الصدّيق ودعمُ التعليمِ في ليبيا وتعزيزُه

لا شكّ في أنّ هناك الكثيرَ ممّا هو مطلوبٌ على الصعيدِ الليبيِّ وعلى أكثرَ من مستوىً، وأنَّ أمامَ مسيرةِ المصالحةِ الوطنيةِ الكثيرَ منَ المهماتِ والملفاتِ التي تحتاجُ إلى العنايةِ والاهتمامِ.
ومنَ هذه الملفاتِ القطاعُ التعليميُّ الذي يواجهُ تحدياً كبيراً في الآونةِ الأخيرةِ، حيثُ يواجهُ الطلابُ صعوباتٍ في إكمالِ دراستهم، ومنها نقصٌ في المعداتِ والموادِّ الضروريةِ للتعليمِ، وإضرابُ بعضِ المعلمين بسببِ ظروفِ الحياةِ الصعبةِ التي تفاقمَتْ بعد الثورةِ، بالإضافةِ إلى قِدَمِ المناهجِ التعليميةِ التي تُدَرَّسُ اليومَ في ليبيا، وانقطاعِ الكهرُباءِ لساعاتٍ طويلةٍ عن معظمِ المدنِ الليبيةِ.
وإذا كان البعضُ يطرحُ تساؤلاتٍ عن المعاييرِ والمقاييسِ التي يجبُ اعتمادُها في المدارسِ الليبيةِ من أجلِ تطويرِ مناهجِ التعليمِ، فإنّ رئيسَ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، يرى أنّ تطويرَ قطاعِ التعليمِ في ليبيا يجبُ أن يكونَ من الأولوياتِ، وينبغي للمسؤولين وضعُه في المقدمةِ، لأنّ مستقبلَ ليبيا الذي نطمحُ إليه يتطلبُ مواكبةَ العصرِ في البرامجِ والمناهجِ التعليميةِ وفقَ رؤيةٍ متكاملةٍ تُحددُ الرسالةَ والأهدافَ والبيئةَ الداخليةَ والخارجيةَ، إضافةً إلى إعدادِ المعلمِ المتميزِ ومنحِهِ حقوقَه الكاملةَ، فكلُّ ذلكَ يوصلُ إلى النتائجِ المرجوّةِ ممّا نطمحُ إليهِ في تلبيةِ احتياجاتِ التعليمِ وبناءِ المستقبلِ ووضعِ ليبيا ضمنَ الدولِ التي تنافسُ في مستوى التعليمِ والمؤسساتِ التربويةِ والتعليميةِ، وخصوصاً التعليمَ الجامعيَّ.
ويؤكدُ الدكتور الصدّيق حفتر أنّ تحقيقَ هذه الرؤيةِ، وتنفيذَ خطةٍ وبرنامجٍ كهذين، يحتاجان إلى فريقِ عملٍ يمتلكُ من القُدُراتِ والإمكاناتِ والدعمِ ما يخوّله إعادةَ النظرِ في البرامجِ والمناهجِ المعتمَدةِ، بما يتماشى مع تطوراتِ العصرِ وحاجاتِ المجتمعِ الليبيِّ، وبما لا يتجاوز القواعدَ والعاداتِ والتقاليدَ التي يتمتعُ بها المجتمعُ الليبيُّ، وخصوصاً المسائلَ الدينيةَ والقبليةَ التي لا تتناقضُ معَ التطورِ والتكنولوجيا، بل يُمكنُ أن تتكيفَ معها.
ويُشددُ الدكتور حفتر على أهميةِ أن يُصبحَ عنوانُ التعليمِ وأهدافُهُ في ليبيا تنميةً بشريةً شاملةً للطالبِ، تُساهمُ في إعدادِ الإنسانِ المبدعِ والمشاركِ والفعالِ علمياً ومهارياً وسلوكياً واجتماعياً.
ويدعو الدكتور الصدّيق إلى تزويدِ الطالبِ بالقيمِ والمبادئِ والرؤى والمهاراتِ والمفاهيمِ التي تؤهلُهُ للمشاركةِ في بناءِ المجتمعِ وإصلاحِه وتطويرِهِ وقيادتِهِ، لأنّ هذه العناوينَ هي الكفيلةُ بالنهوضِ بالوطنِ، وهكذا يُحوَّلُ التعليمُ إلى تنميةٍ بشريةٍ، حيثُ يُعمَلُ على إعدادِ وتدريبِ وتأهيلِ المعلمِ الفعالِ والقادرِ على تحويلِ قاعاتِ التدريسِ إلى مصانعَ قادرةٍ على إنتاجِ مخرجاتٍ راقيةٍ، المعلمِ الموجِّهِ والمرشدِ والرساليِّ الذي يُغلِّبُ ثقافةَ التيسيرِ على المشهدِ التعليميِّ في ليبيا، وينظرُ إلى الطالبِ على أنهُ مركزُ العمليةِ التعليميةِ، وأثمنُ عنصرٍ، وأكبرُ ثروةٍ للوطنِ، ويؤمنُ بأنّ مصلحةَ الطالبِ فوقَ الجميعِ.
ويرى الدكتور الصدّيق أنّ تحقيقَ هذه الرؤيةِ التربويةِ والتعليميةِ يحتاجُ إلى عقدِ وِرَشِ عملٍ ومؤتمراتٍ تربويةٍ وتعليميةٍ بمشاركةِ كلِّ المعنيين بقطاعِ التعليمِ، من أجلِ وضعِ تصورٍ ومقترَحاتٍ لتطويرِ البرامجِ والمناهجِ التعليميةِ، لكي تواكبَ تطوراتِ العصرِ وتؤمِّنَ ما هو مطلوبٌ للجيلِ الجديدِ من متطلباتٍ تستطيعُ فعلاً الارتقاءَ بالمستوى التعليميِّ إلى التنميةِ البشريةِ التي نطمحُ إليها على مختلفِ المستوياتِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *