الوعي الإيماني من منظور فلسفي روحاني
د. حسين أحمد سليم / رئيس تحرير القسم الثقافي
وعْيُنا الإيماني الثّابت، ثقافة معرفيّة، ترتكز على قواعد وأسس متينة لا تتزعزع، وهي:
الإيمان بوجود قوّة عُظمى موجدة واحدة للأكوان هي الله، البداية والنّهاية لكلّ شيء، وسِرّ الحياة، وربّ الثّواب والعقاب، وأصل الوعي المعرفي والقوّة والمحبّة والأنسنة…
عالم الأرواح الذي هو البداية والنّهاية، العقل الإلهي الأزلي الأبدي المُدبّر للكون، نبع الحبّ النّقي اللامتناهي. حيثُ خُلق الكون والأكوان لغاية سامية راقية بهدف وحكمة، ووجود الحياة أينما كان في الإمتدادات اللامتناهية في الكون…
عدم وجود تناقض بين الدّين والعلم، حيثُ هما وجهان لعملة واحدة، هي الحقيقة المُطلقة…
قصّة آدم وحوّاء هي جزء من دورات حياة الأرض، وهي رمزيّة هادفة لتبيان أسرار الحياة… توكيدًا لجوهر الأديان السّماويّة واحد، والإخاء الدّيني العالمي حاجة إنسانيّة…
الحقيقة المُطلقة هي القوّة الموجدة نفسها، والحياة لا تبدأ بالولادة ولا تنتهي بالموت، فالنّعيم والجّحيم في الحضارات الكونيّة، ذات الوجود الرّوحي والعظمة الإلهيّة، وطاقة السّيّالات النّفسيّة ذات الإدراك النّسبي، والتي قوامها الجوهر الرّوحي الإشعاعي، والأرواح كائنات إلهيّة لا تُخالط الأبدان، والنّفس الإنسانيّة هي مجموعة سيّالات حيويّة…
السّببيّة الرّوحيّة التي تجري وفقًا للقوانين الإلهيّة، وتحدث على الأرض وفق قوانين الطّبيعة، فالتّقمّص الرّوحي حالة إنتقال بين حياة وأخرى، وفق استحقاقات الأعمال صعودًا أو هبوطًا، وفق قيمة الأعمال بنوعيّة دوافعها…
الأكوان محكومة بنظام الرّحمة والنّعمة والعدالة الإلهيّة. ورسالتنا التّكليفيّة نهدف من خلالها إلى إعادة الإيمان الحقيقي بالله والأنبياء والقِيم الرّوحيّة السّامية، بالوعي المعرفي، ونشر المحبّة والأخوّة والسّلام العادل، وتحقيق التّنمية التّوعويّة الشّاملة والمُستدامة…