إنجازات رياضية ليبية تستحق المواكبة
تُمثّلُ الرياضةُ أو الأنشطةُ الرياضيةُ باختلافِ أنواعها رافداً مهمّاً في حياةِ الشعوبِ مهما كانت درجةُ تقدُّمها وتطوُّرها، إذ إنها لم تعُدْ ألعاباً وحركاتٍ بدنيةً فحسب، بل متنفَّساً وهوايةً، فضلاً عن كونِها مهنةً لبعضِ الرياضيين.
وقد بيّنتِ الدراساتُ التي قامَ بها المجتمعُ الدوليُّ بقيادةِ الأممِ المتحدةِ من أجلِ الانتقالِ إلى خطةِ التنميةِ المستدامةِ لعامِ 2030، أنّ الرياضةَ، بكلِّ أشكالِها، من الميادينِ التي يجبُ الاعتماد ُعليها من أجلِ التنميةِ والسلامِ.
وعطفاً على هذا الدَّورِ المهمِّ والبارزِ للرياضةِ، من المفيدِ التركيزُ والتذكيرُ ببعضِ الإنجازاتِ الرياضيةِ التي تحققتْ في ليبيا العامَ المنصرمَ، وكيفيةِ مواكبةِ هذه الإنجازاتِ من قِبَلِ المسؤولين والجهاتِ المعنيةِ، وفي مقدَّمِهم رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، الذي يولي هذا القطاعَ اهتماماً خاصاً سنتحدثُ عنه لاحقاً.
لقد سجّل عامُ 2023 نجاحاتٍ غيرَ مسبوقةٍ للرياضةِ الليبيةِ بمختلفِ أنواعِها، حيثُ كان التفوُّقُ الأكبرُ والأبرزُ لاتحادِ الكرةِ الطائرةِ، سواءٌ على صعيدِ المنتخبِ الأولِ وفوزِه بذهبيةِ العربِ وبرونزيةِ أفريقيا والتأهل إلى كأسِ العالمِ، أو منتخَبِ الشبابِ المتأهّلِ إلى المونديال عبرَ بطولةِ أفريقيا التي أُقيمَت على أرضِ ليبيا لأولِ مرةٍ منذُ أعوامٍ، وتحديداً بمدينةٍ مصراتة.
وحققَ منتخبُ ليبيا الأولُ للكرةِ الطائرةِ إنجازاً مهماً وتاريخياً في سبتمبر الماضي، بالتأهلِ إلى نهائياتِ بطولةِ كأسِ العالمِ المُقبلةِ المُقرّرةِ إقامتُها في عامِ 2025، وتأهلِ “فرسان المتوسط” بعد الفوزِ على “أسود” الكاميرون 3-1 في لقاءِ تحديدِ المركزِ الثالثِ، ليُحرزوا الميداليةَ البرونزيةَ في بطولةِ أفريقيا للكرةِ الطائرةِ التي أُقيمَتْ في العاصمةِ المصريةِ القاهرة. وهكذا يتأهلُ المنتخَبُ الليبيُّ برفقةِ المنتخبين المصري والجزائري إلى مونديالِ العالَمِ المقبلِ المقرَّرةِ إقامتُهُ في اليابان عامَ 2025، حيثُ يتأهلُ أولُ ثلاثةِ منتخباتٍ أفريقيةٍ إلى مونديالِ الكرةِ الطائرةِ.
وفي يوليو الماضي، تُوِّجَتِ “الطائرةُ” الليبيةُ بالقِلادةِ الذهبيةِ بعد فوزِها بالبطولةِ العربيةِ، إثرَ تغلُّبها على صاحبِ الأرضِ والجمهورِ، المنتخبِ الجزائريِّ في المباراةِ النهائيةِ بثلاثةِ أشواطٍ دون ردٍّ.
