مطرح النفايات العمومي من الجيل الجديد بتطوان في عين احتجاجات السكان..
معكم /محمد الجطي- كيف تكشفت حقيقة مطرح النفايات العمومي من الجيل الجديد بتطوان، من مركز لتثمين وطمر النفايات المنزلية، إلى مطرح عشوائي بدون ترخيص ويهدد البيئة وحياة السكان.
ترجع بداية هذا المشروع إلى نهاية سنة 2015، عندما صادق المجلس الجماعي للجماعة الترابية صدينة على مشروع توطين هذا المركز في تراب الجماعة.
ورغم الرفض الواسع الذي عبر عنه سكان المنطقة والمعارضة الشديدة التي أبداها فريق المعارضة المكون من ست مستشارين جماعيين، الذي انسحب من جلسة التصويت بعد إصرار الرئيس الأسبق على تمرير المشروع بتصويت تسع أعضاء لصالحه في غياب أي دراسة تقنية تحيط بالمخاطر البيئية والاجتماعية التي يمكن أن يتسبب فيها بمنطقة صدينة.
واكتفى في الجلسة بعرض صور منمقة لما أسماه المعمل الذي سيعالج مشكل النفايات، والمساحات الخضراء التي ستجاوره.
والآن بعد سنة من الانطلاق الفعلي للعمل بمركز تثمين وطمر النفايات المنزلية بجماعة صدينة، تكشفت الحقيقة المرة التي كان يتخوف منها السكان. فالرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف وتضيق بها الصدور حد الاختناق أصبحت لا تغادر أجواء منطقة شاسعة تتواجد بها دواوير كثيرة منها دوار صدينة وابغادر وارواوس وبني عمران وبونزال الأكثر تضررا.
وحسب شهادات السكان فإن الحياة لم تعد تطاق بفعل الرائحة المنبعثة من المطرح، والتي جعلت التنفس عملية تترافق مع الغثيان والرغبة في القيء. وأثرت على كل الفئات العمرية للسكان.
لقد فقد السكان نعمة الهواء المنعش النقي الذي ميز المنطقة، بعدما انضافت مخلفات المطرح مع الغبار الناتج عن عمل المقالع بالمنطقة.
غير أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الصحة العامة والبيئة بالمنطقة هو تسرب العصارة الناتجة عن النفايات إلى الوادي الواقع أسفل المنحدر الذي أنشأ عليه المطرح، وإلى الفرشة المائية بالمنطقة. ففي الوقت الذي تشتد فيه أزمة المياه ببلادنا وتتعبأ الدولة بقيادة جلالة الملك لضمان أمننا المائي، نجد أن مسؤولي المطرح غير عابئين بهذا السياق الوطني ومستمرين في تهاونهم في تنفيذ متطلبات حماية المياه الجوفية في المنطقة من خطر أي تسرب ناتج عن تجميع النفايات وطمرها، وحماية المجرى المائي المجاور للمطرح. وقد تأكد هذا الخطر فعليا بعد معاينة السكان لتدفق هذه العصارة شديدة التلوث من الصهاريج التي امتلأت عن آخرها، وشكلت بركا كبيرة قاتمة اللون كريهة الرائحة بالوادي. مع العلم أن هذا الوادي ينحدر من مرتفعات الحوز القريبة وشكل مصدرا لتوفير الماء للفلاحين بالمنطقة وشرب قطعان مواشيهم.