الصدّيق يُشددُ على تطويرِ قطاعِ النقلِ ودورِهِ في النموِّ الاقتصاديِّ
يُعتَبَرُ قطاعُ النقلِ منَ القطاعاتِ الأساسيةِ التي تُساهمِ بِطُرُقٍ مختلفةٍ في دعمِ النموِّ الاقتصاديِّ، وخلقِ فُرَصِ العملِ، وربطِ السكانِ بالخِدماتِ الأساسيةِ، مثلِ الرعايةِ الصِّحيةِ والتعليمِ وغيرِهما. لذا، إنّ تحسينَ شبكاتِ النقلِ سيكونُ له الأثرُ الكبيرُ على مختلِفِ الأصعِدةِ الاقتصاديةِ، ومنها دعمُ التجارةِ في ليبيا.
ونظراً لارتباطِ ضَعفِ فُرَصِ الحصولِ على خِدماتِ النقلِ بمعدلِ الفقرِ، وما ينتجُ منه من إحجامٍ للنساءِ عن البحثِ عن عملٍ بسببِ الخوفِ منَ التعرُّضِ للتحرشِ في وسائلِ النقلِ، وكذلك حوادثُ الطُّرُقِ وما تسبِّبُهُ من إزهاقٍ للأرواحِ، 93% منها في البلدانِ الناميةِ، وفقاً لتقاريرِ البنكِ الدوليِّ، فإنَّ رئيسَ لجنةِ المصالحةِ الوطنيةِ في ليبيا، الدكتور الصدّيق خليفة حفتر، يُعطي أولويةً واهتماماً بالغاً لهذا القطاعِ، ولا سيما أنه يؤثرُ في العديدِ من القطاعاتِ الأخرى، ومنها التجارةُ.
ويُشدِّدُ الدكتور الصدّيق على الحاجةِ الملحّةِ للحدِّ من تأثيرِ قطاعِ النقلِ في المناخِ بالدرجةِ الأولى، وضرورةِ تأمينِ وتوفيرِ وسائلِ نقلٍ تتسمُ بالكفاءةِ والأمانِ ويُسرِ التكلفةِ للجميعِ.
ويُشيرُ الدكتور حفتر إلى إمكانيةِ القيامِ باستثماراتٍ طموحةٍ ومتطورةٍ، من شانِها أن تُساهمَ في إيجاد حلول لخِدماتِ النقلِ العام، حيثُ يُمكنُ المدنَ التي تمتلكُ شبكاتِ مواصلاتٍ جيدةً، وخياراتِ وسائلِ النقلِ عيرِ الآليةِ، والتكنولوجياتِ الأنظفَ أن تساعدَ في تحقيقِ تقدُّمٍ على صعيدَيِ التنميةِ والأهدافِ المُناخيةِ في الوقتِ نفسِهِ.
ويدعو الدكتور الصدّيق إلى اعتمادِ استراتيجيةٍ طموحةٍ تأخذُ بالاعتبارِ تجنُّبَ حركةِ الأشخاصِ والبضائعِ الآليةِ غيرِ الضروريةِ، ورفعِ كفاءةِ البنيةِ التحتيةِ وخِدماتِ النقلِ وتدعيمِ أنظمةِ النقلِ لتعزيزِ القدرةِ على الصمودِ.
ويرى الدكتور حفتر أنَّ توسيعَ خِياراتِ النقلِ المستدامِ، وخصوصاً في المجتمعاتِ الضعيفةِ وقليلةِ الدَّخلِ، سيُشكِّلُ وسيلةً قويةً لدعمِ التنميةِ البشريةِ، حيثُ بيَّنتْ بعضُ الدراساتِ التي أجراها البنكُ الدوليُّ، ارتفاعاً ملحوظاً في معدَّلِ التحاقِ الفتياتِ بالمدارسِ الابتدائيةِ في المناطقِ الريفيةِ في بعضِ البلدانِ تجاوز 50% عندما تحسَّنَتْ إمكانيةُ الوصولِ إلى الطُّرُقِ. كذلك إنَّ تعزيزَ قدرةِ نظامِ النقلِ في أيِّ بلدٍ يُساعدُهُ على التصدي للتحدياتِ التي يُمكنُ أن تواجهَهُ، وكذلك يستطيعُ التكيفَ معَ الظروفِ العالميةِ المتغيرةِ والتحدياتِ الآخذةِ في الظهورِ، وهذا ما أثبتَتْهُ المخاطرُ التي نتجَتْ بعدَ جائحةِ كورونا وغيرِها منَ الأحداثِ والحروبِ.
ويعتبرُ الدكتور الصدّيق أنَّ وضعَ استراتيجيةٍ حديثةٍ لتعزيزِ خِدماتِ النقل وتطويرِها في ليبيا، من شأنِهِ التأثيرُ الإيجابيُّ، ليس في حركةِ الرُّكابِ فقط، بل في خِدماتِ الشَّحنِ والقضايا اللوجستيةِ التي تُساعدُ في حركةِ التجارةِ وتطويرِها، وتُساهمُ في إيجادِ الحلولِ لعملياتِ الإمدادِ، وبناءِ القدرةِ على الصمودِ وتعزيزِ النموِّ الاقتصاديِّ المستدامِ وتحسينِ الأمنِ الغذائيِّ.