شبكاتُ الطرقِ الحديثةِ: شرايينُ الاقتصادِ الليبيِّ
تخطو ليبيا خطواتٍ ثابتةً ومدروسةً نحوَ النهوضِ والإنماءِ، نهوضٌ يترجَمُ على أرضِ الواقعِ وفي مختلفِ الميادينِ، فهناكَ من يمتلكُ رؤيةً هادفةً تصبو نحوَ نهوضٍ لا يعرفُ الفتورَ أو التراجعَ.
القفزةُ الهائلةُ في مجالِ البِنى التحتيّةِ في ليبيا تبدو واضحةً للعيانِ، إذ تكفي مراقبةُ شبكةِ الطرقِ المهمةِ والواسعةِ، للدلالةِ على بُعدِ النظرِ الذي يتمتّعُ به الدكتور الصدّيق حفتر، وترجمةُ أفكارِه إلى أفعالٍ على أرضِ الواقعِ. رجلٌ يسابقُ الوقتَ لشقِّ طرقٍ حديثةٍ وأوتوستراداتٍ واسعةٍ وسريعةٍ تربطُ المناطقَ البعيدةَ بعضَها ببعضٍ، وتمنحُ الناسَ راحةً في تحركاتِهم وتسييرِ أعمالِهم.
بعدَ دراساتٍ لواقعِ البلادِ وحاجاتِ المناطقِ والاستفادةِ من كلِّ الطاقاتِ، كلّفَ الدكتور الصدّيق حفتر كبارَ المهندسين الليبيين، مع الاستعانةِ بخبراتٍ خارجيةٍ، لتصميمِ طرقٍ مثاليةٍ تواكبُ النموَّ السكانيَّ وحركةَ المرورِ واستيعابَ زيادةِ أعدادِ المركباتِ والآلياتِ لسنواتٍ طويلةٍ، وربما عقودٍ مستقبليةٍ، على ألّا تحتاجَ هذه الطرقُ لأكثرَ من صيانةٍ عندما تستدعي الحاجةُ وتقتضي المتغيّراتُ.
انطلاقاً من إدراكِه لأهميةِ شبكةِ الطرقِ الواسعةِ والسريعةِ، يرى الدكتور حفتر أنها ستلعبُ دوراً مهماً في تنميةِ الاقتصادِ الليبيِّ، إذ تُمكِّنُ الناسَ من التحرّكِ بسهولةٍ، وتساعدُ في نقلِ البضائعِ إلى المحافظاتِ كافةً، وتنشّطُ الحركةَ التجاريةَ بشكلٍ كبيرٍ وفاعلٍ، وتؤمِّنُ الخدماتِ التي يحتاجُها المواطنون والمقيمون على الأراضي الليبيةِ، كذلك تُعَدُّ الشرايينَ التي يسري عبرها الدمُ في اقتصادِ البلادِ، وتشكلُ حلقةَ ربطٍ بين الأسواقِ المحليّةِ والدوليةِ.
لا داعيَ لذكرِ المشاريعِ التي نُفِّذَتْ والتي بدأَ تنفيذُها، وتلك الموضوعةِ على الخرائطِ، فالمجالُ لا يكفي لتَعدادِها، بل يجبُ الحديثُ عن أهميّتها في تسهيلِ التنقلاتِ بينَ المناطقِ وديناميةِ العملِ على الأرضِ. هذه الطرقُ تعكِسُ الصورةَ الحقيقيةَ لمدى قدرةِ الليبيين على تخطّي الصِّعابِ ومواجهةِ التحدياتِ، وهي بالتأكيدِ تحفّزُ رجالَ الأعمالِ والمتمولين على الاستثمارِ في السوقِ الليبيةِ، باعتبارِ أنَّ حريةَ التحركِ وسهولةَ التنقّلِ تستهويان المستثمرَ الذي يرغبُ في الوصولِ إلى الوُجهةِ التي يتوخاها بأسرعِ وقتِ ممكنٍ، كذلك فإنها تُعَدُ المحفِّزَ الأولَ على الاستدارةِ نحوَ الأسواقِ الليبيةِ، عدا عن أنّ الشبابَ الليبيَّ سيكونُ المستفيدَ الأكبرَ منها، باعتبارِ أنَّ انخراطَ الشركاتِ الوطنيةِ والعربيةِ والدوليةِ في هذه الأعمالِ وفي مشاريعِ الصيانةِ اللاحقةِ، سيخلقُ آلافَ فرصِ العملِ، وخصوصاً لحاملي الشهاداتِ في العديدِ من الاختصاصاتِ، ولا سيما الهندسةِ والتطويرِ والاقتصادِ وإدارةِ الأعمالِ.
مشاريعُ الطرقِ ليست مجرّدَ أفكارٍ جرى تنفيذُها، بل أرادَها الدكتور حفتر عُصارةَ دراساتٍ علميةٍ وفنيّةٍ دقيقةٍ، تأخذُ بالاعتبارِ التطورَ العمرانيَّ والزيادةَ السكانيةَ ودراسةَ الأثرِ البيئيِّ، باعتبارِ أنَّ الطرقَ السريعةَ في كلِّّ العالمِ تُعَدُّ مساراً لآلافِ السياراتِ يومياً، وثمةَ حرصٌ على الحدِّ منَ الانبعاثاتِ الحراريةِ ومنعِ التلوثِ وآثارِهِ السلبيةِ على كلِّ شيءٍ، كذلك فإنَّ أهميةَ الطرقِ تكمُنُ في ربطِ المدنِ الكبرى بالمدنِ الصغرى وبالأريافِ وبين مراكزِ الخدماتِ في كلِّ هذه المناطقِ، وإنّ توفيرَ هذه الشبكةِ على مرحلةٍ زمنيةٍ طويلةٍ مع توفيرِ شروطِ السلامةِ المروريةِ، يشجّعُ أبناءَ الريفِ على العملِ في المدنِ والعودةِ إلى قراهُم وبلداتِهم من دونِ عناءِ المواصلاتِ والتنقّلِ، وبأقلِّ كلفةٍ من المصاريفِ حتى لا تُرهقَ المواطنَ والمقيمَ.
لا يتعبُ الدكتور خليفة حفتر وفريقُ عملِهِ منَ التخطيطِ للمشاريعِ التي تجعلُ من ليبيا الغدِ بلداً مزدهراً حديثاً ومتطوراً يرقى إلى مستوى آمالِ أبنائها وأحلامِهم.