نحوَ الرُّقيِّ في الخِدماتِ الطِّبيةِ في قطاعِنا الصِّحيِّ بما يحققُ رِضى المريضِ ووقايتَهُ منَ الأمراضِ
تُعتَبَرُ إدارةُ الجَودةِ الشاملةِ داخلَ القطاعِ الصِّحيِّ الليبيِّ من أهمِّ أولوياتِ الإدارةِ الصِّحيَّةِ الحديثةِ في المستشفياتِ الرسميةِ والخاصةِ. فهي تتطلبُ منَ المشرفينَ العامينَ على هذهِ المستشفياتِ السعيَ لتحقيقِ الكثيرِ منَ الأهدافِ، وأبرزُها تحسينُ الخِدماتِ الصِّحيةِ وتعزيزُ آلياتِ الوقايةِ منَ الأمراضِ.
وانطلاقاً من قاعدةِ “رضى المريضِ من رضى المُوظَّفِ”، أصدرْنا توجيهاتِنا إلى كلِّ رؤساءِ مجلسِ الإدارةِ في المستشفياتِ الرسميةِ والخاصةِ بضرورةِ الاهتمامِ بالعاملِ، أكان طبيباً أم مساعدَ طبيبٍ أم عاملاً في أيِّ قسمٍ من أقسامِ المستشفى، باعتبارِهِ محورَ العمليةِ الوظيفيةِ داخلَ المستشفى، وذلك من خلالِ تمكينِهِ وإعطائهِ الحريةَ والاستقلاليةَ، وتدريبِهِ وتحفيزِهِ والتزامِ التعلّمِ المستمرِّ، لأنّ هذه الممارساتِ مطلوبةٌ في عملِ المؤسَّساتِ الصِّحيةِ الليبيةِ كافةً.
ومما لا شكَّ فيهِ، أنّ هذه المؤسَّساتِ تُعَدُّ أرقى أنواعِ الخِدماتِ على الإطلاقِ، باعتبارِها خِدماتٍ لا تقبلُ الخطأَ، وتتطلبُ الدقةَ في التشخيصِ والعلاجِ، فإذا أخطأَ الطبيبُ، فإنّ هذا مآلُهُ موتُ المريضِ. وبِناءً عليه، تلعبُ إدارةُ الجَودةِ الشاملةِ للخِدماتِ الصِّحيةِ دوراً أساسياً في المؤسَّساتِ الصِّحيةِ من خلالِ المساهمةِ في تقديمِ خدمةٍ صحيةٍ ذاتِ جَودةٍ عاليةٍ، وبالمواصفاتِ العالميةِ، وبالتالي مع ضمانِ سلامةِ المريضِ وتحقيقِ رضاه عنِ الخِدماتِ المقدَّمةِ إليهِ.
فعلى الرُّغمِ منَ التزايدِ المُستمِرِّ في عددِ المستشفياتِ الخاصةِ في ليبيا، وارتفاعِ حجمِ الاستثمارِ المُنفَقِ عليها، إلا أنّه لا يزالُ هناك عدمُ رضىً منَ المرضى عنِ الخِدماتِ الصِّحيةِ لهذهِ المؤسَّساتِ. لذلكَ، من أجلِ تحقيقِ الرضى المطلوبِ منها ومنَ المستشفياتِ الرسميةِ وتحسينِ الخِدماتِ لدى الاثنين، وبالتالي لتحقيقِ أعلى نسبةٍ منَ الوقايةِ من الأمراضِ، نتمنى منَ القيِّمين على المستشفياتِ الرسميةِ والخاصةِ إصدارَ التوجيهاتِ والإرشاداتِ الصِّحيةِ للأطباءِ العاملين في المستشفياتِ التابعةِ لهم، القائمةِ على ما يأتي:
– الاهتمامُ بالكيف (أي بالآليةِ) أكثرَ منَ الكمِّ (أي العددِ) في الأدويةِ التي يقررُها الطبيبُ من أجلِ زيادةِ الرضى عنِ الخِدماتِ الصِّحيةِ.
– عدمُ المبالغةِ في إطالةِ فترةِ العلاجِ كي لا يشعرَ المريضُ باستغلالِ المستشفى له للاستحواذِ على أموالِهِ دون مبرِّرٍ.
– التنويعُ والتشكيلُ في الخِدماتِ الصِّحيةِ المقدَّمةِ بإضافةِ خِدماتٍ صحيةٍ جديدةٍ.
– العملُ على زيادةِ كفاءةِ الجهازِ الطبيِّ الإداريِّ من خلالِ إخضاعِهِ لدوراتٍ تدريبيةٍ مستمرةٍ.
– التطويرُ المستمرُّ لكلّ عملياتِ تخطيطِ الخدمةِ الصِّحيةِ من خلالِ تبنّي ألأفكارِ الجديدةِ في مجالِ تطويرِ الخدمةِ الصِّحيةِ.
– التقييمُ الدوريُّ المستمرُّ للخدماتِ الصِّحيةِ بهدفِ تحقيقِ التواؤمِ معَ التغيُّرِ في طلبِ المرضى.
– تغطيةُ أوقاتِ فراغِ فريقِ العملِ بالخدمةِ الصِّحيةِ من خلالِ إنشاءِ مكتبةٍ كبيرةٍ داخلَ المستشفى وتدعيمِها بالكتبِ العلميةِ المتخصصةِ والمتضمنةِ أبرزَ الخطواتِ المطلوبةِ من المريضِ، وتحديداً الاستباقيةَ، للوقايةِ من مرضٍ محتمَلٍ أن يصيبَهُ.
وفي الختامِ، باتَ منَ المُلحِّ على إدارةِ كلِّ مستشفى في ليبيا العملُ على نشرِ الثقافةِ الصِّحيّةِ للتحصينِ منَ الامراضِ، إضافةً إلى تعزيزِ الوعيِ للتحصينِ (التطعيم) والوقايةِ منَ الأمراضِ.