأولويات ويفترض على المسؤولين وضعه في المقدمة، لأن مستقبل ليبيا الذي نطمح إليه يتطلب مواكبة العصر في البرامج والمناهج التعليمية وفق رؤية متكاملة تُحدد الرسالة والأهداف والبيئة الداخلية والخارجية،إضافة إلى إعداد المعلم المتميز ومنحه حقوقه الكاملة، كل ذلك يوصل إلى النتائج المرجوة مما نطمح إليه في تلبية إحتياجات التعليم وبناء المستقبل ووضع ليبيا ضمن الدول التي تنافس في مستوى التعليم والمؤسسات التربوية والتعليمية وخصوصاً التعليم الجامعي.

ويؤكد الدكتورالصديق أن تحقيق هذه الرؤية وتنفيذ هكذا خطة وبرنامج يحتاج إلى فريق عمل يمتلك من القدرات والإمكانيات والدعم ما يخوله إعادة النظر في البرامج والمناهج المعتمدة، بما يتماشى مع تطورات العصروحاجيات المجتمع الليبي وبما لا يتجاوزالقواعد والعادات والتقاليد التي يتمتع بها المجتمع الليبي، خصوصاً المسائل الدينية والقبلية التي لا تتناقض مع التطوروالتكنولوجيا وإنما يُمكن أن تتكيف معها.

ويُشدد الصديق على ضرورة إعطاء دورللشباب الليبي المغترب أيضاً للمساهمة في نقل تجربته وخبرته إلى الداخل، سيما وأن هؤلاء الشباب هم مستقبل ليبيا ويعرفون حاجيات المجتمع وقدراته وإمكانياته التي تُساهم في تطوير المستوى التعليمي.

ويدعو الدكتور الصديق إلى ضرورة عقد مؤتمر تربوي وتعليمي بمشاركة كل المعنيين بقطاع التعليم، من أجل وضع تصور ومقترحات لتطوير البرامج والمناهج التعليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *