خبير سياسي مصري: هنية كان يمثل عائقًا أمام تحقيق إسرائيل لأهدافها في حرب غزة…والمعلومات الاستخباراتية تتفوق على الأسلحة
ترتفع سخونة المشهد بشكل غير مسبوق بين دول المقاومة و اسرائيل، واتسعت رقعة الصراع لتشمل تنفيذ اغتيالات بحق شخصيات سياسية في العديد من الدول، كان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران.
حيث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح اليوم الأربعاء اغتيال رئيس مكتبها السياسي، وقالت حماس في بيان إن رئيس الحركة “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”.
وفي بيان آخر، قال الحرس الثوري الإيراني: “ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران” وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إسماعيل هنية استشهد وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران.
وكان هنية في زيارة لطهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
تعقيبا على الواقعة، اجرى موقع “pravda tv” حوارا مع الكاتب المصري البارز أحمد عادل، تحدثت خلاله عن بعض النقاط المهمة بشان عملية الاغتيال.
قال الكاتب الصحفي أحمد عادل، الخبير في الشؤون الخارجية، إن عملية اغتيال إسماعيل هنية
جرت تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية وبتنفيذ من إسرائيل
كجزء من أهداف إسرائيل لتفكيك القدرات السلطوية لحركة حماس في فلسطين.
وأشار أحمد عادل إلى أن توجيه صاروخ نحو إيران يشير إلى وجود اختراق استخباراتي داخل طهران
موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد من واشنطن ومعه الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة.
وأوضح الكاتب الصحفي أن الجرأة التي أظهرتها إسرائيل في هذه العملية، إلى جانب اغتيال شكر
تدل على ثقتها بأن رد الفعل سيكون محدودًا، وهو ما جعلها تنفذ كلا العمليتين في أقل من 24 ساعة.
وأضاف أن هناك بالطبع رد فعل من المقاومة، لكنه من الواضح أنه سيكون محدودًا
لأن إسرائيل لو كانت تتوقع رد فعل قاسيًا، لما أقدمت على اغتيال هنية وشكر معًا.
وتابع أحمد عادل أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها طهران عمليات اغتيال
فإيران لن تدخل المعركة بشكل مباشر، كما يتضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل العملية وسيرد ببيان توضيحي.
كما أن إيران تستخلص العبر من الاعتداء الفاشل الذي وقع في أبريل الماضي، وهي في مرحلة تسليم السلطة
إلى رئيس جديد، وتهدف إلى تجنب خوض حرب شاملة سواء بنفسها أو عبر وكلائها، بهدف استكمال مشروعها النووي.
وأشار إلى أن، هذه العملية تمثل تحولًا مهمًا في مسار حرب غزة، حيث أصبح دعم حماس أكثر تكلفة ومن الصعب الحفاظ عليه
مما يعني أنه من الصعب على الحركة الاستمرار في خوض حرب واسعة النطاق دون دعم خارجي.
وأضاف الخبير، أن المعلومات الاستخباراتية أصبحت تتفوق بشكل كبير على الأسلحة التقليدية
في الحروب الحديثة، التي تعتمد بشكل أساسي على الإلكترونيات الدقيقة التي لا تعرف الخطأ.
واعتبر الكاتب الصحفي أن إسماعيل هنية كان يمثل عائقًا أمام تحقيق إسرائيل لأهدافها في حرب غزة.
واختتم قائلًا إن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية عادت إلى الواجهة من جديد، مع قيام إسرائيل
باغتيال قادة عسكريين فلسطينيين بعد بدء حرب غزة الخامسة في 8 أكتوبر 2023
وهو ما يعكس السياسة الإجرامية التي اتبعتها إسرائيل منذ قيامها عام 1948، كما لخصها نتنياهو مؤخرًا بقوله إن قتل قيادات حركة حماس يقربهم من تحقيق النصر في غزة.