وتُوِّجَ منتخبُ ليبيا للناشئين تحتَ 17 عاماً بفضيةِ بطولةِ أفريقيا للكرةِ الطائرةِ، بعد خسارةِ اللقبِ أمامَ منتخبِ مصر بثلاثةِ أشواطٍ دونَ مقابلٍ، في المباراةِ النهائيةِ التي جمعتهما في 19 ديسمبر الماضي، بمدينةِ مصراتة.
وتُوِّجَ المنتخبُ الليبيُّ للكاراتيه بجائزةِ المركزِ الأول في بطولةِ شمالِ أفريقيا التي أُقيمَت في العاصمةِ طرابلس، بعدما حقّق أبطالُ ليبيا وبطلاتُها نتائجَ طيبةً خلالَ مشاركتهم في البطولةِ، حيثُ تصدَّر أبطالُ ليبيا الترتيبَ النهائيَّ برصيدِ 53 ميداليةً متنوعةً، 14 ذهبيةً، و13 فضيةً، و26 برونزيةً.
واختتمتِ البعثةُ الليبيةُ مشاركتَها في الدورةِ العربيةِ برصيدِ 12 ميداليةً متنوعةً، بواقعِ ثلاثِ قلائدَ ذهبيةٍ، وثلاثٍ فضيةٍ، وستٍّ برونزيةٍ، وكانتِ المشاركةُ الليبيةُ في الدورةِ بـ49 رياضياً في 12 لعبةً رياضيةً، وحلَّت ليبيا في الترتيبِ الرابعَ عشَرَ من 17 دولةً عربيةً مشاركةً في الدورة.
وسجَّلَتْ رياضةُ ذوي الاحتياجات ِالخاصةِ أيضاً تفوقاً برغمِ قوةِ التنافسِ، إلا أنَّ أبطالَ ليبيا تحصلوا على ثلاثِ قلائدَ ملونةٍ، وهي: ذهبيةٌ للرياضيِّ محمد رجب في رميِ الجلة، وبرونزيةٌ للرياضيِّ وليد أشطيبة في رميِ الرمح، وبرونزيةٌ للرياضيِّ عبد الرحمن أبولزمازم في منافساتِ 100 متر ألعاب القوى.
و تأهلَ لاعبُ التجديف حسين قنبور إلى أولمبياد باريس 2024، والرياضيُّ علي سعيد النائلي، المتوَّجُ بذهبيةِ بطولِ أفريقيا المفتوحةِ للجودو، والبطلُ علاء القزيري، الذي تحصّل على القِلادةِ الفضيةِ في بطولةِ العربِ للدراجاتِ. كذلك حققتْ رياضةُ الجمباز الليبيةُ إنجازاً تاريخياً بالتتويجِ بثلاثِ ميدالياتٍ في عالميةِ أنديةِ الجمباز بصربيا.
وفي أغسطس الماضي، نجحَ البطلُ الليبيُّ كمال القرقني في تحقيقِ إنجازٍ عالميٍّ جديدٍ بفوزه بلقبِ “مسترأولمبيا” لماسترز المحترفين في فئةِ الوزنِ المفتوحِ لرياضةِ بناءِ الأجسامِ، وجاءَ الإنجازُ في ختامِ البطولةِ التي أُقيمَت في رومانيا، بعد توقُّفٍ دامَ عشَرَةَ أعوامٍ، حيث كان البطلُ الليبيُّ كمال القرقني (52 عاماً) الممثلَ الوحيدَ للعربِ في البطولةِ في الوزنِ المفتوحِ فوق 45 عاماً، وقدَّمَ البطلُ الليبيُّ أداءً مشرفاً ،حيث تمكَّن من التغلبِ على أبرزِ لاعبي العالَم الذين شاركوا في البطولةِ، ليحرزَ ميداليةً في “مستر أولمبيا” للمرةِ السادسةِ على التوالي، في إنجازٍ فريدٍ.
هذه الإنجازاتُ تُشكّل النموذجَ الذي يعملُ على دعمِهِ وتطويرِهِ الدكتور الصدّيق حفتر، انطلاقاً من إيمانه بدورِ الشبابِ وأهميةِ الرياضةِ في بناءِ مستقبلِ ليبيا.