سموم الدراما الهابطة !!!!
سمير السعد – في عصر العولمة والانفتاح الإعلامي . أصبحت المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين من أبرز وسائل الترفيه التي يتعرض لها الشباب والشابات . وبرغم أن هذه الأعمال تحمل بين طياتها الكثير من التشويق والإثارة إلا أنها قد تنطوي على مخاطرَ عدة تؤثر سلبًا على الشباب في مراحلهم العمرية الحساسة .
حيث تتسم بعض المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين بنقل ثقافاتٍ وعاداتٍ تختلفُ جذريًا عن تلكَ الموجودة في المجتمعات العربية . هذا التباين قد يؤدي إلى تشويش القيمِ والمفاهيمِ لدى الشباب الذين يتأثرونَ بسهولةٍ بما يُشاهدون . فعلى سبيل المثال قد يتعرضُ المراهقون لمشاهدَ تتعلقُ بالعلاقاتِ الاجتماعيةِ التي تتناقضُ مع القيم والتقاليد المحلية . مما يجعلهم يشعرون بأنَ هذه السلوكيات طبيعية ومقبولة .
وقد تحتوي بعض هذه المسلسلات على مشاهدَ عنفٍ أو سلوكيات غير لائقة . يمكنُ أن تؤثرَ سلبًا على الشباب وتدفعهم لتقليد هذه السلوكيات في حياتهم اليومية . فالدمجُ بينَ العُنفِ والتشويق في السياق الدرامي قد يخلقُ اعتقادًا لدى المشاهدين الصغار خصوصًا بأن استخدام العنف هو وسيلة مشروعة لحل المشاكل .
ولابدَ ان نُشير إلى إمكانية تأثير المحتوى العاطفي والمشوق الذي تقدمه هذه الدراما على الحالةِ النفسيةِ للمراهقين . وأن يتسبب في القلقِ أو الإكتئاب لدى بعضهم . إضافًة إلى ذلك قضاءَ ساعاتٍ طويلةٍ في متابعةِ المسلسلات والذي يؤدي إلى تقليلِ وقت النشاط البدني والاهتمام بالدراسة أو الهوايات . مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والنفسية للشباب . حيثُ تُعزز بعض المسلسلات المدبلجة صورة نمطية محددة عن الحياة والمجتمع . مما قد يؤدي إلى تطوير توقعات غير واقعية لدى المراهقين حول الحياة الحقيقية . هذا التباين بين ما يشاهدونه على الشاشة وما يواجهونه في حياتهم اليومية يمكن أن يخلق شعورًا بالإحباط وعدم الرضا عن الذات .
إذن لابد ان هنالك أمور عدة للحدِ من التأثيرات السلبية لهذه المسلسلات . حيثُ يتوجب على الأهل توجيهَ ومراقبةِ ما يشاهده أبناؤهم . ويمكن للأهل ايضًا إستغلال الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم لمناقشة محتوى هذه المسلسلات وتوضيح ما هو مناسب وما هو غير مناسب في سياق ثقافتهم وقيمهم . كما يجبُ تعزيز المحتوى المحلي الذي يعكسُ القيمَ والتقاليدَ العربية بشكلٍ إيجابي ويقدم نماذجَ يُحتذى بها للشباب .
في النهاية يمكن القول إنَ المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين قد تحملُ بعض المخاطر التي تتطلب توعيةً ومراقبةً من الأهل والمجتمع . فبالتوجيه الصحيح يمكن تحويل هذه الوسائل الترفيهية إلى فُرصٍ تعليميةٍ وثقافية تُعزز القيم الإيجابية وتُساعدُ على بناء شخصيات قويةٍ متوازنة …