نحن قومٌ لا نجزع ولا ننتحب
بقلم نجوى حسين سليم
….نحن قومٌ لا نجزع ولا ننتحب ….
بقلم نجوى حسين سليم
تكأكأ الغيمُ أبيضاً من جثامين عَرَب
وهَلّتْ سماحيقُ سحابٍ تتساقط عُرُب
أكفانٌ مُتراصفةٌ تتعانقُ تشقّ الدُّرُب
سُبُلاً للصراط ويكأنها مصاديق الكتب
ظمِئ الغيثُ منكم بعد صَرَب
فنوديَ عليكم من السماء باكراً بشُهُب
((فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنينَ ))بعَذِب
((وسَقاهُم ربُّهم شَراباً طَهورا)) مِزاجُهُ رَطِب
وكَما الصلاةُ جماعةً أنفاسُها طَرَب
أَمَّكُمُ الموتُ واللّحدُ مُتّسَعٌ قد حوى سَرب
واسُوا أشلاءَكم قِطعاً و إِرَب وضمّضوا جراحاتكم فاللِّبن كان رُتَب
حيّ عليكمُ من بعد عتَب
على أُممٍ دونَكُمُ تدّعي فخرَ العَرَب
أنتم كالعِيسِ في البَيداءِ يقتُلها الظمأُ فتَحني الرُّكَب
والماءُ فوقَ ظُهورِها مَحمولٌ مُنقَلِب
وهُم كَمَن ((كذّبوهُ فعَقَروها فدَمدَمَ عليهم ربُّهم فَسَوّاها )) لِلدَأب
وهُم أكذبُ مَن دَرَجَ ومَن دَبَب
وأَوْهَنُ من بيوتِ العناكبِ ولَو كانوا لُبَب
وكمَن قيلَ فيهم سليلٌ عَوِجٌ ممسوخٌ أحدَب
يا أرضَ الأحرارِ تهيّأي للكَرب فبلاءُ أمةٍ نفاقُ أُمَمٍ نُعِتوا بالكَذِب
فِلسطينُ مدافنَ الأبطال أيقونةَ تُرَب
غرائبُ الكون سبعةٌ وبكِ باتو ثمانيةَ عُجَب
نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ قد قَرُب
وما بِعَدوِّكم إلا جَوْفٌ وَرِب
وشرابٌ لن تظمؤا بعدَه أبداً دَؤُب
بَيْدَ المصطفى من الكوثر يُملي لكم و ينعَجِب
وَرِبَ السحابُ على كتفَيْ عاشقٍ طَنِب
للشهادة فأتاهُ الغيثُ مُلبّيا مُنطَرِب
تطايرَ خلودُكم لينحتَ ببطن غزةَ نُصُب
تسلّح بكوفيّةٍ سمراءَ وعُقدةٍ جُذُب
جزعُ الزّهر تَزَنّرُهُ من دمائكم شَرِب
ونيرانُ الثأرِ صَومَعةٌ حوله ضُرِب
نصرٌ يتبعهُ نصرٌ مُنعَقِب
وأنجاسُ صهيونَ ذكرُهم آنٍ و غَرُب
فمُقاومٌ بإسم الله الأعظَمِ سَبّح و انتَصِب
وقُل بسم اللهِ وباللهِ ولِملّة رسول اللهِ من الآن أنتَسِب
أَوَليسَ الصُّبحُ بقريبٍ يقترب فنحن قومٌ لا نَجزَع ولا ننتَحِب
نحن قومٌ لا نجزع ولا ننتحب….