هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية في حربها ضد جنوب لبنان؟

سمير السعد – في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، تتزايد التساؤلات حول قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية، وما إذا كانت هذه الحرب ستكلفها خسائر كبيرة على الأصعدة العسكرية والسياسية والإنسانية.

إسرائيل تسعى من خلال عملياتها العسكرية إلى القضاء على التهديدات المتنامية من الجنوب اللبناني، وتحديداً من حزب الله الذي يشكل قوة إقليمية ذات تسليح متطور. من بين الأهداف المعلنة هي تدمير القدرات الصاروخية للحزب وتقليص نفوذه على الحدود. ولكن، تتجاوز أهداف إسرائيل هذه النقطة العسكرية لتشمل أهدافاً سياسية وجيوستراتيجية، مثل تعزيز صورتها أمام المجتمع الدولي كدولة “معتدى عليها” وضمان تأييد القوى الدولية الكبرى لمواقفها.

إلى جانب ذلك، تسعى إسرائيل إلى إضعاف التحالفات الإقليمية التي تربط حزب الله بإيران وسوريا، والحد من نفوذ المحور الذي يمتد على عدة دول في المنطقة. لكن تبقى هذه الأهداف غير المعلنة أكثر تعقيداً، مما يزيد من تحديات تحقيقها على أرض الواقع.

تعتمد إسرائيل في حربها ضد جنوب لبنان على عدة رهانات رئيسية. أولها هو التفوق العسكري والتقني الذي تمتلكه، سواء من خلال القبة الحديدية للدفاع الجوي أو التكنولوجيا المتقدمة التي تتيح لها استهداف مواقع الحزب بدقة. كما تراهن على دعم المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتبرير عملياتها واستمرارها في استخدام القوة العسكرية.

ومع ذلك، فإن هذه الحرب تواجه العديد من التحديات. حزب الله، رغم القوة العسكرية الإسرائيلية، لا يزال يمثل خصماً شرساً يتمتع بدعم إقليمي واسع، وقدرات قتالية اكتسبها عبر سنوات طويلة من المواجهات مع إسرائيل. كما أن للحزب قوة نفسية ومعنوية على أرض المعركة، حيث يستفيد من التضاريس المعقدة والطبيعة الجبلية للجنوب اللبناني، مما يجعل أي تقدم إسرائيلي مكلفاً وصعباً.

على الرغم من رهاناتها، قد تتكبد إسرائيل خسائر فادحة في هذه الحرب، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضاً على المستوى الإنساني والسياسي. كل يوم يستمر فيه الصراع يؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين والدمار، وهو ما قد يشكل ضغطاً داخلياً على الحكومة الإسرائيلية ويثير انتقادات دولية. كما أن الحرب قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، ما سيؤثر على الاستقرار الإقليمي وقد يجر أطرافاً أخرى إلى النزاع.

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها في هذه الحرب أم ستغرق في مستنقع الخسائر المتزايدة؟ الرهانات كبيرة والتحديات هائلة، والحرب قد تستمر لفترة أطول مما يتوقعه أي طرف، مما يجعل النتيجة النهائية ترجح كفة أبطال المقاومة في جنوب لبنان ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *